أكدت مصادر خاصة لـ”الحل نت” نية روسيا الانسحاب الجزئي لقواتها العسكرية من سوريا خلال الفترة الحالية من أجل حشد القوات لاستمرار غزو أوكرانيا، مقابل أن يملأ الفراغ الروسي مليشيات سورية محلية مدعومة من النفوذ الروسي، على رأسهم “صائدو الدواعش” و”الفيلق الخامس”.

منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير الفائت، أجرت موسكو عددا من التغييرات العسكرية في سوريا، وأعادت تمركز بعض قواتها. في المقابل، ثمة عدد من المؤشرات على ازدياد توجه روسيا لسحب معظم قواتها من سوريا، رغم أن هذا الأمر لم تؤكده روسيا رسميا حتى الآن.

فبعد إصرار روسيا على استمرارها بغزو أوكرانيا، وانخراطها في حرب شاملة، يبدو أنها الآن باتت أكثر احتياجا لقواتها العسكرية المتواجدين في سوريا، والمقدر عددهم بأكثر من 63 ألف جندي، وأيضا بالنسبة المجندين الذين وقعت معهم عقود قتالها في الأراضي الأوكرانية.

تجهيزات لنقل المرتزقة

بعد أن وجدت روسيا نفسها في صراع مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وانتهى الأمر بإسرائيل إلى اتخاذ موقف مناهض لموسكو ومؤيد لأوكرانيا، شعرت موسكو أنه ليس من الضروري الالتزام بالقواعد القديمة.

ومن أجل تدعيم قواتها في غزوها على أوكرانيا، خصوصا بعد الخسارة التي تلقتها خلال الـ60 يوم الماضية، نقلت القوات الروسية في سوريا، عددا من قادة المليشيات التي تدعمها روسيا في البلاد، لإطلاعهم على الخطط التي رسمتها من أجل استكمال سير المعركة، خاصة في إقليم دونباس الذي تحضر موسكو للسيطرة عليه.

مصدر مطلع على تحركات في الجيش السوري، أكد في حديث خاص لـ”الحل نت”، أن طائرة عسكرية روسية خاصة، من نوع “أليوشن”، نقلت نهاية آذار/مارس الفائت، عدد من القادة المحليين للقوات التي تدعمها روسيا في سوريا، إلى موسكو، لإطلاعهم على آلية نقل المقاتلين إلى أوكرانيا لمساندة القوات الروسية.

وذكر المصدر، الذي يعمل في الفرقة 25 مهام خاصة، والتي يقودها سهيل الحسن، الملقب بـ”النمر”، أن الطائرة حملت كلا من سمير الدماهيري، القيادي المدني في مليشيا “صائدو الدواعش”، ومحمد السعيد قائد “لواء القدس” في حلب، والعقيد نسيم أبو عرة قائد “اللواء الثامن” بـ “الفيلق الخامس” في درعا، ومحمد جابر قائد “صقور الصحراء”، واللواء زيد صالح قائد “الفرقة 30” في “الفيلق الخامس” بحلب.

ماذا حصل في موسكو؟

تشارك الجيش الروسي لخططه مع قادة القوات الموالية لها في سوريا، جاء بعد أن أجرى الجيش الروسي في منتصف آذار/مارس الفائت، تدريبات لمليشيا “صائدو الدواعش”، التي وصفتها وسائل الإعلام الروسية بـ”وحدة القوات الخاصة الأفضل في الجيش السوري”.

وأظهر فيديو نشرته قناة “زفيزدا” الروسية، مشاركة خبراء روس في تدريب عناصر سوريين على تكتيك الاقتحام والقبض على العناصر المعادية، باستخدام رشاشات متوسطة وأسلحة خفيفة ومدفع عيار 57 مليمترا.

وبحسب كلام المصدر لـ”الحل نت”، فإن القيادة العسكرية الروسية، أطلعت القادة على رغبتها في تجنيد حوالي 2000 مقاتل محلي داخل سوريا، خلال مدة أقصاها 3 أشهر، كما طلبت منهم التجهيز لنقل أولى الدفعات إلى أوكرانيا، بمقدار 150 مقاتل في كل دفعة.

وعليه وبناء على مخرجات الاجتماع، بدأت مليشيا “صائدو الدواعش” بتاريخ الأول من أبريل/نيسان الفائت، بتسجيل أولى الدفعات للقتال في أوكرانيا، حيث غادرت أول دفعة فجر اليوم الثالث من الشهر ذاته، من مطار حميميم العسكري إلى موسكو.

وذكر المصدر، أنه يتم التجميع المقاتلين، في القاعدة العسكرية الروسية فولغوغراد، ليتم نقلهم إلى أوكرانيا، حيث يتم التسجيل عبر مندوب المليشيا في بلدة سلحب بريف حماة، حسام أبو وليم من سحلب، في مقر “صائدو الدواعش” بالمنطقة.

وأوضح المصدر، أنه بعد التسجيل تحال الأوراق والمتقدمون إلى مركز “الصياد” – وهو حقل تدريب للمليشيا في قرية الصياد بريف حمص – ويطلب من المتقدم، 5 صور شخصية، والهوية الشخصية، وبيان وضع تجنيدي، ويجب أن يكون العمر ما بين 22 وأقل من 50.

ويتم توقيع العقد مع المقاتلين، وعقبها تجرى اختبارات له، وأبرزها جري لمسافة كيلومتر واحد، بمدة لا تتجاوز خمس دقائق، وإجراء بعض التمارين الرياضية، فيما يشمل الفحص الطبي التحاليل الخاصة بالكشف عن أمراض الضغط والسكري، إضافة لفحص النظر والأسنان.

ملء الفراغ الروسي

فيما يتعلق بموقف روسيا ونهجها في سوريا، فقد تطرق الجنرالات الروس طبقا للمصدر، إلى أن هناك توجه روسي لنقل الأصول الجوية من سوريا إلى أوكرانيا، وبذلك أبدت القوات الروسية تخوفها من إعادة بعض الأطراف دون تسميتها للسيطرة على قواعدها.

ولذلك، طلبت روسيا من قادة المليشيا وخصوصا “صائدوا الدواعش”، و”الفيلق الخامس”، بتدريب مقاتليهم لنقلهم إلى القواعد الروسية في وسط وشمال سوريا، بعد أن سحبت موسكو عددا من جنودها وعناصر مرتزقة “فاغنر”.

وكشف المصدر لـ”الحل نت”، أنه حتى اللحظة تم تسجيل ما يقارب 800 شخص داخل المليشيا من مختلف المناطق في سوريا للقتال في أوكرانيا، عبر قيادات في مليشيا “الدفاع الوطني”، بمدينة السقيلبية، وأبرزهم نابل العبد الله، وأبو هاني إسماعيل شموط المترجم الخاص للقوات الروسية في جنوب دمشق، والذي كان سابقا قائد فصيل “العهدة العمرية” في المعارضة.

الجدير ذكره، أن روسيا عملت عدة مرات على الترويج لهذه المليشيا في إعلامها، وظهرت هذه المجموعة في مناطق متعددة كان يوجد فيها التنظيم كبادية تدمر وعقيربات.

آخر التدريبات، كان في 16 من أيار/مايو الحالي، بمشاركة طائرات حربية روسية في قصف إحدى القرى السورية، وطائرات مروحية من نوع “MI- 8” في عمليات الرصد والملاحقة والإسناد وإنزال القوات الخاصة، بالتزامن مع تطبيق تكتيك اقتحام بمساندة القوات الخاصة الروسية، وتمهيد برشاشات عيار 23 مليمترا، ومدفع عيار 57 مليمترا المضادين للطيران.

يذكر أنه وبعد “المرحلة الأولى” من العمليات الروسية في أوكرانيا، وبحسب وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، فقد الجيش الروسي 25 بالمئة من قوته القتالية. حيث دخل الجنرالات الروس مؤخرا، معركة دونباس مع 92 كتيبة عسكرية، في حين بدأت القوات الروسية غزوها بحوالي 130 كتيبة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة