بعد أشهر على التحضير للانتخابات النيابية اللبنانية، فتحت مراكز الاقتراع صباح اليوم الأحد لانتخاب أعضاء البرلمان اللبناني، وتأتي هذه الانتخابات في وقت يعيش فيه اللبنانيون تحت وطأة انهيار اقتصادي، نتيجة لفساد الطبقة السياسية الموجودة بحسب رأي شريحة كبيرة من اللبنانيين، وانفجار مرفأ بيروت في آب/أغسطس 2020، ما دفع بقوى جديدة للمشاركة في الانتخابات، وعزوف قوى أخرى عن المشاركة فيها بل والدعوة لمقاطعتها وعلى رأسها “تيار المستقبل”.

توقعات محدودة

بحسب الصحفية اللبنانية فاطمة عثمان، فإن هناك توقعات بأن تحدث قوى التغيير المشاركة في الانتخابات الحالية خرقا في تشكيلة هذا البرلمان، لكنه سيكون خرقا محدودا، وفق تعبيرها.

وأضافت عثمان خلال حديثها لـ”الحل نت”، أن هناك مؤشرات على أن أعداد نواب “حزب الله” (ذراع إيران في لبنان) ستنخفض عن السابق، “لكنه لن يكون انخفاضا كبيرا، فالحزب لا يزال يسيطر على معظم حاضنته الشعبية بحجة المقاومة، ولكن في مقابل ذلك هناك وجوه جديدة تسعى للتغيير، وتعرف أن هناك نفاقا سياسيا كبيرا لدى الحزب، لذلك تواجه هذه الوجوه مشروع الدويلة، وتواجد السلاح غير الشرعي”.

ومن جهة ثانية، يرى خبراء، أن هذه الانتخابات ما هو إلا اختبار لما إذا كان حزب الله المدعوم من إيران وحلفاؤه يستطيعون الحفاظ على الغالبية البرلمانية في ظل تصاعد الفقر والغضب من الأحزاب الحاكمة.

إقرأ:ماذا ينتظر التيار السني في لبنان بعد انسحاب سعد الحريري؟

معارضة جديدة غيرت شكل التحالفات

الاحتجاجات الشعبية في عام 2019، استطاعت إفراز معارضة جديدة شابة، تحاول اليوم دخول الانتخابات بقوة من خلال قوائم ما تعرف بقوى التغيير، والتي تسعى للحد من سيطرة الأحزاب التقليدية والطائفية، ما أحدث تغييرا لأول مرة في شكل التحالفات المشاركة في الانتخابات.

ولكن وحسب عثمان، فإن الشكل النهائي لهذه التحالفات يعتمد على النواب الذين سيصلون إلى البرلمان، وما إذا كان من بينهم نواب من قادة المعارضة أو لا، ففي حال وصول معارضة حقيقية للبرلمان، سوف تتحالف أحزاب السلطة على الرغم من خلافاتها، لإبقاء سيطرتها على البلاد، بحسب وصفها.

كما أشارت عثمان، إلى أن خارطة التحالفات ما قبل الانتخابات، تغيرت؛ خاصة مع غياب تيار المستقبل عن المشهد السياسي ودعوة رئيسه سعد الحريري لمقاطعة الانتخابات، وأيضا، فإن تيار “الحزب التقدمي الاشتراكي” بقيادة وليد جنبلاط لم يدخل في أي تحالف بعد انسحاب المستقبل، بينما لا يزال الثنائي الشيعي “حزب الله وحركة أمل”، حليفين كما في السابق.

أما حزب “القوات اللبنانية”، برئاسة سمير جعجع، فهو في الأصل في خلاف مع “تيار المستقبل”، ولم يدخل في أي تحالف، ولكن وحسب جميع المؤشرات فإنه يشارك في الانتخابات الحالية بقوة، ومن المرجح أن حظوظه جيدة في مقاعد البرلمان.

وبينت عثمان، أن هناك تعويلا لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين على أن يكون هناك تغيير للطبقة الفاسدة في لبنان، ووصول وجوه جديدة قادرة على إحداث تغيير في لبنان يمكن أن يعيده إلى مكانته السياسية والاقتصادية.

قد يهمك:لبنان تستعيد علاقاتها مع دول الخليج.. ما تأثيره على المنطقة؟

من سيملأ فراغ تيار المستقبل؟

العديد من التيارات والأحزاب اللبنانية تسعى للاستحواذ على المقاعد التقليدية لتيار المستقبل وهو ما سيشكل نقطة فارقة في نتائج الانتخابات والأغلبية البرلمانية، حيث يتنافس 718 مرشحا بينهم 157 امرأة، للفوز بمقاعد البرلمان. ويتوزع هؤلاء على 48 قائمة انتخابية.

ففي انتخابات 2018، تمكن حزب الله من تصدر المرتبة الأولى ببيروت، وكسب مقاعد سنية إضافية مؤيدة له عبر حلفائه في مختلف المناطق، وفي الانتخابات الحالية يتوقع الحزب أن يشهد تشكيل مجلس النواب الحالي القليل من التغيير على الرغم من أن معارضيه، ومنهم حزب “القوات اللبنانية” المسيحي المتحالف مع السعودية، يقولون إنهم يأملون في انتزاع مقاعد من “التيار الوطني الحر”، بحسب تقارير صحفية.

ومن جهة أخرى، أطلقت العديد من الجماعات السياسية وخاصة المعارضة منها، تحذيرات من أن يشتري المرشحون أصوات الناخبين من خلال عبوات الطعام وقسائم الوقود التي يتم إصدارها للأسر الأكثر تضررا من الانهيار المالي، ما قد يؤثر في نتائج الانتخابات، خاصة مع وجود المال الإيراني بكثرة في هذه الانتخابات بحسب متابعة “الحل نت”.

إقرأ:حضور عربي في لبنان.. ما تأثيره على النفوذ الإيراني؟

وتبقى كل الاحتمالات مفتوحة، حيث ينتظر اللبنانيون والعالم نتائج الانتخابات التي من المقرر أن تصدر يوم غد الإثنين، حاملة تغييرا لأول مرة، بعد أن شهدت الانتخابات الأخيرة في 2018 حصول “حزب الله” الشيعي، المدعوم من إيران، وحلفائه على 71 مقعدا من 128 مقعدا في البرلمان

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.