درعا (الحل) – بعد سيطرة النظام السوري، على كل من #درعا والقنيطرة في جنوب سوريا، انحسر تلقائياً نشاط المجالس المحلية والبلديات، وحتى المخاتير والوجهاء ممن كانت لهم أصوات مناهضة للنظام السوري، ومنهم من امتنع عن الظهور خوفاً من التدقيق الأمني ومراجعة ملفاته خلال سنوات الثورة.

وقد تعزز هذا الخوف، بعد اعتقال النظام السوري للعديد من الأشخاص ممن كان لهم نشاط معارض ما، وشمل ذلك قادة فصائل وعناصر دفاع مدني ورؤساء مخافر.

خلق غياب النشاط المدني، وعدم وجود شخصياتٍ ذات قدرة على التوجيه والتأثير وخاصة بين صفوف الشباب، فرصةً مثالية للنظام السوري، لإبراز أخرى محسوبة عليه وتعيينهم كرؤساء بلديات ومخاتير، ودعمهم من خلال رجال المصالحات الذين ساهموا بشكل كبير في سيطرة النظام السوري على المنطقة.

وقال عمر الحاج علي (أحد سكان بلدة خربة غزالة بريف درعا) لموقع «الحل»، إنه ومع عودة السكان إلى البلدة التي كانت تعتبر ثكنة عسكرية قبل ذلك، ظهر بعض الأشخاص قسم منهم كان يقطن في مناطق سيطرة النظام، وعيّنوا أنفسهم وجهاء للبلدة، وباتوا يمثلون أهل البلدة في أيّة مفاوضات مع النظام السوري، بخصوص الأوضاع المحلية في البلدة، حتى وثق بهم الكثير من السكان وظنوا أن همهم الوحيد هو تحسين الأوضاع المعيشية، لكن بعد مرور الوقت، تبيّن أنهم مدعومون من النظام السوري لتنفيذ سياسته في المنطقة.

وأوضح الحاج علي، أن الوجهاء بدأوا يروجّون للخدمة العسكرية، ويشجعون شباب البلدة للالتحاق بالخدمة، وكذلك بالعمل على تحسين صورة بشار الأسد لدى السكان، وبتنظيم فعاليات شعبية دعماً له.

وأشار «عمر» إلى أن السكان يشعرون أنهم مجبرين في بعض الأوقات على اتباع توجيهات أولئك الوجهاء، كي لا يتضرروا أو تتم ملاحقتهم أمنياً، خصوصاً أن أهالي البلدة كانوا مشردين طيلة السنوات الخمس الماضية، في ظروف معيشية صعبة للغاية في المخيمات والبلدات المحيطة.

وبتوجيه ودعم من النظام السوري، أقام بعض المخاتير والوجهاء في عدد من قرى وبلدات درعا، حفلات تكريم وتشجيع للشباب الذين قرروا الالتحاق بالخدمة العسكرية، كما أشاعوا بين السكان أن الخدمة من الممكن أن تكون في محافظة درعا لا في المحافظات الأخرى، ولن يتم إرسالهم إلى جبهات القتال، وهو الأمر الذي تكرر في مناطق مصالحاتٍ أخرى.

وقال عوض الحريري، وهو رئيس سابق للمجلس المحلي في درعا، لموقع «الحل» إن معظم «رؤساء البلديات والمخاتير الذين تم تعيينهم مؤخراً، يؤدون مهام أخرى لمصلحة النظام السوري، ويجتمعون بشكل سريّ أحياناً مع ضباط في الأفرع الأمنية، لتزويدهم بالمعلومات حول السكان، ومن يشكّون بهم بأن لديهم ارتباط بنشاط مدني أو عسكري ضد النظام السوري.

وأكد الحريري، وجود معلومات حول تورط بعض الوجهاء في المساهمة باعتقال قادة وعناصر سابقين في صفوف المعارضة، من خلال تزويد عناصر الأمن بمعلومات عنهم وأماكن تواجدهم، وتكرر ذلك في مناطق بريف درعا مثل مدينة داعل والكرك الشرقي والمسيفرة.

وأضاف أن معظم الوجهاء ورؤساء البلديات، لا يؤدون دورهم المنشود في خدمة السكان وتحسين ظروفهم المعيشية في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية محلياً، إذ أن شبكات الكهرباء والمياه ما تزال سيئة، ووسائل التدفئة شبه معدومة، والركام يملأ العديد من المناطق.

يذكر أن المحافظة قد شهدت تنفيذ بعض عمليات الاغتيال بحق وجهاء ورجال مصالحات ورؤساء بلديات في الفترة السابقة، كان آخرهم رئيس بلدية بلدة المسيفرة «عبد الإله الزعبي» بريف درعا الشرقي.

إعداد: محمد الأحمد – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.