حسام صالح

منذ أن تحدث الأمين العام لمليشيا #حزب_الله اللبناني حسن نصر الله عن توحيد الجبهات وفتحها بين #سوريا و #العراق وصولاً إلى #لبنان بعد سيطرة مليشيا الحشد الشعبي على الحدود السورية العراقية، أصبح نفوذ الحزب في سوريا أقوى، حيث اعتبر نصر الله أن هذه الخطوة شكلت تحولاً استراتيجياً وأن أي حرب قادمة مع #إسرائيل لن تقتصر على جنوب لبنان، وإنما سيكون هناك تحرك من جهة العراق إلى شرق سوريا وصولاً إلى جنوبها، استناداً إلى مقاتلي الحشد الشعبي.

في هذه المادة سنحاول رصد أهم المناطق التي تتواجد فيها مليشيا حزب الله في سوريا والعدد التقريبي للمقاتلين، وهل فعلاً سيكون هناك انسحاب تدريبي لمقاتلي الحزب في الفترة المقبلة من سوريا ؟

عناصر بالآلاف

في تقرير لموقع “المونيتور” الأمركي حول نشاطات مليشيا حزب الله وحجمه في سوريا، أكد وجود حوالي 8 آلاف عنصر يشاركون في القتال شرق سوريا وحدها، مشتركين بذلك في غرفة عمليات واحدة بين روسيا وقوات النظام السوري.
وفي تقرير لموقع “ستراتفور” مستند إلى معلومات عن مصادر دبلوماسية ومصادر مقربة من حزب الله، حول الوجود العسكري للحزب في سوريا، أشار إلى أن “وجود ميليشيات الحزب في سوريا سيزيد في المستقبل”.

وتربط المصادر بين تلك القاعدة التي أنشأها الحزب في جنوب سوريا وبين خطة مستقبلية لحزب الله للإبقاء على ما يقارب 3000 مقاتل بشكل دائم في سوريا، على أن يتمركز جزء كبير منهم في تلك القاعدة.

وبحسب صحيفة “هارتس” الاسرائيلية التي نقلت عن اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية  قولها بإنها “تملك تقارير تشير إلى أن الحزب يمتلك ما بين 6000 و8000 مقاتل في سوريا، من مجموع 25 ألف مجند في التنظيم ككل”.

عن هذا الموضوع يقول الخبير العسكري رائد الحلبي إن “مليشيا الحزب تعتمد على آلية معينة من حيث توزيع عناصرها، الأرقام المتداولة حول عناصر الحزب قد تكون قريبة إلى حد ما، فالحزب يعتمد على سياسية المعركة الواحدة، فلا يقوم بتشتيت عناصره على مختلف الجبهات، وهذا ما برز فعلياً من خلال المعارك التي خاضها، سواء في القصير أوالقلمون وريف دمشق وحتى دير الزور، فيكون هو القائد للمعركة من حيث عدد العناصر وتسانده قوات النظام أو المليشيات الأخرى، انطلاقاً من خبرته في حرب العصابات والتكتيكات الدفاعية والهجومية”.

3 مناطق تمركز أساسية في سوريا

لاشك أن معركة #حلب في نهاية عام 2016 التي استنزفت مليشيا الحزب وقوات النظام، شكلت حافزاً للحزب لإعادة تموضعه داخل سوريا وإعادة لحساباته حول المناطق التي يجب أن يتدخل فيها، حيت أشار تقرير نشره معهد واشنطن لسياسيات الشرق الأدنى أن “الحزب أصبح يركز مسرح عملياته على 3 مناطق أساسية وهي منطقة #التنف قرب الحدود السورية الأردنية، ومدينة #تدمر في ريف حمص الشرقي و #درعا، في سعيها لإقامة الممر البري الذي ينطلق من لبنان مروراً بسوريا وصولاً إلى إيران”.

