نصرة

اللاذقية: سارة الحاج ـ الحل السوري

بعد يوم واحد من توجيه قوات التحالف الدولي غارات على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في مدينة الرقة، وعلى مواقع لجبهة النصرة في ريف إدلب بدأت جبهة النصرة بالانسحاب من مقراتها في ريف اللاذقية وإخلائها بشكل كامل، تزامن ذلك مع إغلاق المحكمة التابعة لهم في ريف اللاذقية، والتي تعرف بدار القضاء في الساحل السوري.

وقال الناشط المدني علي الحفاوي في تصريح لموقع الحل السوري أن الانسحاب بدأ ليلاً وبشكل سري دون معرفة المكان الذي توجه إليه مقاتلو الجبهة، مضيفاً أن سبب انسحاب مقاتلي النصرة، وعذا الحفاوي الانسحاب إلى “حرصهم على حياتهم وعلي حياة المدنيين في ريف اللاذقية بعد حالة الخوف والقلق التي انتشرت إثر الضربات وخصوصاً أن معظم مقراتهم قريبة من منازل المدنيين”، بينما شكك المقدم محمد خليل وهو قائد عسكري في جبهة ثوار سوريا المقاتلة بريف اللاذقية في انسحاب مقاتلي جبهة النصرة إلى خارج الريف، وقال “إن صح ذلك فقد انسحبوا لينضموا إلى باقي فصائل الجبهة في المنطقة الشرقية من أجل التحشد وحماية بعضهم في منطقة واحدة يعززون أنفسهم بها، وليهرب البعض منهم إلى خارج سوريا عبر تركيا”، مفيداً  أن الكثير من مقاتلي الدولة الاسلامية وجبهة النصرة قد هربوا.

وأوضح خليل أن مهمة الجيش السوري الحر حالياً هي التوحد تحت لواء واحد، والتخلص من وضعه الحالي حيث كل كتيبة تعمل لصالح من يقدم الدعم لها، ومشيراً إلى أن هذا بات اليوم ضروري جداً كي لا يقوم النظام بالسيطرة على المناطق التي تنسجب منها الفصائل التي يقصفها التحالف الدولي “داعش والنصرة”.

وبين قيادي أخر في الجيش السوري الحر بريف اللاذقية رافضاً ذكر اسمه أن ماحدث هو تنقلات بسيطة قامت بها جبهة النصرة، مستبعداً الانسحاب بشكل كامل من المنطقة، واعتبر أنه لايمكن أن يتخلوا عن المناطق في ريف اللاذقية فهي تخدمهم بطبيعتها الجبلية من حيث صعوبة تحديد مواقعهم وإمكانية تحصنهم بالجبال التي يمكن أن تحميهم من الغارات الجوية، ومتوقعاً  أن أغلب الشباب السوريين الذي انضموا لجبهة النصرة سيعودن إلى الجيش السوري الحر أو الى كتائب معتدلة، خصوصا أن معظمهم انضم الى جبهة النصرة على “خلفية المشاكل التي حدث بين تنظيم الدولة الاسلامية والجيش السوري الحر في ريف اللاذقية”، فتوجه شباب الجيش الحر الى جبهة النصرة لحمايتهم من عناصر التنظيم “دون وجود أي سبب عقائدي”، وهدفهم الاساسي سيكون حماية المدنيين وابعادهم عن خطر هذه الضربات.

إالا أن أبو محمد وهو أحد سكان ريف اللاذقية رأى أنه من الضروري إخلاء عناصر جبهة النصرة لمقراتها، مبيناً أن الاهالي كانوا سيطلبون ذلك منهم في ظل الخوف الشديد الذي يعيشه الناس، حيث قال أن “هذه الضربات قتلت من المدنيين أكثر من عناصر تنظيم الدولة”.

يشار إلى أن حركة أحرار الشام التابعة للجبهة الاسلامية قامت باخلاء مقرات تابعة لها في ريف اللاذقية أيضاً، كمان أعلنت المحكمة الشرعية في الساحل السوري والتي تشرف عليها عدة فصائل اسلامية أبرزها أحرار الشام وأنصار الشام التابعتين للجبهة الاسلامية عن وقف أعمالها وإغلاق المحكمة بشكل كامل خشية تنفيذ قوات التحالف لضربات جوية على موقع المحكمة .

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.