بوتيرة متسارعة تتغير ملامح الحرب في اليمن، إلا أن الثابت الوحيد هو أن الشعب اليمني ما يزال وقود صراعات خارجية لا ناقة له فيها ولا جمل، في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى تطورات الأحداث البحر الأحمر، بدأت تظهر بوادر حرب جديدة بالوكالة تتشكل في اليمن، لكن هذه المرة بأدوات صينية، هدفها ضرب المصالح الأميركية عبر جماعة “الحوثي”، في حين ما تزال إيران ممسكة بالقرار العسكري للجماعة، لتدخل الصين على الخط، وسط صمت حكومي مطبق، وتخاذل إقليمي مستمر. 

ومع تصدر بكين مشهد الصراع في اليمن، في مواجهة مكشوفة مع الولايات المتحدة الأميركية، عبر دعم جماعة “الحوثي” بالأسلحة المتقدمة والتكنولوجيا المتطورة، تدخل اليمن فصلاً جديداً من فصول حرب النفوذ العالمي الجديد. 

تقنيات حديثة بأيدي الحوثي 

مسؤولون غربيون كشفوا في تصريحات صحفية عن دور صيني متزايد في تسليح جماعة “الحوثي”، عبر تقنيات دقيقة وطائرات مسيّرات متطورة، تم تهريبها من شركات صينية إلى مناطق سيطرة الجماعة.

 

هذا الدعم الصيني يشير إلى التحوّل الذي طرأ مؤخرا على دقة استهدافات جماعة “الحوثي” في البحر الأحمر، وإسقاطهم لطائرات مسيّرة أميركية، بات يرتبط مباشرة بالتكنولوجيا الصينية المتقدمة. 

إيران خلف الدعم الصيني

في ظاهر الأمر، يبدو المشهد كصراع بين الصين وأميركا على النفوذ في المنطقة، لكن الحقيقة أبعد من ذلك، إذ أن إيران، التي لطالما استخدمت “الحوثي” كأداة ضغط إقليمي، فتحت لهم بوابة الصين، ليحصلوا على ما عجزت عنه ترسانة إيرانية من تقنيات دقيقة ومكونات إلكترونية لا تُرصد، وبهذا فقد تحولت اليمن إلى حقل اختبار للأسلحة المعادية، المتضرر منها هم اليمنيون. 

وفي ظل هذا التصعيد، كشفت تقارير عن اتفاق غير معلن بين “الحوثي” ومسؤولين صينيين، يضمن مرور السفن الصينية بسلام، في حين تستهدف الطائرات الحوثية سفناً أميركية وغربية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وجرت مراسيم هذا التنسيق، عبر وسطاء في سلطنة عُمان، والذي يكرّس ازدواجية خطاب جماعة “الحوثي، بين مزاعم “السيادة” و”الاستقلال”، يقابلها تحالفات خفية تُهدد أمن المنطقة وتزيد من عزلة اليمن. 

صمت حكومي 

ورغم تصاعد الشواهد على تورط شركات صينية في دعم جماعة “الحوثي”، تلتزم الحكومة الشررعية الصمت، في حيثث لم يصدر عنها أي بيان رسمي يدين التدخل الصيني، أو يطالب بكين بتوضيحات رسمية.  

وفي كل الأحوال، يبقى اليمن ساحة لمشاريع خارجية تتصارع على حساب أرضه وشعبه، فبينما تدفع إيران بأدواتها القديمة في الحرب، تدخل الصين اليوم عبر التكنولوجيا والمصالح الاقتصادية، لتصنع لها موطئ قدم في ساحة مشتعلة، لا تطفئها الدعوات الدولية ولا بيانات الشجب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات