سوريون بالآلاف يتركون تركيا ويعودون لبلادهم: ما هي أسباب “العودة الطوعية” لسوريا؟ وكيف تتم؟

سوريون بالآلاف يتركون تركيا ويعودون لبلادهم: ما هي أسباب “العودة الطوعية” لسوريا؟ وكيف تتم؟

فراس العلي – موقع الحل

وصل عدد السوريين الذين عادوا إلى سوريا عبر المعابر التركية نحو ربع مليون لاجئ سوري، خلال آخر سنتين، وكان من بينهم 160 ألفاً عادوا لمنطقة درع الفرات.

واستغل عشرات آلاف السوريين إتاحة #تركيا إجازة العيد من أجل قضاء اللاجئين وقتهم بجانب عائلاتهم وذويهم في سوريا، حيث قرر العديد من اللاجئين عدم العودة إلى تركيا.

في المقابل، تتيح دوائر الهجرة التركية للاجئين السوريين ما بات يعرف اليوم بطلب “العودة الطوعية” إلى سوريا الذي يخول صاحبه مغادرة الأراضي التركية نحو سوريا دون عودة.

وازداد عدد اللاجئين السوريين الذين غادروا تركيا بعد عملية درع الفرات التي حصلت شمال سوريا في عام 2016.

عن العودة الطوعية

يحق لأي لاجئ سوري العودة إلى سوريا عن طريق الحصول على طلب العودة الطوعية من دائرة الهجرة المسجل فيها الكيملك الخاص به، وعلى أساس ذلك يملأ الطلب ومن ثم يأخذ ورقة تخوله الخروج من تركيا من أي معبر حدودي رسمي مشترك مع سوريا.

وما إن يصل صاحب طلب العودة الطوعية إلى المعبر حتى يسلم الكيملك أو وصل الكيملك وورقة العودة الطوعية على الحدود ومن ثم يخرج من الأراضي التركية.

ويترتب على خروجه من تركيا إبطال الكيملك وعدم تمكنه من العودة مجدداً إلى تركيا، بينما إن عاد مرة أخرى ودخل بشكل غير رسمي إلى تركيا فيمكنه التقدم للحصول على الكيملك مرة أخرى وهنا يعود تقدير منح إعطائه الكيملك لإدارة الهجرة.

وفيما يخص اللاجئين المسجلين في ولايات غير حدودية مع سوريا، فيجب أن يحصلوا على إذن سفر من أجل المضي نحو الحدود، وفي حال كان أحدهم مقيماً في منطقة حدودية ويرغب في الخروج من تركيا من معبر آخر فلابد أن يحصل أيضاً على إذن سفر.

في المقابل، يحاول لاجئون سوريون الحصول على إذن مغادرة بشكل مؤقت لأسباب قاهرة مع ضمان العودة إلى تركيا ضمن موعد محدد.
ويمكن لأي لاجئ سوري أن يتقدم بطلب إلى القائم مقام في الولايات الحدودية من أجل مغادرة تركيا بشكل مؤقت بسب حالة وفاة أو مرض لأحد أقاربه في سوريا، ويعود تقدير منح هذا الإذن للقائم مقام.

ويقول محمود (وهو أحد الذين نالوا هذا الإذن بعد وفاة والدته في سوريا): “أحضرنا شهادة وفاة من سوريا وطلبت إذناً من القائم مقام في هاتاي كي أحضر العزاء في سوريا وجاءني الطلب بالموافقة للمغادرة مدة 15 يوماً ومن ثم أعود إلى تركيا”.

ويتابع: “غالبية الطلبات يتم رفضها وهي تعود لتقدير القائم مقام، فإن رأى في المغادرة أمر ضروري سيعطيك الإذن، وغالباً ما يكون 15 يوماً، أما عن الحالات التي تستطيع أخذ هذا الإذن فما أعرفه أن ذوي المرضى ومن مات له أحد الأقارب أو الطلبة الجامعيين الذين يدرسون بتركيا وأهلهم في سوريا تأتيهم الموافقة على طلب الإذن”.

أسباب ودوافع

مع ازدياد تكاليف المعيشة في تركيا وضآلة فرص العمل الجيدة التي توفر مرتباً يغطي الالتزامات الدورية، قررت العديد من العائلات السورية العودة إلى سوريا، خاصة بعد طرد تنظيم داعش من شمال سوريا.

أحمد عبيد (رجل في الثلاثين من عمره متزوج وله طفل) يقول لموقع الحل: “أعتزم مغادرة تركيا بسبب عدم قدرتي على تغطية التزامات الحياة، على الأقل في سوريا لدي منزل فلا يوجد إيجار وهناك أستطيع العمل في البناء فهذه مصلحتي الرئيسية كما أن كل أقاربي وأصدقائي هناك”.

ويقطن أحمد في مدينة منبج القريبة من الحدود السورية التركية، وينتظر الآن أن يقبض مرتبه الأسبوعي من مديره التركي كي يبدأ بإجراءات العودة الطوعية إلى سوريا.

في السياق، هناك لاجئون سوريون اكتشفوا أن الكيملك الخاص بهم مبطل وعندما ذهبوا للسؤال عن ذلك فوجئوا بأنهم مغادرين لتركيا.

ناصر (أحد الشبان الذين حصلت معه ذات المشكلة)، يقول: “ذهبت إلى مراكز تحديث البيانات من أجل إتمام عملية التحديث لي ولعائلتي ففوجئت أن رقم الكيملك الخاص بي غير مدرج على قائمة المركز وعندما راجعت إدارة الهجرة قالوا لي إنك غادرت سوريا بتاريخ سابق”.

ويبدو أن شخصاً مقرباً من ناصر استخدم الكيملك الخاص به من أجل الدخول إلى سوريا عن طريق العودة الطوعية وما أن دخل الأراضي السورية حتى تم إبطال الكيملك.

ويضيف: “لا أعرف الآن ماذا أفعل، هل أتقدم للحصول على الكيملك من ولاية أخرى أم استمر في العيش هكذا، ما حصل معي مصيبة كبيرة خاصة أن زوجتي وأطفالي مقيمين في إسطنبول”.

بالأرقام

في آخر إحصائية تم رصدها من قبل وزارة الداخلية التركية، جاء فيها: “أن عدد اللاجئين السوريين الذين غادروا تركيا وصل إلى 255 ألف لاجئ، ومنهم 160 ألف لاجئ عادوا بعد عمليات درع الفرات”.

وحصلت عمليات العودة إلى سوريا خلال إجازات العيد التي أتاحتها تركيا للاجئين السوريين في عيدي الفطر والأضحى خلال السنوات الثلاثة الماضية.
وقال وزير الداخلية في تصريح له أثناء زيارته لمخيم للاجئين في هاتاي: “هذه الأرقام تعني ان اللاجئين في شوق إلى أراضيهم إن توفر الأمان لهم فيها”.

وخلال إجازة العيد الأخيرة بعيد الأضحى المبارك، أكدت وزارة الداخلية أن 50 ألف لاجئ فضلوا البقاء في سوريا وعدم العودة لتركيا، بينما وصل عدد اللاجئين الذين عادوا طواعية إلى سوريا في عيد الفطر الأخير إلى 153 ألف لاجئ.

مقابل ما سبق، تبقى النسبة الأكبر من اللاجئين السوريين في تركيا قد فضلوا الاستقرار في تركيا لعوامل وأسباب عديدة، حيث زاد عدد اللاجئين السوريين في تركيا عن الثلاثة ونصف مليون لاجئ متوزعين على أكثر من ولاية تركية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة