“الخرطوش” أغلى من “الإبرة” والتحميلة بسعر اللصاقة الطبية… تعرف على أسباب انقطاع الأدوية من سوريا

“الخرطوش” أغلى من “الإبرة” والتحميلة بسعر اللصاقة الطبية… تعرف على أسباب انقطاع الأدوية من سوريا

فتحي أبو سهيل -دمشق:

رغم نفي وزير الصحة في حكومة النظام رفع سعر زمر بعض #الأدوية، مازالت التصريحات والتقارير التي تثبت زيف ما تحدث به تخرج بين الحين والآخر، وآخرها، ما قاله رئيس فرع نقابة صيادلة #حماة بشار حلواني إن “الوزارة أرسلت قوائم تعديل الأسعار إلى فروع #نقابة_الصيادلة بالكتاب رقم 3037/28 وتم تسجيل الكتاب بالنقابة المركزية برقم 1550 /و تاريخ 17/11/2016 عن طريق معاون وزير الصحة”.

 

وبحسب حلواني فإنه “في مساء 16/11/2016 ارتفعت أسعار أكثر من 52 زمرة دوائية”، مشيراً إلى أن وزارة الصحة قصدت بنفيها على لسان الوزير، عدم رفعها أسعار جميع الأدوية، واصفاً هذا التصرف بأنه “لفٌّ ودوران”.

وقعت ونفت

موقع ” #الحل_السوري” تابع القضية مع أكثر من صيدلي بـ #دمشق، والذين أكدوا بدورهم عدم وجود توجيه رسمي من قبل وزارة الصحة أو النقابة للبدء بالتعامل وفق التسعيرة الجديدة، وحصل “موقع الحل” على نسخة من الوثائق المسربة التي أشعلت قضية رفع أسعار الأدوية والذي كان من المقرر له أن يمر “بصمت” بين الوزارة والمعامل، ويلزم بها الصيادلة والمواطنون، إلا أن وسائل الإعلام بدأت عملها.

الأوراق المسربة تحمل تعاميماً موجهة لمعامل الأدوية من وزارة الصحة بتاريخ 16/11/2016، وتشير إلى رفع أسعار أصناف عدة من الأدوية بناءً على محضر اجتماع للجنة تسعير الأدوية المحلية في 7/11/2016، وهذه الوثائق ممهورة باسم “هدى السيد” معاونة الوزير للشؤون الصيدلانية، والتي تمتنع عن التصريح حتى اليوم، ولم تخرج عن صمتها بعد.

يقول أحد الصيادلة لـ “موقع الحل” إن الغاية من القرار هي إعلان الرضوخ من قبل الحكومة لرغبة معامل الأدوية التي قطعت كثيراً من الزمر الدوائية منذ 4 أشهر على الأقل، بحجة أن المادة الأولية باتت مرتفعة الثمن مقارنةً بالسعر المحدد لمبيع المنتجات الدوائية، حتى باتت بعض الأصناف تباع خاسرة بأسعار بخسة لا تتجاوز الـ 100 #ليرة، وهذا المبلغ غير كافي لطباعة الغلاف وشراء زجاجة الدواء الفارغة أو الماسورة، أو غلاف الحبوب”.

المعامل قطعت هذه الأصناف لهذا السبب

ومن الأدوية المذكورة أعلاه، مرهم “الجنتمايسين” الجلدي المعروف، وهو مقطوع من السوق، لن تسعيرته بحسب الصيدلي 120 ليرة سورية، علماً أن الماسورة المعدنية يصل سعرها إلى 50 ليرة، عدا عن الغلاف والنشرة، وأيضاً، شراب “برونكو فيللين” وهو موسع قصبات هام للأطفال، قامت الشركة المنتجة بقطعه عن السوق لأن تسعيرته 120 ليرة سورية، وهو منتج لشركة “قنواتي”.

وتبين خلال جولة “موقع الحل” أن 90% من أدوية الشراب بمختلف أنواعها ولمختلف الشركات مقطوعة “يونيفارما – ديموند – ابن زهر – التراميديكا- بحري… الخ”، حيث تتراوح أسعارها بين 100 و150 ليرة سورية.

إبر “الديكلون”، وهي الأكثر استخداماً في سوريا كمهدئ ومسكن ألم، أيضاً مقطوعة من الأسواق حالياً، حيث يبلغ سعرها الرسمي لكل 5 أبر 225 #ليرة، أي أن الأبرة الواحدة بحوالي 45 ليرة سورية فقط، في حين رفعت وزارة لصحة سعر “خرطوشة حل الأبرة” منذ شهر من 35 ليرة إلى 100 ليرة، أي أن سعرها بات يفوق سعر المادة الفعالة، علماً أن “الخرطوشة” لا تحوي سوى على 1% مخدر، والباقي ماء.

حتى تحاميل الأطفال المهدئة مقطوعة من السوق، وتبلغ تسعيرتها الحالية وسطياً 95 ليرة سورية وتضم العلبة الواحدة 10 تحاميل، أي أن التحميلة الواحدة بأقل من 10 ليرات سورية، وهذا السعر لا يكفي لشراء لصاقة طبية.

وقطعت حوالي 12 شركة قديمة تنتج تحاميل “الديكلوفينات”، منتجاتها من الأسواق كون تسعيرتها هي 120 ليرة سورية فقط، في حين طرحتها معامل بترخيص جديد بسعر 280 ليرة سورية.

كيل بمكيالين

وتابع الصيدلي “في المقابل،  وزارة الصحة، باتت مؤخراً تكيل بمكيالين عبر تعاملها مع معامل الأدوية، فقد وضعت تسعيرة مختلفة تماماً عن #التسعيرة الرسمية، لبعض أصناف الأدوية التي حصلت بعض المعامل على ترخيض جديد بها، وغالباً، هذه المعامل التي حصلت على الاستثناءات، تم ترخيصها خلال سنوات الحرب، أي أن عمرها لايتجاوز الـ 5 سنوات، بينما بقيت تسعيرة الأدوية المنتجة من قبل المعامل القديمة على حالها، وهذا التصرف كان عاملاً مهماً لإمتناع المعامل القديمة عن الإنتاج”.

وطرح الصيدلي أمثلة عن هذه الأدوية، ومنها مرهم جلدي “بانتينول” الذي ينتجه معمل جديد ويباع بـ 450 ليرة حالياً، بينما تسعيرته لمعمل آخر بـ 95 ليرة سورية، والأخير مقطوع من السوق منذ مدة، وأشار الصيدلي إلى أن المعمل الأول مرخص لتصنيع منتجات المعقمات وغيرها، وليس لتصنيع الأدوية على عكس المعمل الأخير.

وهناك دواء يدعى “تري في ليم” عيار 100، مكون من 24 حبة، ويباع بسعر 940 ليرة سورية لشركة جديدة، بينما بقيت تسعيرة ذات الدواء لشركة المتوسط محددة بـ 240 ليرة سورية، وأيضاً، حصلت شركة جديدة “غير ذائعة الصيت” على ترخيص لحبوب منحفة بسعر 1850 ليرة سورية، في حين، بقيت تسعيرته للشركة التي طرحته في السوق لأول مرة بـ 950 ليرة.

جميع أدوية “الأوغمانتين” المعروفة مقطوعة من الأسواق حيث تبلغ تسعيرتها 400 ليرة سورية وسطياً حسب العيار، إلا أن شركة جديدة حصلت على ترخيص انتاجه مؤخراً بسعر مبيع 840 ليرة سورية.

أدوية ترتفع دون “بلبلة”

وهناك أيضاً، بعض الأدوية التي رفعت سعرها وزارة الصحة مؤخراً، ودون أي إعلان، ومنها بخاخات الربو، التي كانت تسعيرتها 345 ل.س، ورفعت رسمياً إلى 1110 ليرات سورية بعد قطع المعامل إنتاجها لأشهر، بينما ترتفع أسعار الفيتامينات بين الحين والآخر رسمياً دون “بلبلة” على حد تعبير الصيادلة.

بدورها، قامت بعض معامل الأدوية بطباعة أسعار جديدة ضاربة بعرض الحائط أسعار الوزارة، حيث قام أحد المعامل برفع سعر منتج “أوغمانتين” الخاص بعلامته التجارية من 335 إلى 410 ليرات، وطرحه إلى السوق بكميات قليلة جداً، ولايمكن للصيدلي الحصول عليه سوى بأسلوب التحميل مع أدوية غير رائجة.

ويقول الصيدلي، إن المعامل التي قطعت منتجاتها من السوق، تقوم بضخ كمية قليلة جداً جداً إلى كل 3 أشهر، وذلك حرصاً منها على عدم فقدانها الترخيص، بعد تعميم من وزارة الصحة، ينص على سحب الترخيص إن لم يتم ضخ أدوية خلال مدة 6 أشهر.

نشاط التهريب

في سياق آخر، هناك بعض الأسعار ارتفعت أضعاف مضاعفة عن السابق، فسعر “السيتامول” مثلاً تراوح بين 75 و 100 ليرة سورية حسب الصيدلية، و “البانادول” 225 ليرة سورية، حتى اللصاقة الطبية التي كان الصيادلة يستخدمونها بدلاً من “الليرة السوري” عند فقدان “الفراطة” فاق سعرها الـ 10 ليرات.

كل ما ذكر أعلاه، ساهم بانتشار #التهريب بشكل كبير، حيث أكد #الصيادلة أن مروجي التهريب نشطوا جداً في فترة إنقطاع الأدوية الأخير، مؤكدين أن هذا “الانقطاع لم تشهده سوريا في السابق نهائياً، فلولا الأدوية المهربة، قد تغلق الكثير من الصيدليات لعدم وجود ما تبيعه، كون أغلب الأدوية المقطوعة من الصنف الرائج”.

وفي مثال على التهريب، انتشر مؤخراً نوع من “الأوغمانتين” هندي المنشأ، بسعر 1000 ليرة سورية للظرف الذي يضم 10 حبات، ومنه نوعيات يونانية وقبرصية، وأكد الصيادلة أن المهرب يبيعهم الظرف بـ 600 ليرة سورية، أي أن هامش ربحه مشجع بالنسبة إليهم.

 

وبالعودة إلى التسريبات، هذا جدول أسعار لبعض أصناف الأدوية وفقاً للوثائق التي حصل عليها موقع “الحل السوري”:

اسم الدواء السعر بالليرة السورية
اوغمنتين 228 385
اوغمنتا 457 – 100 مل 690
اوغمنتين 6 حبات 405
ريتان 10 1370
ريتان 20 1490
ريتان 40 1730
تيبراكس 510
دوفولاك 445
B12 فولين 1405
كاتا براكس 465
باراسين 1000
دولوبسكوميد 1000 علماً أن سعره السابق لم يتجاوز الـ 250

paper-1paper-2paper-4paper3paper5

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.