نور الدين السيد – الحل السوري:

يعود ارتفاع أسعار لحوم الدواجن في #سوريا، ووصول سعر صحن #البيض إلى ألف ليرة، والبيضة إلى 33 #ليرة، لأسباب عديدة أبرزها، ارتفاع تكاليف الإنتاج، ووصول أسعار الصرف إلى 400 ليرة أمام الدولار، ثم ارتفاع سعر #المازوت وتراجع كفاءة منظومة الكهرباء الحكومية.

ويبلغ سعر الليتر من #المازوت 150 ليرة والسعر رسمياً 135 ليرة، وأحياناً يتجاوز السعر 250 ليرة في السوق السوداء، وذلك حسب توفر المادة من عدمها.

وتزيد الساعات الطويلة لانقطاع الكهرباء والتقنين الذي يصل يومياً إلى 16 ساعة الوضع “سوءاً”، فأغلب المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وخاصة الأرياف تعد معقل إنتاج الدواجن وبيض المائدة في #سوريا في #حماة وإدلب وحلب والغوطة الشرقية.

وخلال السنوات الخمسة الماضية تراجعت إنتاجية هذا القطاع بحدود 50%، مع عزوف آلاف المربين عن العمل، في ظل تراجع الفائدة والجدوى الاقتصادية، فبات الاستيراد من الدول الصديقة للنظام، أبرز الحلول لمواجهة ارتفاع السعر ما “زاد الطين بلة” وضيّق الخناق على من بقي من مربين.

الحرارة تهدد قطاع الدواجن

إضافة إلى العوامل السابقة، تساهم درجات الحرارة المنخفضة والمرتفعة في تراجع الإنتاج بنسبة 50%، وهذا يؤدي إلى تحريك أسعار الفروج والبيض وذلك نظراً لكمية المعروض من المادتين في الأسواق، إذ تساهم درجات الحرارة المرتفعة وكذلك المنخفضة (الصقيع) في انخفاض إنتاجية الدواجن بسبب نفوق الصيصان، تبعاً للعوامل الجوية، كما يساهم ارتفاع أسعار الأعلاف محلياً في الحد من التوسع بهذا الاستثمار الذي كان من أكثر القطاعات الاقتصادية ربحيةً قبل العام 2011.

ويعد ارتفاع أسعار#الأعلاف أكبر عائق في إنتاج الفروج والتي تشكل 80% من كلفة الفروج، وفق اتحاد غرف الزراعة #السورية. ويقول رئيس لجنة الدواجن في اتحاد غرف الزراعة نزار سعد الدين إنّ “صندوق البيض يخسر حالياً بحدود 2000 ليرة، فإذا أنتجت المدجنة 50 صندوقاً كما هو معروف، فسوف تصل خسائرها إلى 100 ألف ليرة يومياً”.

ويبلغ اليوم، سعر كيلو الفروج في #الأسواق بين 700 إلى 900 ليرة، وسعر كيلو الجوانح 800 ليرة، وسعر شرحات الدجاج دون العظم 1500 ليرة، ويبلغ سعر الفروج الكامل المنظف 900 ليرة، وكيلو سودة الدجاج 1300 #ليرة، وقوانص الدجاج 250 ليرة، والدبوس 950 ليرة،والوردة 1000ليرة ، ووصل سعر صحن البيض إلى 1000 ليرة.

يقول إياد خلف، (35 عاماً) موظف في القطاع العام، إن ارتفاع الأسعار جعله ينسى البيض والدجاح لكن على حد قوله تبقى أسعارهما أقل وأخف عبئاً من لحم #الغنم الذي يبلغ سعر الكيلو منه 3500 ليرة، وأصبح “حلماً” لذوي الدخل المحدود.

فيما تؤكد أم محمد أنها وبسبب الغلاء أصبحت تستخدم بدل لحم #الدجاج “منكهات” في الطبخ مثل “مكعبات مرق الدجاج”، لعدم القدرة على الشراء.

فتح باب الاستيراد لتغطية النقص

خلال العام 2013، قررت الحكومة السماح باستيراد #الدجاج المجمد، لخفض الأسعار ولتغطية الطلب في ظل تراجع الإنتاج المحلي، لكن المربين والتجار وجدوا في القرار “الضربة القاضية” التي ستجهز على ما بقي من قطاع الدواجن السوري.

ولقد جاء القرار على خلفية تراجع “مخيف” في الإنتاج، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى تراجع إنتاج لحم الدواجن من 175.922 طن في عام 2010 ليصل 96.002 طن، ما حذا بالجهات المعنية ووزارة الاقتصاد إلى السماح باستيراد لحم الدواجن المجمد ولحم الجاموس، فقد تم في 2012 استيراد 7900 طن من اللحم المجمد كان معظمها من #إيران.

ودفع هذا مربي الدواجن إلى المطالبة بإيقاف الاستيراد واعتباره “تهديداً “للقطاع، وسيؤدي إلى توقف الاستثمار في قطاع الدواجن الذي خسر 70% من طاقته الإنتاجية منذ بداية 2011.

وفي المقابل، دعا خبراء إلى دعم المربين وتقديم #الأعلاف والمحروقات بأسعار مدعومة ومدروسة، لتشجعيهم على الاستمرار في تربية الدواجن وزيادة المعروض في #الأسواق.

ووصف عضو لجنة الدواجن في اتحاد غرف الزراعة #السورية عبد الرحمن قرنفلة، قطاع الدواجن بأنه وصل إلى مرحلة الإحباط، وأن “استيراد الفروج المجمد يحمل مخاطر كبيرة، عانت منها دول سبقتنا إلى هذا الإجراء، والمتمثل باستيراد المادة هذه من خارج بلدانها مثل #مصر والسعودية الأردن، والتي تعاني الآن من موضوع استيراد الفروج المجمد ولم تستطع إغلاق بابه حتى الآن”.

ولفت قرنفلة، لصحيفة الثورة، إلى أن سوريا وصلت إلى المرتبة الأولى في إنتاج #البيض عربياً والثالثة على مستوى العالم، ووصل الإنتاج إلى 4.5 مليارات بيضة سنوياً.

وكان معاون وزير الزراعة في حكومة النظام، أحمد قاديش، أكد أن “الوزارة اتخذت سابقاً عدّة إجراءاتِ لتسهيل عمل مربي الدواجن عبر السماح باستيراد الأعلاف، وتسهيلات إدارية تختص بتراخيص المداجن وغيرها من الإجراءات”.

صمود المربين أمام العاصفة

المنحى التصاعدي للأسعار، لا يعطي مؤشر على أنه وبعد 5 سنوات من #الحرب بأن أسعار الدواجن واللحوم بشكل عام إلى انخفاض أو إلى ثبات نسبي يتلائم مع مستويات الدخل، وذلك في ظل تضافر عوامل عديدة تحدّ من استعادة قطاع الدواجن لعافيته، أبرزها عزوف المربين.

يقول المواطن محمد محمد، على صفحته في فيسبوك، معلقاً على أسعار الدواجن والبيض خلال هذه الفترة “صحيح الله يعين المستهلك، والله يعين المربّي، وسبب غلاء البيض هو غلاء العلف.. شراء العلف بالدولار، وبيع البيض بالسوري والأمراض أدت لنفوق مئات الآلاف، وخروج عدد كبير من المربين، ولولا صمود باقي المربين تحت تلك المخاطر لأصبح اليوم حلم أن ترى بيض سوري، وكان المستهلك سيشتري البيض بالدولار، من مصدر أوكراني أو تركي”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة