مليشيات أجنبية تقاتل بجانب النظام أنفقت مايقارب 2 مليار دولار.. “الطائفي بـ2500 دولار والمرتزق بـ 500”

مليشيات أجنبية تقاتل بجانب النظام أنفقت مايقارب 2 مليار دولار.. “الطائفي بـ2500 دولار والمرتزق بـ 500”

فريق التحقيقات

يستمر فريق التحقيقات في موقع #الحل_السوري بتقصيه المعلومات حول قضية إنفاق القوى المتحاربة على الأراضي السورية، في محاولة لاستنتاج تكاليف الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، ونتناول في هذا التحقيق الميليشيات الأجنبية المقاتلة إلى جانب النظام السوري.

 

إيران وصناعة الميليشيات الطائفية

في ذروة النشاط السلمي والعسكري للثورة السورية عام 2012، كان قد بدى لجميع المراقبين أن النظام السوري على وشك السقوط أمام ضربات معارضيه المتوالية على الصعيدين المدني والعسكري، إلا أن حليفه الإيراني تدخل كوسيط لتشكيل ونقل ميليشيات غلب عليها الصبغة “الطائفية” من عدة جنسيات عربية وأجنبية.

بلغ تعداد الميليشيات نحو 66 ميليشيا، موزعة على حوالي عشر جنسيات أهمها الإيرانية والعراقية والأفغانية والباكستانية واللبنانية، وبتعداد يتراوح بين 40 ألف مقاتل و 50 ألف في حالات الاستنفار، (بحسب عدد من المصادر المتقاطعة التي رصدها موقع الحل).

أهم الميليشيات المقاتلة

يمكن تصنيف الميليشيات وفق لجنسياتها وبالترتيب وفق حجومها:

العراق

لواء أبوالفضل العباس

يعتبر القوة الضاربة بين هذه المليشيات يتخذ من مقام #السيدة_زينب بالقرب من العاصمة #دمشق مركزاً رئيسياً له، وتخضع هذه المنطقة لسيطرته الكاملة بحجة الدفاع عن المقام، حيث أتى المقاتلون إليها بتكليف من رجال الدين من النجف الأشرف، ويقدر عدد عناصر اللواء بين 4800 و 5000 مقاتل معظمهم من الجنسية العراقية.

فيما يخص تمويل هذه المليشيا تواصل موقع الحل السوري مع ضابط انشق في العام 2015 من مليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام ومقيم في مدينة #بورصة التركية والذي روى شهادته حول هذه المليشيا بقوله “لواء أبو الفضل العباس لديهم صلاحيات تضاهي قوات الحرس الجمهوري التابع للنظام، ويقومون بقيادة فرق من الجيش السوري في بعض المعارك، كما حصل في معركة المليحة عام 2014، ولهم امتيازات فيما يخص الطعام والشراب والمصروفات الأخرى من تنقل ورواتب وغيرها”.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه أنه “لايقل راتب العنصر في اللواء عن ألفي دولار بحسب احتكاكي بهم، كما أن المهمات الخاصة لها مزايا إضافية من حيث الغذاء والمكافآت المادية”.

كتائب حزب الله العراقية

وهي مليشيات تقارب في منهجها وتفكيرها حزب الله اللبناني مؤسسها رجل الدين المعروف بتطرفه “واثق البطاط” في سوريا تحمل اسم حركة النجباء وتضم لواء الحمد، والحسن المجتبى، وعمار بن ياسر، يقدر عدد مقاتلي هذه المليشيا بنحو 1500 مقاتل. وأكبر تواجد لها في #حلب.

وبحسب مصادر متقاطعة وصل راتب العنصر الواحد في هذه المليشيا نحو ألف دولار أمريكي، حيث تأتي للعنصر مهمة للقتال في سوريا لمدة 6 أشهر ومن ثم يعود إلى بلاده.

فيلق الوعد الصادق

وهي ميليشيات عراقية سورية مختلطة، تضم تشكيلة من جنسيات متعددة، إضافة إلى مقاتلين سوريين (شيعة) من إدلب، معرة مصرين، والفوعة وكفريا، ينتشر عناصرها على أطراف مدينة حلب، ويقدر عدد مقاتليها بنحو 1000 مقاتل، ويقدر راتب العنصر في هذه المليشيا حوالي 500 دولار فقط، كونها تعتمد على عناصر غير مدربة وعناصر سورية.

لواء الإمام الحسين

وهي مليشيا تضم جنسيات عراقية وإيرانية وباكستانية وأفغانية أيضاً، تتخذ من حلب مركزاً لها يبلغ عدد مقاتليها نحو 1200 مقاتل.

مشاركات الدول الأخرى

أيضاً لبنان انتدب خمس ميليشيات غلبت عليها الصفة “الطائفية” للمحاربة إلى جانب النظام، أهمها حزب الله الذي سبق وأن تناولناه بتحقيق منفرد، وميليشيا الإمام الباقر، سرايا الغالبون، حركة الصابرين.

إيران

أما إيران فكانت أهم مشاركة لها في الباسيج، وقوات نخسا، في حين أن أهم مشاركة للأفغان كانت في لواء فاطميون، وحزب الله الأفغاني، بينما انتدبت #الباكستان 1500 مقاتل تحت لواء ميليشيا زينبيون، وأخيراً اختار الحوثي أن يشارك في الجبهة السورية أيضاً بـ1000 مقاتل  تحت اسم “أنصار الله”.

حشد وتجنيد “طائفي ومادي”

وفيما يخص كيفية حشد هؤلاء المقاتلين، رأى الباحث أحمد أبازيد في دراسة له حول #المليشيات_الطائفية في سوريا أن “حشد المقاتلين الشيعة إلى #سوريا يعتمد على وسيلتين: الإغراء المادي، والحشد الطائفي”.

أما عن طرق نقلهم، فكشف الضابط المنشق سابق الذكر لموقع الحل ذلك بقوله: “غالباً ما يأتي المقاتلون تحت مسميات الحج وزيارة الأماكن المقدسة ويوضعون في فنادق في الفترة الأولى ريثما يتم تجهيزهم”، مضيفاً أنهم “غالباً ما يأتون براً من لبنان أو عبر الجو من العراق أو إيران”.

فرق في التمويل والعتاد

الخبير العسكري محمود ابراهيم، قدم للحل السوري تمييزاً بين نوعين من الميليشيات الأجنبية المقاتلة إلى جانب النظام يقوم على أساسين هما التدريب والعتاد من جهة، والتمويل من جهة أخرى، وذلك لأن ” الأمر متداخل بِمقدار تداخل جنسيات وتشكيلات المجاميع الطائفيّة” ، وفق ما أوضح ابراهيم.

أما فيما يتعلق بالتدريب والعتاد فيقول ابراهيم: “يتركز الأمر في معسكرات حزب الله اللبناني في سوريا ثمّ لواء الرضا الشيعي المتواجد في حمص، حيث يقدر الأول بِتعداد مضطرب من /5000- 8000/ مقاتل مسلح ومجهّز ومشترك بالعمليات البريّة، أمّا الثاني فهو يقدر بِالمئات بحيث لا يقل عن 1200 متطوّع، ولا يزيد عن 2000. – يستعملون سلاحاً متوسطاً وخفيفاً ويقومون بالتدريب عليه، بشكل رئيسي، وبعض المنظومات الدفاعيّة الحديثة من صواريخ الكونكورس، ومالوتكا، وقواذف كاتيوشا. – هذا بِالإضافة لما أظهره الحزب المذكور من سلاح ثقيل في القصير، مؤلف من عشرات ناقلات الجند وعلى رأسها مجنزرات M113 الأمريكية التصنيع”.

تمويل الـ “معممين”

أما عن سُبل تمويل هذه الميليشيات فيقول الخبير العكسري: “أساس تمويل هذه الكتائب السالفة الذكر هي من التجارات السوداء، والتي تتركز على تجارة المخدرات، وهناك قضايا عديدة تلاحق مسؤولي حزب الله في دول أمريكا لاتينيّة، وكذلك في جنوب أفريقيا، بتهم متعددة منها هذه التجارات.”

ويضيف ابراهيم حول مصادر التمويل الأخرى: “أما المصادر الأخرى فهي متعددة، ومنها تجارة الأثار، بعد سرقتها كما حدث في كلّ متاحف سوريا على يد مليشيات النظام”.

وكشف ابراهيم عن المصدر الأكبر ” لِـ التمويل المتحَصِلة نتيجة لِـ فتاوى المعممين، من أوجه عدّة، والتي من المفترض أن تصرف في وجوه البرّ من إطعام فقراء، أو كفالة أيتام، أو بناء أوقاف تعليميّة، إلّا أنها تحولت بقدرة الفتاوى إلى تسليح هذه المليشيات على أرض سوريا ولبنان، والعرق واليمن”.

مراكز النشاط العسكري

المحلل العسكري فايز الأسمر، أوضح للحل السوري أماكن تواجد هذه الميليشيات في سوريا بقوله:

“حسب معرفتي فهم متواجدين على كامل الجغرافية السورية، وعلى كل الجبهات المشتعلة في القلمون حمص، حماة، الغوطتين الشرقية والغربية، جبهات حلب، ودير الزور بما في ذلك مطار المحافظة”.

500 دولار الحد الأدنى للرواتب، والأفغان الأقل أجراً

وفيما يتعلق برواتب عناصر هذه الميليشيات يقول الأسمر: “أما الأفغان اللاجئين في إيران فيأخذون رواتب زهيدة كونهم فقراء، ومن أجل تجنسيهم في المستقبل، مقابل قتالهم لمدة 6 أشهر في سوريا، وإذا رفض الأفغاني فإن الحكومة الإيرانية تهدده بالطرد من إيران، وهي أساليب عديدة يتبعها النظام الإيراني لاستغلال الناس والفقراء لدفعهم إلى القتال والموت، فيما تكون رواتب العناصر الإيرانية والعراقية أكبر”.

بالأرقام: 32 مليون دولار شهرياً

سنحاول في هذا التحقيق رصد ميزانيتين، الأولى لمجموع المليشيات الوارد ذكرها في التحقيق والأكثر شهرة، والثاني للمليشيات المتبقية، بحيث يبلغ إجمالي عدد عناصر هذه المليشيات حوالي 40 ألف مقاتل، وبالتالي الأرقام الواردة في الجدول هي أرقام تقريبية بحسب المصادر التي تم التواصل معها:

 

اسم المليشيا الأجنبية عدد العناصر  

الجنسية

الراتب بالدولار مصروفات أخرى

غالبيتها في مهمة 6 أشهر

المجموع
لواء أبو الفضل العباس 5000 عراقية 2500 100 دولار تنقل+طعام لكل عنصر 13 مليون دولار
حركة النجباء 1500 عراقية 1000 50 دولار مليون 575 ألف دولار
فيلق الوعد الصادق 1000 مختلطة+ سورية 500 15 دولار طعامهم من قوات النظام 515 ألف دولار
لواء الإمام الحسين 1200 مختلطة 1000 50 دولار مليون و260 ألف دولار
لواء زينبيون 1500 باكستانية 500 15 طعامهم من قوات النظام 727.500 ألف دولار
أنصار الله 1000 يمنية 1000 25 دولار مليون و 25 ألف دولار
مليشيات متفرقة 29 ألف مختلطة 500 من مخصصات قوات النظام 14.5 مليون دولار
المجموع الكلي 40200       32 مليون و 600 ألف دولار

من خلال الجدول السابق يتضح لنا أن المليشيات الأجنبية في سوريا يقدر قوامها بـ 40 ألف مقاتل تنفق شهرياً حوالي 32 مليون و600 ألف دولار، وإذا ماقمنا بحسبة سنوية لإجمالي ماتنفقه فإن المبلغ الإجمالي يصل إلى  391 مليون و 200 ألف دولار، في المقابل إذا ما تم حساب ذروة تدخل هذه المليشيات والتي كانت في بداية العام 2014 إلى نهاية العام الحالي 2016 أي 3 سنوات فإن متوسط إنفاقها يبلغ حوالي مليار و773 مليون #دولار.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.