موقف جديد يؤكد على ضعف وهشاشة تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي يحاول استخدام منابره الإعلامية المتواضعة للإدعاء باستمرار حضور هذا التنظيم رغم تواضع تواجده الجغرافي. لا سيما بعد تعرض التنظيم خلال الأعوام الماضية التي تلت هزيمته في الباغوز مطلع عام 2019 إلى نكسات أمنية كبيرة، كان أبرزها مقتل مؤسس التنظيم وزعيمه أبو بكر البغدادي في 2019، ولاحقا مقتل الزعيم الثاني عبد الله قرداش مطلع العام الحالي.

وبحسب العديد من المراقبين، فإن التنظيم بات غير قادر على العمل في سوريا بشكل مكشوف وعلني، نتيجة للمراقبة الدائمة والاستهداف حال حدوث أي تحرك له من قبل “قوات التحالف الدولي”، إضافة لملاحقة هذه الدول وأجهزة استخباراتها لقادة وعناصر التنظيم.

عملية ثأر لـ قرداش؟

من جديد يكرر التنظيم ادعائه بالانتقام لمقتل زعيمه، فبعد ادعائه منذ عامين الثأر لمقتل البغدادي ها هو الآن يجدد ادعائه بالثأر لمقتل الزعيم الثاني، لكن اللافت وفق رأي مراقبين أنه ومنذ مقتل البغدادي لم يستطع التنظيم القيام بأي حضور له أثر يمكن القول عنه أن هذا التنظيم الإرهابي بإمكانه إعادة ترتيب صفوفه أو إحياء نفسه، ما يعني أن التنظيم يزداد ضعفا في ظل اعتماده فقط على الهجمات القليلة والهجمات السريعة الخاطفة، وليس بمقدوره الدفاع عن استمراره، فكيف بالثأر لقادته المقتولين.

المتحدث باسم التنظيم أبو عمر المهاجر، أعلن يوم أمس في تسجيل صوتي بثته حسابات تابعة لتنظيم “داعش” على تليغرام، إطلاق معركة “الثأر” لزعيمه السابق الذي قُتل في شمال غربي سوريا إثر عملية نفذتها الولايات المتحدة الأميركية في شهر شباط/فبراير الماضي.

ودعا المتحدث باسم التنظيم، خلايا ومناصري التنظيم إلى اغتنام فرصة انشغال دول الغرب بالغزو الروسي لأوكرانيا، وشن عمليات في أوروبا، قائلا إن “أوروبا على صفيح ساخن”، وفق ما نقلته تقارير صحفية.

ويرى الباحث في الجماعات الجهادية، عرابي عرابي، في حديثه لـ”الحل نت”، أن “التهديدات ليست غريبة على التنظيم، كما أن التوقعات كانت تذهب في أن التنظيم سيعلن عن غزوات الإنتقام، وفي هذا الإطار من الممكن أن يعلن عن بعض الغزوات في سوريا والعراق وبعض مناطق سيطرته في إفريقيا وسيسميها بأنها غزوات الانتقام”.

من جهته، قال الباحث عباش شريفة، لـ”الحل نت”، أن أهداف التنظيم من إدعاء إطلاق ما أسموه بـ عملية الثأر هي “تحريك عناصره من الذئاب المنفردة لزيادة نشاطها على إثر ما يعانيه التنظيم من ضربات التحالف الدولي” خلال الفترة الماضية.

قد يهمك:مقتل خليفة آخر .. ما الذي يربط بين بن لادن والبغدادي والقريشي؟

المعاناة من نقص الموارد

كانت عملية الباغوز التي شنتها قوات التحالف ضد تنظيم داعش في 2019 عملية مفصلية أنهت الوجود العلني والمجمع للتنظيم، ليتحول عقب هذه الهزيمة إلى خلايا متفرقة تعمل بشكل لا مركزي في إدارة نفسها واتخاذ قراراتها بعمليات لا تعدو مهاجمة أهداف بسيطة على الطرقات في مناطق البادية السورية.

ويعتقد عباس شريفة، إن التنظيم “يعاني من نقص في الموارد البشرية وتسرب العديد من جنوده، لذلك كان التأكيد في كلمة الناطق باسم التنظيم هو العتب على المنتكسين والمتقاعسين، كما أن الدعوة لاستهداف من يعتقل عناصر التنظيم والسعي لإطلاقهم يؤكد هذا التوجه لدى التنظيم”.

وحسب تقرير سابق لـ”الحل نت” فإنه لم يعد لدى تنظيم داعش تلك القوة كما في السابق، من حيث وجود قوات كبيرة ومركزة في مناطق محددة، إنما بات يعتمد على الخلايا المكونة من مجموعات صغيرة، وبعض الخلايا النائمة التي تتولى في بعض العمليات مهمات لوجستية أبرزها مراقبة الطرق والمعابر.

إقرأ:هجوم داعش على سجن الصناعة.. عملية تقليدية رتبتها الخلايا النائمة

قوة محدودة وملاحقة

الباحث الأردني في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية، قال لموقع “الحل نت” في تقرير سابق، إن التنظيمات الراديكالية، سواء الإسلامية أو غيرها، وخاصة تنظيمي القاعدة وداعش، يتعرضون لملاحقة كبيرة، منذ أحداث 11 أيلول/سبتمبر، وهي ملاحقة استخباراتية، وأمنية، وعسكرية مكثفة، من دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

وأضاف أبو هنية، أن هذه الدول تملك قدرات استخباراتية، وعسكرية ومالية ضخمة، وقدرات تقنية عالية، وهذه الجماعات تدرك ذلك، وتحاول قدر الإمكان أن تمارس عمليات التخفي واستخدام البريد الصوتي، والتقليل من استخدام التقنيات، ومع ذلك فالعالم صغير بالنسبة لهذه الدول، وبالتالي فالتنظيم وقادته لن يبقوا قادرين على التخفي والهروب.

قد يهمك:عودة “داعش” مجددا.. تحذيرات من تفجير “القنبلة الموقوتة” شمال شرقي سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.