يبدو أن مسعى دول خليجية ذهب مؤخرا لتوجيه ضربات إلى التواجد الإيراني في لبنان، من بوابة إنقاذ لبنان من دوامة الأزمة الاقتصادية بعد الحديث عن احتمالية إفلاس الدولة في لبنان.

شروط خليجية تعجيزية

ويرى محللون أن الشروط التي تضعها الدول الخليجية، لمساعدة لبنان والخاصة بتحجيم أذرع إيران وبالتحديد “حزب الله” هي “شروط تعجيزية” وأكبر من قدرة لبنان.

بدورها أفادت صحيفة “الجريدة” الكويتية نقلاً عن مصدر دبلوماسي بأن سفيري الكويت والسعودية لدى لبنان سيعودان إلى بيروت خلال أيام، في إطار قرار خليجي بدعم لبنان ومساعدة اللبنانيين اقتصادياً.

ونقلت الصحيفة الأربعاء عن المصدر قوله أن: “هناك قناعة خليجية لها صدى في عواصم عالمية بأن ترك لبنان قد يؤدي إلى نتائج لا تخدم مصالح دول الخليج، بالتالي يجب التخلي عن بعض التقييمات إذا تبين أنها خاطئة، وأنه لا يمكن الابتعاد عن لبنان لمجموعة أسباب، أبرزها أن التحولات الكبيرة المقبلة على هذا البلد تجعل منه مقراً لحضور متقدم لدول الخليج في الشرق الأوسط“.

ووضعت الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية، برنامجا لآلية الدعم الخليجي وفق سلم أولويات يبدأ بالشق الإنساني، قد تليه مساعدات اقتصادية لإنقاذ لبنان من الانهيار والإفلاس وإعادة ضخ النمو في الاقتصاد“.

قد يهمك: لبنان.. ما الذي سيحصل بعد انسحاب سعد الحريري من المشهد السياسي؟

إقصاء حزب الله؟

ويرى الصحفي اللبناني ربيع دمج أن الدول الخليجية، تريد التدخل في لبنان من أجل المشاركة في وضع الحكومة، مستبعدا أن تكون مشكلتها مع الخليج وإنما مشكلة الدول الخليجية هي مع “حزب الله” ذراع إيران في لبنان.

ويقول دمج في حديثه لـ“الحل نت“: “هناك طيران بين الخليج وإيران وتبادل تجاري واستثمارات اقتصادية داخل الخليج من رجال أعمال إيرانيين، العداوة هي مع حزب الله في لبنان”

ويعتقد دمج أن حكومات الخليج تضع شروطا، أكبر من قدرة لبنان على تحقيقها، لا سيما تلك المتعلقة من إقصاء “حزب الله” من المشهد السياسي في لبنان.

ويضيف: “حكومات الخليج تتدخل من أجل الانتخابات النيابية، إضافة لحزب الله، الخليج يضع شروط تعجيزية من أجل مساعدة لبنان، هم يريدون إقصاء حزب الله، وهذا شيء غير ممكن بالنظر للوضع الحالي في لبنان، لا يمكن منع حزب الله من التواجد في مواقع مثل الحكومة“.

ويقلل الصحفي اللبناني من أهمية العودة الاقتصادية الخليجية إلى لبنان، لا سيما في ظل الانفتاح الخليجي على تركيا وإسرائيل، وبالتالي أصبح لدى المستثمرين خيارات عديدة أفضل من لبنان، لكنه يؤكد أن موقع لبنان لا يزال يتمتع بأهمية استراتيجية كونه بوابة عبور إلى أوروبا.

وتعرضت العلاقات اللبنانية، مع كل من السعودية ودول الخليج العربي، إلى اهتزازات مختلفة، خلال الأعوام الماضية، وذلك بسبب السياسات اللبنانية التي وُصفت بأنها معادية لمصالح الخليج، والنابعة من الوقوف في الصف الإيراني بقيادة حزب الله، ودعم الحوثيين في اليمن.

ونتيجة لهذه السياسات، قامت السعودية ودول الخليج، قبل نحو 5 سنوات بسحب سفرائها وبعثاتها الدبلوماسية من لبنان، لتتأزم العلاقات بعد تصريحات وزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي حول الحرب في اليمن، والتي أثارت حفيظة السعوديين، والخليج.

إلا أن لبنان يعمل منذ مدة على التخلص مع العديد من المشكلات الخارجية، التي تسبب توترا بينه وبين بعض الدول العربية، وخاصة الخليجية.

وكان نائب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة اللبنانية، سعادة الشامي، أعلن يوم الاثنين الفائت، علنا وبشكل لا لبس فيه، إفلاس الدولة ومصرف لبنان المركزي، وقال إن الخسائر ستوزع على الدولة ومصرف لبنان والمصارف والمودعين

ويمر لبنان بالعام الثالث من الانهيار المالي الناجم عن عقود من الفساد والسياسات السيئة التي أدت إلى انهيار قيمة العملة بأكثر من 90 بالمئة، وأبعدت البنوك معظم المدخرين عن حسابات العملات الصعبة. وقدرت مسودة خطة الإنقاذ المالي الحكومية في وقت سابق من هذا العام وجود فجوة بحوالي 70 مليار دولار في القطاع المالي.

إقرأ: لبنان يلاحق “داعش” و”الحوثيين”.. القصة الكاملة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.