لا تزال الاحتجاجات مستمرة في محافظة السويداء، بعد قرار تقليص الدعم الذي أصدرته الحكومة السورية مطلع الشهر الجاري، حيث تجددت الوقفة الاحتجاجية في “ساحة السير” في السويداء، لليوم الرابع على التوالي، احتجاجا على سياسات الحكومة التي أدت لتدهور الوضع المعيشي والاقتصادي.

كما استمر قطع للطرق اليوم، في بلدة نمرة شمال شرقي السويداء، ومجادل في الريف الغربي، لتأكيد استمرار الاحتجاجات على تدهور الأوضاع المعيشية، بالتزامن مع الوقفة في مدينة السويداء.

ما تداعيات الاحتجاجات في السويداء؟

لم يصدر أية ردود رسمية من قبل الحكومة السورية، أو فرع “حزب البعث” بالمحافظة حتى الآن، فيما يؤكد المحتجون على استمرار حراكهم حتى يتم وضع خطة إصلاح اقتصادي، ومبادرة حقيقية لمكافحة الفساد، بينما رفع ناشطون سقف المطالب مطالبين بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، والذي ينص على انتقال سياسي في سوريا، وتشكيل هيئة حكم انتقالي، مؤكدين عجز وتقاعس المسؤولين عن مهامهم تجاه الشعب.

وكان موقع “الحل نت”، قد نقل رسالة عن المحتجين في السويداء، تقول “نحن مستمرون حتى تتحاسب هذه الحكومة الفاسدة، وألا يتم تهريب أموال الشعب إلى الخارج كما العادة، وأن يتوزع على الشعب من أموال خزينة الدولة، و مطلبنا مطلب واحد وهو حق، فأما العيش حياة كريمة في البلد، وإذا لم تكن كذلك فالموت أشرف لنا”.

ولكن، وحسب الناشط الميداني، أبو أمير، لموقع “الحل نت”، فهناك نشاط إعلامي لافت لما أسماه الذباب الإلكتروني التابع للحكومة السورية، والذي يحاول تشويه الاحتجاجات بوصفها بأنها غير وطنية، مشيرًا إلى أن أبرز التداعيات على الصعيد الأمني هو قيام الفرقة 15 التابعة للجيش السوري بسحب أحد حواجزها من أحد الطرق العامة.

هل يطال المحافظة أي تحركات أمنية أو عسكرية؟

في تطور جديد، حصل موقع” الحل نت”، على معلومات تفيد بأن تعزيزات عسكرية وأمنية كبيرة دخلت السويداء صباح اليوم، مرورا من حاجز بلدة شهبا، وتشمل عددا من حافلات عسكرية، وسيارات دفع رباعي، تحمل رشاشات “دوشكا”.

وكانت قيادة شرطة المحافظة قد نشرت في اليوم الأول من الاحتجاجات ما يعرف بقوات مكافحة الشغب، إثر مشادات كلامية بين ضباط من الشرطة والمحتجين، كما تم نشر عدد من الجنود على أسطح المباني الحكومية، في حين لم يجر أي تدخل عنيف في مواجهة المواطنين حتى الآن.

وقال، أبو أمير، يبدو أن الحكومة تقوم باستخدام الحرب النفسية حتى الآن، ضد المحتجين لثنيهم، وإثارة الشائعات حول تهديدات إرهابية من المحتمل أن تطال المحافظة، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لما يسمى بالجيش الإلكتروني.

وأشار، إلى أن الحكومة قد تلجأ لمواجهة الحراك بالقوة في النهاية، ولكن بشكل غير مباشر، لكن أبناء السويداء يعلمون أن أي تحرك من قبل أي جهة فالحكومة هي من تقف خلفه.

وأوضح، أن هناك تخوفا، من أي تقوم الحكومة بفتح الطريق، وتسهيل مرور عناصر تنظيم داعش من شرقي السويداء من أجل افتعال معارك كر وفر في المنطقة، وهذا ما قد يؤثر سلبا على الحراك الشعبي.

هل من الممكن أن يستمر الحراك دون اختلاق فتنة من دمشق؟

لا أحد يعرف على وجه الدقة ما ستقوم دمشق بفعله إزاء الحراك المستمر في السويداء، فمن المعروف أن الحكومة في دمشق تبرع باستخدام كل مختلف الأوراق التي تملكها عندما يتعلق الأمر بأي احتجاجات ضدها، حتى وإن كانت احتجاجات تتعلق بالأوضاع المعيشية والاقتصادية.

فالحكومة حاليا، حسب أبو أمير، تقوم بحماية المقرات والدوائر الرسمية الحكومية، والفروع الأمنية، والتي هي في الأصل محمية بعدد كاف من العناصر، وهو ما يثير الشك في القوات الجديدة التي تم جلبها اليوم.

مضيفًا، أن من خيارات دمشق، إحداث بعض المشاكل في مناطق مثل حضر وقرى جبل الشيخ في محافظة القنيطرة، لصلتها الوثيقة بالسويداء، أو الزج بجنود من أبناء السويداء على جبهة إدلب ليسقط بينهم قتلى، وهذا ما يؤثر بشكل عملي على الحراك.

لا تزال الاحتجاجات في السويداء مستمرة في عشرات النقاط التي تسجيلها، في المدينة وفي بعض البلدات، ما يظهر تمسكا كبيرا من أبناء السويداء بمطالب، أقلها إلغاء القرارات الاقتصادية الأخيرة، ومن أهمها المطالبة بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254، فيما بترك الباب مفتوحا لكل الاحتمالات من مواجهة مع الحكومة، وتفجر كامل للأوضاع في المحافظة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.