محمد عوض – اسطنبول:

أثار قرار جديد خاص بالمحال التجارية أصدرته بلدية #الفاتح في مدينة #اسطنبول التركية جدلاً كبيراً بين أوساط هذه الفعاليات، فالقرار الجديد ينص على إزالة جميع اللوحات التجارية والإعلانية المكتوبة باللغة العربية، الأمر الذي شكل صدمة لأصحاب الفعاليات التجارية في تلك المنطقةكونها معروفة بكثرة عدد المحال التجارية والمطاعم العربية الموجودة هناك لا سيما السورية منها.

 

ليس ذلك فحسب، حيث أوردت صحيفة القدس العربي نص القرار الذي جاء فيه “أنه يجب إزالة جميع الكتابات العربية عن اللوحات التجارية الخارجية والزجاجية وحصر الكتابة بالأحرف اللاتينية، ووضعت معايير محددة لحجم وطول وعرض اللوحات الجديدة بحيث لا تتجاوز اللوحة 60 سم، وتوحيد ارتفاع الأحرف على ألا يتجاوز كل حرف 40 سم، بجانب تحديد لونين فقط للاستخدام في اللوحات الإعلانية الجديدة هما الفضي والذهبي مهما كانت ألوان العلامة التجارية وشعارها على خلفية بيضاء، كما شمل القرار حظر لغات أخرى مثل الروسية والفارسية”.

القرار بين التأييد والمعارضة

في جولة في مناطق انتشار المطاعم العربية ولاسيما السورية في منطقة #الفاتح (أكسراي– يوسف باشا – فندق زاده)، لسؤال أصحاب الفعاليات التجارية عن مدى موقفهم من هذا القرار، مال البعض إلى تأييده وعدم معارضته كون “ذلك قانون، ويجب احترام قوانين الدولة التي نقيم فيها”، في حين أبدى قسم آخر معارضته للقرار كونه “سيلغي الهوية العربية للمنشأة،التي أبرز ما يميزها هو كتابة اسم العلامة باللغة العربية”، فيما وذهب قسم أخرى إلى تأييد وضع الاسمين العربي والتركي لكي “لا يظلم أي من الطرفين”.

لم يشمل القرار فقط المحالات العربية فقط بحسب أصحاب المحال، إنما أيضاًجميع اللوحات الإعلانية التابعة للمحلات التركية والأجنبية الأخرى على حد سواء، بالإضافة إلى البنوك التركية وكبرى العلامات التجارية العالمية.

وبحسب أحد القائمين على مطعم “صحتين” في منطقة الفاتح، فإن القرار “سلِّم منذ أكثر من أسبوعين، وسيتم العمل على تنفيذه بعد تقديم التصاميم للبلدية لأخذ الموافقة”.

وبحسب القرار الجديد فإن افتتاح أي فعالية تجارية سيكون محكوماً بالتصميم الجديد، ولا يحصل على الرخصة إلا بعد تنفيذه.

القرار خاص بالفاتح “فقط”

لم يشمل القرار سوى منطقة الفاتح حتى اليوم، ففي مناطق أخرى توجد فيها فعاليات تجارية عربية مثل منطقة تقسيم أو اسنيورت، لم تتخذ البلديان حتى الآن أي قرار مشابه.

ويعطي القانون التركي الحق للبلديات وفق المادة 21 و40 من قانون الإعمار ذي الرقم 3149، في تعيين ألوان الواجهات الخارجية للمحال التي تعمل في بنية المنطقة التابعة للبلدية، وذلك بهدف التجميل، والتقليل من المظاهر العشوائية للوحات الإعلانية والواجهات الخارجية التي قد تسهم في تشويه الصورة الجمالية للمنطقة.

العربية في اللوحات الإرشادية

خطوة بلدية الفاتح تأتي مضادة لما قامت به ولاية اسطنبول مؤخراً، حيث أضافت ولاية اسطنبول اللغة العربية كلغةٍ ثالثة إلى جانب اللغتين التركية والإنكليزية على الشواخص والإشارات العامة في المدينة.

خطوة وصفها أنباء الجاليات العربية بشكل عام والسوريين بشكل خاصة بأنه يجب الوقوف عندها وتقديرها، لأنها ستساعدهم كغيرهم من العرب على تفادي الضياع في شوارع إسطنبول الكبيرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.