في السياق ذاته، تعتبر مدينة دمشق وريفها، النقطة الأساسية لتجمع مقاتلي مليشيا الحزب وإيران نظراً للمكانة الدينية التي تنطوي عليها، والدافع الذي تحرك العناصر لأجله وهو الدفاع عن المقدسات، فنلاحظ وجوده في كل من السيدة زينب والذيابية وببيلا والبحدلية وداريا وبيت جن في ريف دمشق الجنوبي والغربي، ومقامات السيدة رقية وآل البيت داخل العاصمة دمشق.

والشهادات كثيرة من قبل سكان العاصمة وريفها، حول عملية التغيير الديموغرافي والتهجير التي تلي السيطرة على كل منطقة يدخل فيها حزب الله وإيران، ما يدل على أن هذا المشروع ليس مؤقتاً، وإنما يجري التخطيط لما مرحلة بعد انتهاء الحرب في سوريا.

الناشط محمود مراد من منطقة القلمون أكد لموقع الحل أن “مليشيا حزب الله وبعد سيطرتها على منطقة القلمون الغربي قامت بالسيطرة على عشرات المدن الصغيرة ومئات القرى والمزارع، بحجة حماية المكون الشيعي والذي في الأساس نسبته ضئيلة جداً في المنطقة”.

وأضاف “الهدف الحقيقي هو اعتبار منطقة القلمون امتداداً وجسراً للعبور إلى لبنان من ريف دمشق وحمص، حيث هناك قواعد عسكرية تابعة للحزب في المنطقة، ومنصات إطلاق صواريخ، ووجود قوات النظام فيها شكلي حيث يأخذون أوامرهم من الحزب”.

وعن الهدف من تركيز مليشيا الحزب حالياً على مناطق ريف دمشق بشكل كبير يؤكد الخبير العسكري رائد الحلبي أن “هذا المشروع إيراني بامتياز، حيث تسعى إيران لاستنساخ مشروع حزب الله في لبنان في الثمانينيات وتطبيقه في سوريا، مستغلة الظروف السياسية والأمنية وضعف النظام في سوريا، لتصبح هذه القوة البشرية بيد إيران باسم آخر غير حزب الله خصوصاً مع الأحاديث المتكررة خلال الفترة الأخيرة عن نية الحزب انسحابه من سوريا”.

هل سينسحب الحزب من سوريا؟

تواردت الأنباء مع نهاية العام 2017 عن نية حزب الله سحب عناصره من سوريا تدريجياً إلى لبنان وكثرت التحليلات حول أسباب الانسحاب، بعد خطاب الأمين العام للحزب حسن نصر الله والذي قال فيه إن عناصره فككت مواقعها العكسرية على حدود لبنان الشرقية مع سوريا وقال حينها حرفياً “هذه المنطقة باتت الآن مسؤولية الدولة ولا داعي لوجود حزب الله هناك”.

في تتبعنا لتصريحات المحللين المقربين من مليشيا حزب الله وجدنا تصريح الإعلامي فيصل عبد الساتر والذي يقول “لن يكون هناك انسحابات للحزب من سوريا حتى تنجلي الأزمة إلى نهايتها، والكلام الذي صرحت به موسكو أنها ستنسحب من روسيا مع بداية العام 2018 وأن الحزب سيحذو حذوها هو كلام وسائل إعلام، فالحزب موجود في عمق الأراضي السورية وصولاً إلى الحدود العراقية”.

كثير من المراقبين يرون أن انحساب مليشيا حزب الله من سوريا أمر غير جدي، وأن التصريحات والتلميحات التي تأتي من هنا وهناك، تأتي من الخوف من قيام اسرائيل بشن ضربات جوية، والرفض الأمريكي لوجود المليشيات المقاتلة بالقرب من دير الزور والتي تعتبرها مناطق خاضعة لسيطرتها.

وفي هذا السياق يشير الخبير العسكري رائد الحلبي إلى أن “وجود مليشيا حزب الله في سوريا مرتبط كلياً باستراتيجية إيران في المنطقة ومشروعها الذي تعمل عليه منذ سنوات، وأنفقت عليه ملايين الدولارات، وبالتالي يترتب على انسحاب الحزب من سوريا حرمانه من تدفق الأسلحة إلى منطقة تواجده الرئيسية في جنوب لبنان”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة