تشكل الكهرباء أبرز وجوه معاناة السوريين، نتيجة عملية التقنين التي تمارسها الحكومة، والتي يراها معظم السوريين أنها شكلية لإخفاء عدم قدرة الحكومة على إعادة صيانة شبكات الكهرباء التي دمرتها الحرب.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن عدد ساعات عمل الكهرباء تختلف بين مدينة وأخرى، وأحيانا في نفس المنطقة، حيث لا تتجاوز ساعتي عمل يومي حتى في دمشق، وعلى الرغم من ذلك يعاني المواطنون من ارتفاع في أسعار فواتير الكهرباء.

فواتير بتسعيرة جديدة

نقلت صحيفة “الوطن” المحلية، عن مدير المشتركين في مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء حسام نصر الدين، اليوم، أن معظم المستهلكين الذين استهلكوا 1500 كيلو واط، وصلت قيم فواتيرهم بعد التعرفة الجديدة لحدود 16 ألف ليرة بدل من 6100 حسب التعرفة السابقة، في حين من استهلك ألفي كيلو واط بلغت قيمة فاتورته 77500 ليرة بدلا من 12 ألف حسب التعرفة السابقة، في حين وصلت قيمة الفاتورة ذات الاستهلاك 2500 كيلو واط إلى 130 ألف ليرة بدلا من 18 ألف ليرة.

من جهة ثانية، قال مدير التخطيط في وزارة الكهرباء، لـ”الوطن”، اليوم، أن إجمالي المشتركين في القطاع المنزلي يصل عددهم لحدود 4,5 ملايين مشترك، منهم 3,5 ملايين استهلاكهم ضمن الشريحة الأولى من 1-600 كيلو واط في الدورة وهو ما يمثل نحو 70 بالمئة من المشتركين المنزليين وبالتالي لا تتجاوز قيم فواتيرهم في الدورة 1200 ليرة.

وبين أن معظم الزيادة على التعرفة كانت في الشريحة الرابعة والخامسة التي تصل فيها قيم الكيلو لحدود 150 ليرة لأن أصحاب هذه الشريحة ليسوا من ضمن الشرائح المستهدفة من الوزارة في الدعم، لأنهم يمثلون شريحة عالية الاستهلاك ورغم ذلك يشملهم الدعم عبر استهلاكهم الذي يقع ضمن الشرائح الأولى مثل الشريحة الأولى التي تعرفتها 2 ليرة، وأن الرسوم التي ترافق فاتورة الكهرباء تعود لوزارتي المالية والإدارة المحلية بمعدل 21 بالمئة من قيم الفاتورة تتوزع على نحو 10,5 بالمئة لوزارة المالية ونحو 11 بالمئة لوزارة الإدارة المحلية وهي ترتفع وتنخفض حسب قيمة الفاتورة.

وكانت وزارة الكهرباء أعلنت مطلع شباط/فبراير الماضي، رفع أسعار الكهرباء في سوريا، شاملة جميع فئات الاستهلاك، وذلك في موجة جديدة لرفع أسعار كافة السلع والخدمات الأساسية في البلاد، على الرغم من أن الكهرباء تعتبر نادرة في معظم المناطق، حسب متابعة “الحل نت”.

وشملت لوائح أسعار التعرفة الجديدة، وفق موقع “الحل نت” لـ أسعار الكهرباء في سوريا، رفع أسعار الاستهلاك المنزلي بنسبة مئة بالمئة، إذ ارتفع سعر الكيلوواط الواحد في الشريحة الأولى للاستهلاك المنزلي (المقدر استهلاكها بـ600 كيلوواط ساعي خلال دورة الشهرين) من ليرة سورية إلى ليرتين، وفي الشريحة الثانية (بين 601 وألف كيلوواط ساعي) من ثلاث إلى ست ليرات.

كما ارتفع سعر الكيلو واط في الشريحة الثالثة (بين ألف وألف و500 كيلوواط ساعي) من ست إلى 20 ليرة، وفي الرابعة من عشر إلى 90 ليرة، وفي الشريحة الأخيرة من 125 إلى 150 ليرة، حسب متابعة “الحل نت”.

قد يهمك:ريف دمشق .. كيف فرضت فاتورة كهرباء بدون استهلاك ؟

حجم استهلاك غير دقيق وأخطاء في  قراءة العدادات

وفي هذا السياق، نقلت “الوطن”، عن مدير مركزي في وزارة الكهرباء أن حجم التغير في استهلاك الكهرباء بعد تطبيق التعرفة الجديدة للكهرباء لم يتم تحديده حتى الآن، وذلك بسبب ارتفاع ساعات التقنين خلال الأشهر الماضية وخاصة شهري كانون الأول والثاني وشباط، وارتفاع حاجة المستهلكين للكهرباء خاصة لأغراض التدفئة بعيدا عن الكلفة مع غياب وسائل التدفئة التقليدية.

أما بالنسبة لارتفاع قيم فواتير الكهرباء بعد التعرفة الجديدة في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، إضافة لتراكمات في قيم الفواتير، فإن السبب يعود لعدم قراءة العداد، وتحميل استهلاك يعود لعدة دورات في فاتورة واحدة، مقابل بعض فواتير بقيمة استهلاك صفر وتشتمل فقط على الرسوم المالية.

وحسب حسام نصر، فإن هناك بعض الحالات لا يتمكن فيها عامل التأشير من قراءة كل العدادات لأسباب عدة، منها ارتفاع ساعات التقنين الذي حصر قراءة العداد في فترة وجود الكهرباء، وعدم التمكن من تنفيذ كل القراءات، وبالتالي ترد بعض القراءات على شكل صفر، مشيرا إلى أن هناك قراءات خاطئة للعدادات تقوم الوزارة بحصرها وتدقيقها، حسب “الوطن”.

وفي سياق ذي صلة، تسببت العدادات الإلكترونية بأخطاء كبيرة في القراءات خاصة خلال ساعات التقنين وقطع الكهرباء، حيث لا يمكن قراءتها خلالها، وكان موقع “الحل نت”، تواصل في تقرير سابق مع أحد قارئي العدادات الذي أوضح بدوره، أن هناك نوعين من العدادات، الإلكترونية الحديثة، وعدادات “القرص” القديمة، مبينا أنه بالنسبة لعداد القرص يمكن قراءته حتى لو كان التيار الكهربائي مقطوعا، فالأرقام تكون تحت قرص العداد تعمل وفق مبدأ الدوران، أما في العدادات الحديثة فلا يمكن قراءتها عند عدم وجود تيار كهربائي، وهذا ما يجعل بعض قارئي العدادات تأجيل قراءتها للشهر اللاحق، وهذا ما يزيد من عدد الشرائح التي تستحق الدفع ويزيد المبالغ على المشتركين.

إقرأ:الكهرباء في ريف دمشق غائبة تماماً لهذه الأسباب

يشار إلى أن هناك العديد من الأخطاء في فروع مؤسسات الكهرباء في سوريا، ومن قبل العديد من موظفيها في عملهم خاصة قراءة العدادات التي  تسببت بارتفاع فواتير المشتركين إلى مبالغ كبيرة جدا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.