لا يزال الجنوب السوري لاسيما محافظتي درعا والسويداء، يرتبط بحالة من عدم الاستقرار والتوترات المستمرة بين أبناء المحافظتين وبين حكومة دمشق، ومن خلفها الميليشيات الإيرانية، التي تعمل لبسط نفوذها فيهما، ومؤخرا ازدادت هذه التوترات بفعل عوامل مختلفة، منها جلب حشود عسكرية تابعة لدمشق إلى درعا، وإعادة إحياء تُهم وجود تنظيم “داعش”، والاستفزازات المستمرة لأبناء السويداء، في الوقت الذي لم يصمت فيه أبناء المحافظتين في وجه دمشق.

تحشدات وتوتر في درعا

حالة من التوتر تسود ريف درعا الشمالي المعروف بـ”الجيدور” والذي يضم مدن جاسم وإنخل والحارة، بعد وصول حشود عسكرية تابعة لحكومة دمشق إلى محيط مدينة جاسم خلال الأيام الماضية.

وحسب مصادر محلية لـ”الحل نت”، قامت القوات الحكومية يوم الجمعة الفائت، بإغلاق الطرقات الزراعية في منطقة المزيرعة غربي مدينة جاسم بسواتر ترابية، كما قامت عناصر أمن الدولة والأمن العسكري المتمركزين في مبنى المركز الثقافي داخل مدينة جاسم، بتحصين المبنى تحسبا لأي هجوم محتمل من المعارضة.

كما قامت القوات الحكومية يوم أمس بتحصين مواقعها في منطقة “تل المطوق” بالقرب من جاسم، وسط معلومات تشير إلى نية اقتحام المدينة، خاصة بعد تهديد ضباط الأمن العسكري على رأسهم رئيس الفرع في درعا، العميد لؤي العلي، باقتحام المدينة في حال لم يتعاون سكانها وثوارها مع الجيش في محاربة خلايا “داعش” فيها.

وقبل أيام، قامت القوات الحكومية بإرسال تعزيزات عسكرية إلى اللواء 43 والفرقة التاسعة في مدينة الصنمين في الريف الشمالي في المحافظة، وسط معلومات تشير إلى نية اقتحام الحي الشمالي من المدينة، والذي نزح عدد من سكانه داخل المدينة.

ويعود سبب التوتر في الصنمين، إلى تكرار عمليات الاغتيال في المدينة وآخرها عملية اغتيال في 27 حزيران/يونيو الفائت حيث قُتل أمين فرع حزب البعث السابق في درعا، كمال يحيى العتمة جراء هجوم شنه مسلحون مجهولون على منزله، ما أسفر عن مقتله وأربعة من أقاربه بينهم طفل وأُصيبت سيدتان إصابات خطيرة إثر الهجوم.

ويوم أمس، قُتلت زوجة القيادي السابق في جيش الثورة، إياد جعارة، جراء هجوم بالقنابل على منزله في مدينة طفس، وتشير معلومات خاصة بـ”الحل نت”، أن جعارة تلقى تهديدا بالقتل قبل أيام من فرع الأمن العسكري، وتجدر الإشارة إلى أن إياد جعارة كان أحد الأشخاص الستة، الذين طالبت دمشق بترحيلهم للشمال السوري في العام الماضي.

ومن جهة ثانية، حصل “الحل نت”، على معلومات تشير إلى تهديدات من دمشق للجنة المركزية بدرعا البلد باقتحام الحي للبحث عن عناصر من تنظيم “داعش”، في الوقت الذي تنفي فيه اللجنة هذا الأمر.

وفي ردهم على اتهامات دمشق وتهديداتها، خرج العشرات من أبناء درعا البلد عقب صلاة الجمعة يوم أمس، بوقفة احتجاجية أمام المسجد العمري بدرعا البلد رفضا لاتهاماهم بإيواء عناصر من تنظيم “داعش”، ورفضا للتمدد الإيراني في محافظة درعا، كما نادوا بشعارات تطالب بإسقاط “النظام”، بحسب تعبيرهم.

إقرأ:بينها المتفجرات.. طرق غريبة للتنقيب عن الآثار في الجنوب السوري

السويداء على وشك الانفجار؟

وسط استمرار سوء الأوضاع الاقتصادية والأمنية في السويداء، وجه يحيى الحجار، القائد العام لحركة “رجال الكرامة” في السويداء، قبل يومين، رسالة إلى حكومة دمشق خلال اجتماع ضم كيانات عدة من السويداء، بينهم أعضاء من مجلس الشعب، وشيوخ من الطائفة الدرزية وشخصيات دينية وسياسية واجتماعية ووجهاء محليون في السويداء.

وطالب الحجار، بإيصال صوت الناس إلى الجهات المعنية، مبينا أن حق السويداء مهدور عند الدولة السورية، ومؤكدا أن ” الكيل فاض والتحمل بات صعبا، بعد أن ساءت أحوال الناس في السويداء وعموم سوريا وباتت تعاني من الجوع، والعازة وفقدان الأمن والأمان؛ وهذا جله يعود على عاتق الدولة ومسؤوليتها” بحسب الحجار.

وأوضح الحجار، أن أبناء السويداء لا يزالون يدعون للتهدئة، لكنهم غير راضين عن الأوضاع الراهنة، ولن يبقوا “مكتوفي الأيدي، وأن المنطقة مقبلة على تغير”، وأنهم “قادرون على التغيير والتصحيح إذا تطلب الأمر”، بحسب وصفه.

وفي سياق استفزازات دمشق لأبناء السويداء، تعمل الفرقة الرابعة المدعومة من إيران، بفرض أتاوات على أبناء السويداء خلال مرور سياراتهم على حاجز بالقرب من بلدة المسمية، حيث حولت الفرقة الحاجز إلى معبر يتم تقاضي مبالغ عن كل المواد التي تمر عبره، وآخرها الحجر ومواد البناء.

ولا تقل المبالغ المفروضة عن 50- 60 ألف ليرة عن كل سيارة تمر عبر الحاجز، إضافة لدفع “إكرامية” للعناصر.

وبحسب مصادر محلية لـ”الحل نت”، فإن الحاجز الذي قامت الفرقة الرابعة بنصبه قبل نحو عامين، تستعد لنقله إلى منطقة “براق” في السويداء لتزيد من تضييق الخناق على أبناء المحافظة، وللتحكم أكثر بحركة المرور وفرض الأتاوات.

قد يهمك:فزاعة “داعش” في الجنوب السوري برعاية النفوذ الإيراني

يشار إلى أن الجنوب السوري لا يزال رافضا للتواجد الحكومي، وللتمدد الإيراني، وخاصة في محافظة درعا على الرغم من عمليتي التسوية في المحافظة خلال الأعوام الماضية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة