احتمال حدوث ارتفاع عام في أسعار النقل داخل سوريا، هو ما توقعه السوريون نتيجة قرار حكومة دمشق برفع أسعار البنزين، حيث كشفت معلومات محافظة دمشق عن دراسة لإصدار تعرفة جديدة لـ”التكاسي”، من المقرر أن تعلن خلال أيام قليلة.

في ظل تداعيات قرار رفع البنزين، شهدت حركة النقل في عدد من شوارع العاصمة دمشق حركة غير عادية، بسبب نقص عدد السيارات العامة المخصصة للنقل، حيث بدأت التكاسي العمل كسرافيس متقاضية 5 آلاف ليرة على الراكب الواحد، وسط عزوف واضح عن ركوب فردي للتاكسي.

الواقع مغاير للقرارات

بعد فترة وجيزة من قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، رفع سعر لتر البنزين المدعوم 90 أوكتان على البطاقة الإلكترونية إلى 2500 ليرة سورية، بعد أن كان يبلغ 1100 ليرة أي بنسبة 1300 بالمئة، بدأت سيارات الأجرة الخاصة تستفيد من الوضع وحاجة عدد من المواطنين لوسائل النقل برفع الأجور إلى مستويات كبيرة.

ويسوق سائقي التكاسي حججا كبيرة منها مضاعفة أسعار مواد الصيانة والإصلاح والتكاليف ومتطلبات العمل والأجور، وكذلك تضاعف أسعار البنزين المدعوم في الآونة الأخيرة، وهو ما انعكس بشكل مباشر على المواطن رغم الانخفاض الواضح في الطلب على سيارات التاكسي خارج منطقة.

وبحسب ما نقله تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الثلاثاء، فإن أجور السيارات الخاصة، باتت كبيرة جدا، حيث تصل لـ 8 آلاف وسطيا بالنسبة للمسافات القصيرة، وبين الـ20 ألفا والـ30 ألفا للمسافات الطويلة، حتى اشترط بعض السائقين مجرد الركوب بـ”التاكسي” يكلف 5 آلاف.

إلا أن بعض الأهالي اعتبروا، أن أي أسعار جديدة “مثل الضحك على اللحى” حسب ما وصفه التقرير، نظرا لاختلاف الواقع عما يصدر من قرارات، لا سيما بأن أصحاب سيارات الأجرة لا يلتزمون بتطبيق التعرفة وفتح العدادات، بمعنى أن القرارات التي ستتخذ في النهاية سيعود تطبيقها على البوصلة الأخلاقية للسائق.

رفع تعرفة التاكسي

قرار إصدار تعرفة جديد للتكاسي في سوريا، أوضح طياته مسؤول في محافظة دمشق للصحيفة، حيث قال إنه بمجرد الوصول إلى نسبة الزيادة التي تحددها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، سيشرع المكتب التنفيذي المختص في عملية إصدار التعريفة الجديدة وفق النسبة المئوية، ومن ثم سيتم تركيب العدادات خلال فترة زمنية محددة.

ووفقا للمصدر، فقد تم تشكيل مجموعة تضم ممثلين من المكتب التنفيذي، وفرع المرور وقسم هندسة المرور وقسم التجارة الداخلية في دمشق، فضلا عن الأطراف المعنية الأخرى، لمراجعة قرار رفع تعرفة التاكسي الجديدة والتوصية بالموافقة عليها من قبل المكتب التنفيذي.

وبناء على ذلك، تقوم السلطات المختصة بمراقبة العدادات لرصد أي مخالفات والتحقيق في أي شكاوى ترد، حيث ستحدد التعرفة الجديدة بناء على كلفة الكيلو متر الواحدة والساعة الزمنية وفتحة العداد، إضافة إلى كلفة الضربة الأولى والضربات التي تليها.

ووفقا لحديث الصحيفة، فإن دمشق ستكون أول مدينة سورية تستخدم خاصية التتبع “جي بي إس” للحافلات ووسائل النقل العامة، وسيتم تعميم التجربة لتشمل مختلف المحافظات، بهدف منع أصحاب السرافيس من بيع حصصهم من الوقود من جهة، وضمان الالتزام بخطوطهم لأنهم مراقبون من جهة أخرى.

ارتفاع الأسعار بـ”دبل ونصف”

بعد ارتفاع سعر البنزين المدعوم، بدا التخبط والفوضى واضحا على تسعيرة التكاسي، إذ رأى سائقو سيارات الأجرة في العاصمة دمشق، إن ارتفاع سعر البنزين المدعوم قد بلغ “دبل ونصف” عن سعره السابق البالغ 1100 ليرة سورية، موضحين أن وصول سعر البنزين المدعوم إلى 2500 ليرة يعني زيادة في تسعيرته في السوق السوداء أيضا فحاليا يباع اللتر بسعر 7000 ليرة سورية، وهذا يعني أن سعره سيرتفع إلى 8500 ليرة وقد يصل إلى 10 آلاف ليرة.

وفق آراء السائقين الذين عبروا عن استيائهم من قرار الحكومة، مبيّنين أن مخصصاتهم أساسا غير كافية لهم لمدة يومين، في حين فإن باقي الأيام يضطرون فيها إلى شراء البنزين من السوق السوداء، فإنه لا يسمح لهم بشراء البنزين بسعر التكلفة، بالإضافة إلى منعهم من الحصول على المادة من محطات الأوكتان 95.

وإزاء هذا الارتفاع، فقد أصبح الشد والجذب بين السائقين والركاب واضحا في بازار للوصول إلى اتفاق على أجرة الانتقال من مكان إلى آخر، وأصبح الانتقال مثلا من ساحة الأمويين إلى مشفى الهلال الأحمر يصل لعشرة آلاف ليرة، ومن المرجة إلى ساحة السبع بحرات 5 آلاف ليرة ومنها إلى باب توما 12 ألفا وإلى جرمانا 20 ألفا، في حين طلب سائقو أجرة من أحد الركاب للوصول من العاصمة إلى صحنايا 50 ألفا وإلى جديدة عرطوز 40 ألفا.

وبالتوازي، رفعت سيارات التاكسي أسعارها لتبلغ 4 آلاف ليرة للراكب من جرمانا إلى البرامكة، وبعضهم يطلب 5 آلاف على حين يطالب بعض السائقين بسبعة آلاف ليرة إلى قدسيا، ويكتفي البعض بستة آلاف للراكب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.