هشام سراج الدين

كان من الجيد لدى سكان المنطقة الشرقية أن يأتي شهر #رمضان لهذا العام متوازياً مع موسم الحصاد، ونضج الثمار المزروعة، كون ذلك لابد سينعكس على الأسعار، سيما وأن بشائر بانخفاضها كانت تلوح في الأفق، نظراً لانخفاض أسعار المحروقات في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية(#داعش) نتيجة تركز الثروات الباطنية في يده حالياً.

 

وبالفعل تميزت الخضروات والفواكه في مناطق سيطرة التنظيم عموماً برخصها مقارنة مع المناطق الأخرى من #سوريا، لرخص التكاليف سواء في الزراعة أو النقل، إضافة لحالة من الاستقرار التي تشهدها مناطق التنظيم خلافاً للمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، والتي تشهد قصفاً شبه يومي من قبل قوات النظام.

وفي هذا الصدد يذكر نشطاء من مناطق سيطرة داعش أن الفلاحين مالوا هذا العام نحو الزراعات الصيفية، متأثرين بخبرة  النازحين في مناطق السيفرة وريف #حلب الشرقي، وهو ما وفر منتجات جديدة في مناطقهم.

ووفق المصادر فقط بلغت متوسطات أسعار الخضار في مناطق سيطرة داعش وفق التالي،  البطاطا  60 ل.س للكيلو الواحد ، البندورة 75 ل.س، الخيار 40 ل.س، الكوسا 35 ل.س، البصل 95 ل.س، وتزيد هذه الأسعار عن أسعار العام الماضي بنسب متفاوتة، ولكنها تبقى الأرخص مقارنة مع بقية المناطق السورية.

وارتفعت أسعار اللحوم في المناطق ذاتها فكانت لحوم الغنم الحمراء تباع بـ900 ل.س للكيلو غرام، فيما تباع الآن بـ1500 ل.س، في حين تباع لحوم الأبقار بـ1300 للكيلو، على الرغم من أنّ المناطق الشرقية تحتوي معظم الثروة الحيوانية في سوريا.

ولا يبدو هذا الانخفاض النسبي متماشياً مع قدرة المواطن الشرائية، فيقول المحامي أبو أيوب: “المواطن ضحية لأنه يقبض بالليرة ويتعامل بالليرة، خلافاً لعناصر التنظيم الذين يقبضون رواتبهم بالدولار، فارتفاع الأسعار يطال المواطن البسيط دون غيره”.

ومن جهته حافظ طبق البيض 1900غ على سعره تقريباً 575 ل.س، فيما تبقى الألبان والأجبان الأرخص في سوريا مقارنة بالجودة والنوعية، فكيلو الحليب يباع بسعر 75، وسطل اللبن بـ225 ل.س، بينما ولوحظ ارتفاع ملحوظ في أسعار المواد الغذائية الجافة والمشروبات الرمضانية القادمة من #تركيا نتيجة شرائها بالدولار، إضافة إلى انقطاع الطريق التجاري حالياً، وهو ما انعكس أيضاً على أسعار السكر والسمنة والزيوت، وبالتالي على أسعار الحلويات التي أصبحت نوعاً من الرفاهية بعد أن كانت من أساسيات السفرة الرمضانية، وهذا جعل المواطن يعتمد على الحلويات البسيطة غير المكلفة نوعاً ما كالمشبك والعوامة اللذين طرأ ارتفاع طفيف على أسعارهما.

وأمام صورة الأسواق التي قد تبدو مختلفة عن باقي المناطق السورية، إلا أن المواطن الخاضع لسيطرة داعش محروم حالياً من الحصول على راتبه حيث يمنعه التنظيم من ذلك، فيما تشهد عجلة العمل جموداً في مناطق داعش، فمهما انخفضت أسعار الأسواق يبقى المستفيد هو العامل أو المقاتل في صفوف التنظيم وليس المواطن العادي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة