بصرى

ليلى زين الدين

خمدت نار المعارك في مدينة بصرى الشام بعد سيطرة قوات المعارضة عليها بشكل كامل، فيما بدأ أهالي القتلى في محافظة السويداء باستقبال جثامين أبنائهم المتطوعين للقتال إلى جانب النظام، لتعيش بعض مناطق المحافظة حالةً من الغليان بعد أيامٍ من أحداثٍ متسارعة شهدتها القرى المتاخمة فيها لمحافظة درعا.

واستقبل المشفى الوطني في السويداء جثامين القتلى، لتقع إشكالات من جديد بين أهالي القتلى وبين عناصر الأمن، خاصة وأن السويداء تبدو اليوم أقرب ما تكون إلى المعارك بعد سيطرة فصائل المعارضة على مدينة بصرى، حيث كانت قرى بكا وذبين وصماد حتى الأمس طريق إمداد رئيسي للنظام، وهو ما جعلها في مرمى نيران كتائب المعارضة، حيث سقطت عشرات القذائف عليها، وقتل ما يزيد عن ثمانية أشخاص من ميليشيا الدفاع الوطني فيها، علاوةً عن نسف حاجز “برد” التابع للنظام والواقع في قرية الرضيمة في محافظة السويداء.

لكن الحال اليوم تغيّر حيث استطاعت الكتائب المعارضة محاصرة قوات النظام ومناصريها داخل المربع الأمني وقطع طرق الإمداد، وكل هذه الأحداث دفعت النظام إلى اللجوء لخيار تجييش سكان السويداء وجرهم للقتال، حيث جمع النظام يوم أول أمس عدداً من أبناء السويداء في الملعب البلدي وحاول توزيع السلاح عليهم، وطلب منهم التطوع براتب 50 ألف ليرة سورية، إلا أن عدداً قليلاً استجاب لهذه الدعوة، وذلك لانعدام ثقة السكان بالنظام حسب قول ناشط مدني من السويداء فضل إخفاء اسمه، خاصة وأن النظام لم يلتفت إلى ما جرى في قريتي “بكا وذبين”، مكتفياً “بزج أبناء المحافظة في المقدمة كما فعل سابقاً في أحداث داما”، لذلك فإن “الغالبية تتفق على حياد الجبل في هذه المعركة”.

وسارع أكاديميون ووجهاء من أبناء درعا والسويداء إلى إصدار بياناتٍ تؤكد على ضرورة “حفظ الجوار”، حيث مصدر من درعا بيان حمل عنوان “من درعا إلى السويداء”، دعا أبناء السويداء إلى بذل الجهود لمنع النظام من استخدام أبنائهم للقتال في درعا، ونبه البيان إلى ما أسماها عمليات التحريض “الأقلوي” التي يمارسها النظام، وقال البيان إن “هناك رغبة لدى النظام والاحتلال الإيراني بأن يزجوا بأبناء السويداء في مواجهة شباب حوران الثائر الذي يقدم أجلَّ التضحيات لتحرير الأرض”.

وتابع البيان: “نؤكد أن الثوار إذ يقومون بعمل وطني هدفه طرد الميليشيات من مدينة بصرى والقرى التابعة لها فإن ذلك يأتي ضمن سياق الهدف العام للثورة التي تدافع عن حياة الناس وكرامتهم وحريتهم دون أجندة أو أيديولوجيا”.

والقائمون أيضاً على العمل العسكري من جانبهم أبدوا حرصهم على منع وقوع أي فتنةٍ طائفية بين السهل والجبل، حيث أصدرت غرفة الإعلام العسكري في الجبهة الجنوبية للجيش الحر بياناً وجهته إلى “أهالي السويداء وعموم بني معروف” جاء فيه “لم تسع ولن تسعى قوات الثورة إلى دخول مناطق السويداء، ولكن كان المطلوب قطع الإمداد من قريتي بكا وذيبين، وما الاشتباكات التي حصلت إلا رد فعل على بعض الذين حاولوا الاصطياد بالماء العكر”.

وجاء رد أبناء السويداء سريعاً عبر بيانٍ وجهوه إلى “أحرار ووطنيي سهل حوران الكرامة” جاء فيه “إن هذا النظام المدعوم بالمليشيات الطائفية والإيرانية يحاول من جديد زج أبناء السويداء في مواجهة إخوانهم من درعا، وهو الأمر الذي لا يقبله أبداً حكماء السويداء، ولا أبناؤها وبناتها الأحرار، لأنهم يدركون حساسية المرحلة وخطورة المعركة التي يمر بها أبناء حوران بمواجهة الاحتلال الإيراني والنظام الأسدي القمعي… وإن كان هناك بعض الضالين من أبناء المحافظة والذين غرر بهم النظام ليسوقهم ضمن اللجان الشعبية خارج حدود السويداء، فهم بالتأكيد لا يمثلون توجه أبناء المحافظة”.

من جانبه قال الشيخ وحيد البلعوس المعروف بمواقفه المعارضة للنظام  إن المسؤولية في الأحداث الجاريه على تخوم قريتي بكا وذبين تقع على عاتق “مشايخ العقل أولاً وبعض الزعماء التقليدين والمسؤولين الفاسدين في المحافظه ثانياً”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.