بسام الحسين – دمشق

تتعرّض الأسواق السورية لسيطرة شبه كاملة من البضائع #الإيرانية التي اجتاحت المتاجر والمخازن، ولا يخفى على المتجول في أسواق دمشق مدى إغراقها بالبضائع الإيرانية على حساب المنتجات المحلية التي تراجع إنتاجها أو توقف نهائيا نتيجة خروج مصادرها عن الإنتاج، وفي 16-1 2013 تم التصديق على الخط الإئتماني الإيراني لدعم النظام السوري، ولا تزال هذه الصفقة مستمرة حتى هذا اليوم، وبحسب ردود فعل الشارع السوري فقد كانت تلك البضائع غير مطابقة للمواصفات والمقاييس الدولية المعتمدة لدى سوريا وحتى أدنى منها بكثير.

تحاول حكومة النظام أن تسوق فكرة الخطوط الائتمانية بأنها مكرمة من #إيران أو كأنها منحة دون مقابل، هذا ما يؤكده تصريح لوزير المالية السابق (محمد جليلاتي)، الذي قال فيه، “عندما يقدم لك جارك طبق من #البرغل عليك قبوله حتى ولو كان خامم”، حيث جاء كلامه هذا إثر محاولته إدخال صفقة تتضمن مادة #الشاي وخضراوات معلبة، والتي اعترض على إدخالها العديد من المعنيين لعدم مطابقتها للمواصفات، وانتهت الصفقة إلى مستودعات وزارة الدفاع.

وبحسب الخبير الاقتصادي (سميح عبود)، فإن حكومة النظام وجدت صعوبة في شراء السلع الغذائية بسبب العقوبات المطبقة منذ اندلاع الثورة، مما جعلها تتبع أسلوباً جديداً في مناقصات شراء السلع الأساسية من #سكر وأرز وطحين، عبر “بنك تنمية الصادرات” الإيراني لدفع الثمن تلك العطاءات، وتم عقد مناقصات من قبل “المؤسسة العامة للتجارة الخارجية” السورية، لشراء 150 ألف طن من السكر، و50 ألف طن من الأرز، و25 ألف طن من الدقيق، وسلع غذائية مختلفة، عبر خط ائتمان إيراني وتم استيرادها، إلى هنا الأمور مفهومة نوعاً ما، إلا أن الخلل كان بمدى مطابقة تلك #المواد مع المواصفات المنصوص عليها بلائحة الشروط.

الخط الائتماني هو الذريعة #الاقتصادية لاقتناص السوق السورية والتي امتدت لتشمل مواد البناء، وتم تضمين العديد من صفقات الحديد مع اتفاقية الخط الائتماني، وبحسب المهندس المدني (علاء صاري) فإن الحديد #الإيراني الذي دخل السوق السورية مخالف للمواصفات ولا يتحمل الهزات الأرضية أو الزلازل، وهو من إنتاج مجموعة الصلب والحديد الإيرانية التي تم إنشاؤها من قبل شركة #صينية ويحظر بيع منتجاتها داخل إيران لرداءتها.

وبحسب صاري فإن النتائج السلبية لمواد البناء الواردة من إيران بدأت تظهر في بعض المدن السورية التي بدأت بترميم الخراب الناتج عن #المعارك في تلك المناطق حيث اشتكى الأهالي في مدينة حمص من تشقق الأبنية التي تم بناؤها بعد عام 2013.

إيران تنافس رامي مخلوف

تعتبر شركات الاتصالات الوسيلة الأسرع لكسب الربح سيما في بيئة عمل مثل سوريا حيث الامتداد الجغرافي متناسب مع التوزع السكاني للمشتركين في تلك الشركات، ولعل مشغلي الاتصالات المتنقلة في سوريا MTN و SYRIATEL هما السبب المباشر لتأسيس امبراطورية (رامي مخلوف) التي لا يزال يحتكرها إلى اليوم أمام العروض القوية من الشركات العالمية للدخول إلى سوريا وكان آخرها عرض شركة زين إلا أن مخلوف اشترط عليهم 50% من الأرباح.

الوضع مع إيران مختلف، حيث حصلت إيران على رخصة خط الجوال الثالث، والذي من المفترض أن يبدأ العمل به مطلع 2020. وسينفذ المشروع  شركة الاتصالات الإيرانية والتي تعود ملكيتها للحرس الثوري الإيراني، من هنا تكون المخاطر المنية عدا عن الخسائر الاقتصادية من هكذا مشروع.

وكذلك الأمر بالنسبة لاستثمار مناجم #الفوسفات في خنيفيس، التي بقيت حكرا بيد شركة الانشاءات العسكرية التي يديرها (ذو الهمة شاليش)، ابن عمة رئيس النظام، حيث بلغت صادرات سوريا من الفوسفات، في عام 2009، أكثر من 3.2 مليون طن، ما جعلها تحتل مركزاً متقدماً في العالم من بين الدول المصدرة للفوسفات، إلا أن #إيران تخطط لخوض غمار هذه الحقول.

وكذلك الأمر بالنسبة لعقد بناء مصفاة نفط كبرى قرب مدينة #حمص بطاقة تكريرية 196 ألف برميل يومياً.

وبالنسبة لمحطات توليد #الكهرباء وقعت إيران عقوداً مهمة في هذا المجال إذ بلغت القيمة #المالية للعقود الموقعة بين شركة «مبنا غروب» الإيرانية مع وزارة كهرباء النظام، عام 2016 حوالي تريليون ليرة سورية.

لكن رواية النظام التي عود عليها مؤيديه بأن مصلحة #الدولة العليا تقتضي مد اليد إلى الجانب الإيراني الحليف التاريخي، والاستفادة من خبرته في تجاوز الأزمات #الاقتصادية، خصوصاً أن إيران عاشت لفترات طويلة معاقبة ومحاصرة اقتصاديا وعادت هذه الحالة إليها من جديد، واستطاعت الصمود في وجهها، وبناء اقتصاد ضخم مقاوم للأزمات.

ويختم الخبير الاقتصادي كلامه بالقول: ” كل ما سبق يمكن تفهمه في سياق دولة غازية لبلد طالب أهله بالحرية، لكن ما يصعب فهمه هو تعنت وسائل #الإعلام الموالية عن الحديث بأن الخط الائتماني الإيراني هو كرت بلانش بيد حكومة النظام!!”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة