نور الدين السيد – الحل السوري:

تشهد #أسواق_الذهب إقبالاً على الشراء وصف بـ”الكبير” من قبل مواطنين وصاغة بعدما ارتفع سعر #الدولار إلى حوالي 440 #ليرة، ويرجع ذلك إلى توجّه المواطنين للحفاظ على قيمة مدخراتهم بسبب تراجع #الليرة، وخشيةً من أي تراجعات أخرى قد تفقد الليرة مزيداً من قيمتها.

وقفز سعر غرام الذهب عيار 21 قيراط إلى 14700 ليرة، وعيار 18 قيراط إلى 12600 ليرة، وبلغ سعر الليرة الانكليزية عيار 21 قيراط 119100 ليرة.

ويأتي هذا الإقبال بعدما تراجعت مبيعات الذهب في الآونة الأخيرة في #دمشق لحدود ثلاث كيلو غرامات يومياً بعدما كانت المبيعات اليومية بحدود 15 – 17 كيلو غرام يومياً، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وتجاوزها قدرة المواطنين الشرائية وفق تصريحات رسمية.

لكن تراجع الليرة مع بداية هذا الشهر ووصول سعر الدولار إلى مستوى قياسي غيّر المعادلة وجعل المواطنين يبحثون عن ملاذ آمن لمدخراتهم، ولعل الذهب أفضل هذه الأصول حالياً.

وأرجع باحث اقتصادي (رفض الكشف عن اسمه) في حديث لموقع الحل، السبب في إقبال المواطنين على شراء الذهب بغض النظر عن كونه ذهب إدخار أو صاغة، لعدة أسباب منها: فقدان الثقة بالتصريحات الحكومية والتي أكدت أنها ستعمل على خفض سعر صرف الدولار مقابل الليرة.

وكان المصرف المركزي السوري أعلن خلال الفترة الماضية بأنه سيحافظ على سعر الدولار دون 400 ليرة، ولكن ما حدث أن سعر الصرف قفز بشكل سريع ومتواتر ودون أسباب مفهومة إلى أكثر من 440 ليرة، وتزامن ذلك مع صمت حكومي عن أي رد فعل فوري حيال هذا الأمر وعدم إعلان المركزي عن أي تدخل في سوق القطع الأجنبي إلا بعد مضي نحو أسبوعين من ارتفاع سعر الصرف، مما عزز المخاوف لدى المواطنين الذين أقبلوا على شراء الذهب وبمبالغ كبيرة عوضا عن الدولار.

ووفق الباحث بات معظم المواطنين يصدقون ما يشاع عن استمرار ارتفاع أسعار الذهب رغم أن هذا الارتفاع ليس مؤكداً، ولكن باتوا يعملون على مبدأ “ما في دخان من دون نار”، ما دفعهم لتحويل مدخراتهم إلى ذهب كونه السلعة “الأكثر ضماناً” من الدولار وكون التعامل معه قانوني وغير مخالف، كما أن الذهب يمتاز بخاصية سرعة التجزئة والبيع، على عكس الأنواع الأخرى من الملاذات الآمنة كالعقارات أو الدولار.

“استغلال” الصاغة للمواطنين

وأشار الباحث إلى أنه مع الإقبال على شراء الذهب بات بعض #الصاغة يستغلون هذا الإقبال عبر بيع الذهب بتسعيره وفق سعر صرف الدولار الآني فمثلا: الخميس الماضي تم بيع غرام #الذهب في دمشق بـ16500 ليرة، على الرغم من أن سعر الذهب الرسمي هو 14700 ليرة للغرام، وهذا الارتفاع بسعر غرام الذهب أرجعه بعض الصاغة إلى أن سعر صرف الدولار ارتفع مساء الخميس إلى نحو 442 ليرة، ما دفعهم لرفع الأسعار بمفردهم تجنباً لأاي خسائر، وظناً منهم أن جمعية الصاغة ستسعر الغرام في اليوم التالي على هذه التسعيرة.

وقال الباحث “ساهم هذا بإيقاع العديد من المواطنين بالغبن وهذا ما دفع جمعية الصاغة للطلب من المواطنين مؤخراً لمراجعة كل من اشترى غرام الذهب بأعلى من تسعيرته الرسمية لإنصافهم”.

ونوه إلى أن المواطن السوري أصبح لديه الخبرة الكافية في كيفية التحوط من أي ارتفاع قد يمس قيمة مدخراته التي حافظ عليها رغم تآكل قيمتها خلال سنوات الحرب، عبر اتباع الأسلوب الأمثل في ذلك بعيداً عن المخاطر المستقبلية.

وأضاف “لا شك أن المعدن النفيس هو الأضمن.. الذهب عالمياً يرتفع ولا يوجد مؤشرات محددة إلى الآن تبشر بهبوطه مجدداً”.

وتراجع الذهب أربعة في المئة‭‭‭ ‬‬‬على مدى ثلاثة أيام وهو أكبر هبوط في سبعة أشهر ويبعد الذهب أكثر عن أعلى مستوى في عام الذي سجله الأسبوع الماضي ويهدد بتبديد المكاسب التي سجلها منذ بداية العام وبلغت 13 في المئة.

وبلغ سعر #الأونصة عالمياً 1190.40 دولار للأونصة، ويجري التداول عند 1199.96 دولار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.