تتوالى أسعار الذهبين الأصفر والأسود في الارتفاع عالميا، لعدة أسباب، أهمها السياسي والعسكري الذي يحدث بين أقوى أقطاب العالم في أوكرانيا، بالإضافة للأسباب الاقتصادية نتيجة عزم الفيدرالي الأميركي رفع سعر الفائدة لمكافحة التضخم في الولايات المتحدة الأميركية.

أما في دمشق، فتستعد محال الذهب بسوق الصاغة لاحتفالات عيد الحب الفلانتين، غدا الاثنين، عبر طرح أشكال جديدة في كل الأشكال والأعيرة المختلفة، وبأحجام متناسبة ومتفاوتة تتناسب مع الحالة الاقتصادية للمواطنين، في ظل العزوف عن شراء المعدن الأصفر بسبب ارتفاع أسعاره.

عيد الحب ينعش الأسواق الصفراء

صرح رئيس مجلس إدارة جمعية الصاغة والجواهر بدمشق، غسان جزماتي، اليوم الأحد، أن الطلب على الذهب في الأسواق المحلية معتدل في هذا الوقت من العام، لكنه سيزداد مع اقتراب عيد الحب، ويليه عيد الأم، وهو موسم مزدحم بالنسبة للصاغة.

وقال جزماتي، في حديثه لصحيفة “الوطن المحلية، إن الزيادة المطردة في أسعار الذهب منذ بداية العام ترجع في الغالب إلى ارتفاع السعر العالمي للأونصة الذهبية، وهو ما يتأثر بشكل مباشر بالتغيرات في الساحة السياسية والاقتصادية العالمية.

وبحسب تصريح جزماتي، فقد ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 بمقدار ألفي ليرة في بداية الأسبوع مقارنة بنهاية الأسبوع الماضي، فيما ارتفع سعر أونصة الذهب العالمية بمقدار 31 دولار من سعر 1830 دولارا أميركي في نهاية الأسبوع الماضي إلى 1861 دولارا أمريكيا. 

وكان سبب هذا الارتفاع في بداية هذا الأسبوع هو زيادة الطلب على الذهب نتيجة للأحداث الأخيرة في أوكرانيا والمخاوف السياسية بشأن هذه القضية.

وفي سياق آخر، أوضح جزماتي أن كل الذهب الموجود حاليا في السوق يعتبر ذهبا مستعملا، يتم تداوله بين أصحاب الورش وصائغي الذهب، ويتم شراؤه من المواطنين أو من يمارسون عمليات التبادل، حيث يتبادلون مجوهراتهم الذهبية مع الصائغين الذين يعيدون صهرها وصياغتها ووضع النماذج والأشكال عليها. 

وقال أيضا إنه لم يدخل الذهب الخام المستورد البلاد منذ تفشي فيروس “كورونا”. ما يشير إلى حدوث تحسن في حركة بيع الذهب  وخاصة الليرات الذهبية التي كانت راكدة في الأشهر الأخيرة.

وكان غرام الذهب عيار 21 قد سجل يوم أمس السبت، سعرا بـ 185 الف ليرة سورية بينما تم تسعير غرام الذهب عيار 18 بـ 158571 ليرة سورية. وفقا لجمعية الصاغة بدمشق.

وبحسب صاغة محليين، فقد بلغ سعر غرام الذهب من عيار 21 في دمشق 189,333 ليرة للمبيع و 187,505 ليرة للشراء. بينما وسجل في حلب سعر 189,072 ليرة للمبيع و 187,244 ليرة للشراء. ووصل في إدلب إلى 192,728 ليرة للمبيع و 190,639 للشراء.

للقراءة أو الاستماع: الذهب ينخفض وأسعار الوقود تسجل أعلى سعر بسوريا منذ 7 سنوات

مؤشرات النفط ترتفع مع الذهب

وارتفعت أسعار النفط في وقت مبكر من أمس السبت. حيث أدى ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، إلى تأجيج المخاوف بشأن الزيادات الحادة في أسعار الفائدة. وبينما ينتظر المستثمرون نتيجة المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، فضلا عن تحديات الحرب في أوكرانيا التي قد تؤدي إلى زيادة المعروض العالمي من النفط الخام.

وبحسب وكالة “رويترز”، فقد أغلقت أسعار النفط على ارتفاع 3 بالمئة، عند أعلى مستوياتها في سبع سنوات. مع تصاعد المخاوف من غزو أوكرانيا من قبل روسيا، أكبر منتج للطاقة. مما زاد من المخاوف بشأن شح إمدادات الخام العالمية.

وأغلقت العقود الآجلة لخام برنت بزيادة 3.03 دولارات، أو 3.3 بالمئة، مرتفعة لحد 94.44 دولارا للبرميل. في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3.22 دولارا، أو 3.6 بالمئة، إلى 93.10 دولارا للبرميل.

ولامس الخامين القياسيين أعلى مستوياتهما منذ أواخر 2014. متجاوزين المستويات المرتفعة التي سجلها الاثنين الفائت. وسجلا مكاسب لأسبوعهما الثامن على التوالي وسط مخاوف متزايدة بشأن الإمدادات العالمية مع تعافي الطلب من جائحة فيروس كورونا.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب لعام 2022، وتتوقع أن يتوسع الطلب العالمي بمقدار 3.2 مليون برميل يوميا هذا العام، ليصل إلى مستوى قياسي غير مسبوق يبلغ 100.6 مليون برميل يوميا.

وجاء تقرير هيئة مراقبة الطاقة، في أعقاب تحذير منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في وقت سابق من هذا الأسبوع. من أن الطلب العالمي على النفط قد يرتفع بشكل حاد هذا العام بسبب الانتعاش الاقتصادي القوي بعد الوباء.

وأضافت الوكالة أن السعودية والإمارات يمكن أن تساعد في تهدئة أسواق النفط المتقلبة إذا ضختا مزيدا من الخام. مضيفة أن تحالف “أوبك +” أنتج 900 ألف برميل يوميا دون المستوى المستهدف في كانون الثاني/يناير الفائت.

والجدير ذكره، أن أسعار العديد من المواد الاستهلاكية في مناطق سيطرة الحكومة السورية بدأت ترتفع. بعد رفع سعر ليتر البنزين، يوم السبت الفائت، إلى 1100 ليرة سورية.

للقراءة أو الاستماع: استمرار ارتفاع النفط والذهب في سوريا.. فما الأسباب؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.