تعتبر الكهرباء العنوان الأبرز لمعاناة السوريين، في كل المدن والمحافظات السورية، خاصة في فصل الشتاء، ووسط الدمار الذي لحق بالبنية التحتية لشبكات الكهرباء، وعجز وزارة الكهرباء عن إجراء عمليات صيانة جذرية لها، بسبب عدم توفر الإمكانيات والمواد اللازمة لذلك.

ريف دمشق تلحق مناطق أخرى بانقطاع الكهرباء لأيام

فقد تعرضت الكهرباء خلال الأيام القليلة الماضية لتدهور على نحو سيء في ريف دمشق، ففي منطقة معربا حصل انقطاع في التيار الكهربائي لعدة أيام، إضافة لوضع سيء في سرغايا والتل والنبك والقلمون ودير عطية والكسوة وصيدنايا ومعرة صيدنايا ومضايا وبلودان، وارتفاع عدد ساعات التقنين إلى أكثر من سبع ساعات قطع مقابل ساعة وصل.

ونقلت مواقع إعلامية محلية، عن مدير مؤسسة الكهرباء في ريف دمشق، بسام المصري، أنه منذ بداية الأسبوع وحتى الآن، أدى وجود وضع معين في الشركة العامة للتوليد لتخفيض الكمية المخصصة لريف دمشق، من 500 ميغا إلى نحو 400 ميغا، يتم توزيعها على كل القرى والمدن بريف دمشق، إضافة إلى الإعفاءات الضرورية من التقنين، كالمستشفيات العامة، ومضخات المياه، والمطاحن المنتشرة في بعض المناطق، كالذيابية والكسوة وسبينة، وهذه تحتاج لاستطاعات كبيرة. 

وأشار المصري، وفق هذه المواقع، إلى أن تحسن الوضع مرهون بتحسين الكميات الموزعة من الشركة العامة للتوليد التي تحاول القيام بما يلزم لزيادة الكميات المولدة، موضحا أن المراكز التي تمت سرقتها في منطقة السيدة زينب أعيدت إلى الخدمة بعد خسائر قدرت بملايين الليرات.

ولفت المصري، إلى أن فترة الربيع ستشهد تحسنا ملحوظا نتيجة الاستقرار الربيعي المرافق مع انخفاض الاستهلاك نتيجة عدم الحاجة للتدفئة أو التكييف واحتمال تقليل ساعات التقنين في ذلك الوقت.

إقرأ:انقطاع الكهرباء لمدة 12 يوما في أحد أحياء مدينة دمشق

معاناة متشابهة في معظم المناطق مع رفع تسعيرة الكهرباء

لم تكن حادثة انقطاع الكهرباء عن منطقة معربا لعدة أيام هي الأولى، فقد تكررت في مناطق أخرى، دون أن يكون هناك تبرير عملي من المسؤولين في وزارة الكهرباء أو مؤسسات الكهرباء.

وتابع موقع “الحل نت”، الوضع المتردي للكهرباء، وانقطاعها المستمر في مناطق مختلفة، ففي منطقة بستان الدور في دمشق أمضى أهالي الحي مدة بلغت 12يوم دون أن تصلهم الكهرباء ، وخاصة حارة سوق الخضار، خلال الشهر الحالي، على الرغم من اتصال الأهالي بمكتب طوارىء الكهرباء عدة مرات، لكن دون أن يحصلوا على أي رد.

وكانت وزارة الكهرباء السورية، أعلنت مطلع الشهر الجاري، رفع أسعار الكهرباء في سوريا، شاملة جميع فئات الاستهلاك، وذلك في موجة رفع أسعار كافة أسعار السلع والخدمات الأساسيّة في البلاد، على الرغم من أن الكهرباء تعتبر نادرة في معظم المناطق، حسب تقرير سابق لموقع “الحل نت”.

وشملت لوائح أسعار التعرفة الجديدة، وفق موقع “الحل نت” لـ أسعار الكهرباء في سوريا، رفع أسعار الاستهلاك المنزلي بنسبة مئة بالمئة، إذ ارتفع سعر الكيلوواط الواحد في الشريحة الأولى للاستهلاك المنزلي (المقدر استهلاكها بـ600 كيلوواط ساعي خلال دورة الشهرين) من ليرة سورية إلى ليرتين، وفي الشريحة الثانية (بين 601 وألف كيلوواط ساعي) من ثلاث إلى ست ليرات.

كما ارتفع سعر الكيلو واط في الشريحة الثالثة (بين ألف وألف و500 كيلوواط ساعي) من ست إلى 20 ليرة، وفي الرابعة من عشر إلى 90 ليرة، وفي الشريحة الأخيرة من 125 إلى 150 ليرة.

قد يهمك:راتب الموظف الحكومي ينهار أمام فاتورة الكهرباء في سوريا

فيما تعجز الحكومة عن فعل أي شيء لتغيير وضع الكهرباء، فيما تستمر معاناة المواطنين، ودعوات مستمرة للحكومة السورية ووزارة الكهرباء، لإيجاد حلول وإن كانت مؤقتة، وسط وعود بتحسن الكهرباء تبدو أقرب إلى تخدير للمواطنين فقط.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.