يبدو أن المفاوضات التي دارت على طاولة فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الغربية في مرحلتها النهائية، قد تؤدي إلى الاقتراب من تفاهم يؤدي إلى إبرام وشيك لاتفاق نووي إيراني دون وضوح الصورة حول تاريخ هذا التفاهم وشروطه ومحدداته.

وليبقى التساؤل الأبرز حول المحددات التي قد تقضي بموجبها إلى رفع العقوبات عن إيران، بعد تقارير صحفية أشارت إلى احتمالية أن تزيل واشنطن، “الحرس الثوري” الإيراني، من قائمتها لـ “المنظمات الإرهابية الأجنبية”، وذلك بعد محادثات جارية حاليا بين طهران وواشنطن حول الأنشطة الإقليمية لـ “الحرس الثوري” الإيراني.

وذلك بالتوازي مع الإعلان بالاستناد إلى وثائق وتصريحات مسؤولين غربيين كشفوا من خلالها بأن إيران تمكنت خلال الفترة الماضية من الالتفاف على تلك العقوبات من خلال إنشاء قناة مالية “سرية”، للالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليها.

إتمام الاتفاق النووي الإيراني قريبا؟

كشف مشارك بارز في المحادثات النووية الإيرانية بأنه يمكن التوصل إلى اتفاقية بشأن البرنامج النووي الإيراني، في غضون الساعات المقبلة.

وجاء تصريح وزير الخارجية الايرلندي سيمون كوفيني، الذي يعمل ميسرا لأعمال مجلس الأمن في محادثات فيينا، قائلا إن “هناك مؤشرات جيدة” على قرب التوصل إلى اتفاق نووي خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقال كوفيني لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، “نحن نقترب كثيرا من التوقيع على الاتفاق. في الواقع، قد يقول البعض إن هناك احتمالات لعقد اتفاق خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع”، مضيفا، أنه لدى إيران عطلة وطنية تبدأ يوم الاثنين وتستمر لمدة أسبوعين تقريبا، لذا فقد يكون من مصلحة الزعماء السياسيين العمل على إتمام هذه الصفقة في غضون 48 ساعة القادمة، وهذا هو أملنا بكل تأكيد، وفقا لتعبيره.

ويرى الباحث في الشأن الإيراني، أحمد ابوريم، حول العوامل التي ستحدد شكل انتهاء المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق النووي، أن الحصار والتضخم الاقتصادي الذي حصل في إيران، نتيجة العقوبات الدولية التي فُرضت عليها، وتكبد الأخيرة خسائر كبيرة، هي التي ستكون عامل الحسم فيما يتصل بطهران.

هناك أصوات في إيران، تطالب بعدم الانخراط في الاتفاق النووي، وتعتقد أن بإمكانها الصمود والاستمرار على هذا النحو. لكن هناك احتجاجات شعبية بالمقابل ومؤشرات توحي بأنه إذا استمرت إيران في هذا النهج وإذا لم تتوصل إلى اتفاق نووي، فسيكون هناك انفجار شعبي ضخم، وفق تعبير الباحث في الشأن الإيراني.

 وفي تقدير الباحث، “ربما ستتجنب إيران الانفجار الشعبي والضغط الاقتصادي الذي قد يؤدي إلى الانهيار الكامل لإيران، إضافة لأمور أخرى من فساد وعمليات تهريب وغسيل أموال من قبل مسؤولين إيرانيين واتباعهم، وبالتالي ستسعى إيران إلى إتمام الاتفاق النووي بشكل كبير”.

وفي اعتقاد الباحث الإيراني بأن الاتفاق النووي سيتم، وقال خلال حديثه، “خاصة بعد سحب روسيا مطالبها الأخيرة من مفاوضات فيينا، فضلا عن تصريحات أميركا التي توحي بشكل غير مباشر إلى إزالة الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية، وإطلاق بعض السجناء الأجانب في إيران، وكل هذه المستجدات لا تأتي من فراغ، إنما كلها مؤشرات ومعطيات تفضي بقرب التوصل إلى الاتفاقية النووية الإيرانية”.

