لعبت التحويلات المالية دورا متزايد الأهمية بدخل الأسرة السورية في العقد الماضي، ولا سيما خلال المناسبات العامة التي تتضاعف فيها التزامات الأسرة داخل سوريا، ففي أوقات الأزمات، تعد الحوالات مصدرا لا يقدر بثمن للدخل، ويمكن أن تكون بمثابة شريان الحياة، مما يتيح لأصحابها الحصول على الغذاء والماء والضروريات الأخرى، وحتى المواصلات والتكاسي التي انقطعت خلال أيام عيد الأضحى.

أجور التكاسي تشتعل في العيد

يُعد سوق البنزين السوداء حكرا على بعض أصحاب البطاقات، الذين يبيعون بطاقاتهم من أجل الربح، إلا أنه وخلال فترة عيد الأضحى، ظهرت حالات جديدة، إذ بات من الممكن الحصول على ليتر البنزين من الكازية نفسها بسعر السوق السوداء، فهناك العديد من الكازيات التي أصبحت تبيع البنزين بسعر 7 ونص لليتر الواحد دون أي رقابة.

تستمر قضية نقص البنزين، ورسالة البنزين التي تحتاج إلى أكثر من 15 يوما لوصولها، رغم كل التعهدات والضمانات بعد قدوم سفن المشتقات النفطية من إيران، فقد أصبح سعر لتر البنزين الآن 8 آلاف في السوق السوداء، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار في جميع أنحاء البلاد بسبب تكاليف النقل، بدءا من الفاكهة والخضار وحتى الحليب، والتي تجاوزت تكلفة الكيلو جرام 2800 ليرة .

يتمحور الجدل خلال الزيارات العائلية في عيد الأضحى، حول ارتفاع تكلفة النقل وأجرة التكاسي التي تضاعفت في أيام العيد، حيث اشتكى السكان من أن معظم سائقي التاكسي، إن لم يكن جميعهم، استغلوا الناس خلال إجازة العيد، وكيف أن الباصات والميكروباصات توقفت تماما تقريبا من أجل فرض الرسوم التي يريدونها، فوفقا لصحيفة “تشرين” المحلية، بلغت تكلفة التوصيل من الشام القديمة إلى المزة 20 ألف ليرة سورية.

وتساءل أحد المواطنين عن جدوى تحديد أسعار سيارات الأجرة في ظل عدم التزام السائقين بها، خصوصا وأن الأشخاص الوحيدين القادرين على ركوب سيارة الأجرة في سوريا، هم أولئك الذين يتلقون حوالات مالية من الخارج، والتجار وأصحاب رؤوس الأموال.

وقال أحد السائقين، مبررا ارتفاع أجرة التكاسي خلال العيد، إلى تأخر مدة استلام رسالة البنزين إلى يوما أحيانا ما يضطره إلى شراء البنزين بالسعر الحر، إضافة الى ارتفاع أسعار قطع السيارات والزيت والصيانة وغيرها.

المواصلات غائبة خلال العيد

حتى خلال الأعياد، يواجه السوريون أزمات ومعاناة يبدو أنها تصاحبهم طوال العام. في اليوم الثالث من عيد الأضحى في سوريا، هناك أزمة وقود وغياب شبه كامل للمواصلات، مما يجعل التواصل الاجتماعي بين الناس والتنقل بين المحافظات صعبا وشبه مستحيل.

ولعل مشهد انطلاق الكراجات بين محافظة حماة وريفها ومدنها هو صورة لجميع المحافظات، وقد تختلف قليلا من محافظة إلى أخرى، بحيث تظل سمة غياب المازوت، وغياب المعنيين أكثر موضوع بارز في حديث السوريين في ثالث أيام العيد، بحسب وسائل إعلام محلية، أمس الاثنين.

في اليوم الثالث من أيام عطلة عيد الأضحى، لا حركة ولا بركة بالأسواق والسبب غياب وسائط النقل، ووفقا لحديث صاحب محل في سوق مصياف أسامة الحرك، والذي قال “كيف يمكن للسوق أن ينشط وتتحرك عملية البيع والشراء في ظل عدم وجود مواصلات بين الريف والمدينة؟”.

فيما قال آخر: “القضية ليست جديدة، حيث أن قصة غياب المازوت لها تأثير كبير على كل الأنشطة الاقتصادية، على الرغم من أننا نقرأ ونسمع أن عدد الطلبات على البنزين والمازوت زادت للمحافظة، إلا أن سوء التوزيع والإدارة غالبا ما كان وراء مشاكلنا مهما كانت”، في إشارة إلى وجود فساد ومحسوبيات بمحطات الوقود والقائمين على عملية التوزيع.

بالرغم من إطلاق حكومة دمشق العديد من الوعود لإنهاء أزمة المواد النفطية المستمرة منذ أشهر، وذلك من خلال التأكيد على وصول ناقلتي نفط إلى الموانئ السورية من إيران، إلا أن ذلك لم ينعكس على الأزمة، حيث ما تزال مستمرة، فضلا عن الطوابير الطويلة على محطات الوقود في البلد، وبدلا من ذلك، شكّل وصول تلك البواخر الإيرانية رافدا جديدا للسوق السوداء.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.