ونوّه ابوريم، إلى أنه “ومع التوصل إلى اتفاقية نووية، ورفع العقوبات عن إيران، إلا أنها ستبقي قنواتها المالية السرية مفتوحة وسارية، خوفا من فشل الاتفاق لاحقا وعودة العقوبات الأميركية مرة أخرى”.

ويتفق مع الرأي ذاته، الباحث في الشأن الإيراني، محمد خيري، الذي قال لـ”الحل نت” إن “مفاوضات الاتفاق النووي باتت قاب قوسين من توقيع الاتفاق”.

قد يهمك: خسائر روسيا في أوكرانيا.. ما علاقة تركيا؟

إزالة الحرس الثوري من قائمة “التنظيمات الإرهابية”؟

مسؤول في الخارجية الأميركية رجح إمكانية رفع اسم “الحرس الثوري الإيراني من قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية”، قائلا إن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ قرارات صعبة من أجل إحياء الاتفاق النووي.

وفي تصريح لصحيفة “إسرائيل تايمز”، خلال وقت سابق، قال المسؤول الأميركي: “محادثاتنا ليست علنية، ولن نعلق على مزاعم محددة بشأن العقوبات التي نحن على استعداد لرفعها من أجل العودة المتبادلة للاتفاق النووي”.

وأضاف “نحن مستعدون لاتخاذ قرارات صعبة، من أجل إعادة برنامج إيران النووي إلى الحدود التي وضعها الاتفاق النووي”.

وأكد المسؤول في حكومة بايدن أن “عدم تقييد برنامج إيران النووي، أدى إلى أزمة نووية متنامية وهدد إلى حد كبير المواطنين الأميركيين ومصالحهم وشركائهم في المنطقة”، مضيفا أن “الولايات المتحدة وإسرائيل لديهما مصلحة مشتركة وهي أن لا تمتلك إيران سلاحا نوويا أبدا”.

وشدد المسؤول بوزارة الخارجية أيضا على أن واشنطن ستستخدم “أدواتها القوية” بجدية بالغة للتصدي للعدوان الإيراني في المنطقة، “وخاصة لمواجهة الحرس الثوري”.

وفي وقت سابق، أفاد موقع “أكسيوس”، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن الولايات المتحدة تعتزم رفع اسم “الحرس الثوري” من قائمة الإرهاب في اتفاق منفصل مع طهران، مقابل تخفيف التوترات في المنطقة من قبل إيران.

وردا على ذلك، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ووزير خارجيته، يائير لابيد، بيانا مشتركا أول من أمس الجمعة، حثا فيه حكومة بايدن على عدم رفع اسم “الحرس الثوري” من قائمة المنظمات الإرهابية.

وأضاف البيان المشترك: “نعتقد أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن أقرب حلفائها، مقابل وعود فارغة من قبل الإرهابيين”، مشيرين إلى أن “الحرس الثوري” مسؤول عن هجمات على القوات الأميركية والمدنيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وكتب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإسرائيليين في بيان مشترك: “من الصعب تصديق أن اسم الحرس الثوري سيزيل من قائمة التنظيمات الإرهابية مقابل تعهد بعدم إلحاق الأذى بالأمريكيين”.

كما و تشير التقارير الواردة في وسائل إعلام غربية وتصريحات المتحدثة باسم “البيت الأبيض”، جين ساكي، إلى أن إيران تتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن الأنشطة الصاروخية والإقليمية للحرس الثوري.

وأكدت المتحدثة باسم “البيت الأبيض”، جين ساكي، مساء أمس الجمعة، هذا الموضوع، وقالت إن هناك “مفاوضات جارية، لكنني لن أخوض في التفاصيل”، وأضافت: “الوضع الذي نحن فيه الآن لم يجعلنا أكثر أمنا وأدى فقط إلى تقوية الحرس الثوري”، وجاءت تصريحات ساكي بعد ساعات من بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، ووزير خارجيته يائير لابيد.

قد يهمك: قناة إيرانية سرية للتحايل على العقوبات

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.