مواقع التواصل الاجتماعي… كيف وظفها السوريون لتسهيل حياتهم في تركيا؟

مواقع التواصل الاجتماعي… كيف وظفها السوريون لتسهيل حياتهم في تركيا؟

تركيا (الحل) – يتصفح الشاب رامي (23 سنة) أحد اللاجئين السوريين في تركيا يومياً المجموعات الخدمية التي تخص اللاجئين في تركيا على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، ويقول عن هذه التجربة: “استفدت كثيراً من متابعة المجموعات، في إحدى المرات استأجرت منزلاً عن طريقها كما وجدت سيارة لنقل أغراضي، وعندما توقفت عن العمل وجدت عملاً آخراً عن طريق المجموعات أيضاً”.

ويضيف: “هذه المجموعات باتت صلة التواصل الرئيسية فيما بين السوريين بتركيا، فعن طريقها يقضون أشغالهم ومصالحهم، وأمست حاجة أكثر من أن تكون وسيلة للدردشة والاطلاع على الأخبار”.

أسس سوريون مئات المجموعات الخدمية في مختلف ولايات تركيا حاملة أسماء تدل على مواضيع منشوراتها مثل “السوريون في تركيا – تجمع السوريين في إسطنبول – وظائف إسطنبول – المغربين السوريين في قونيا – سوريون في مرسين – دليلك في عنتاب – فرص عمل في أورفا وظائف وفرص عمل في بورصة… الخ”.

ومع طول أمد لجوء السوريين في تركيا باتت نسبة كبيرة منهم يفكرون بالاستقرار ليقضوا أوقاتاً طويلة وهم يحاولون قضاء حاجياتهم عن طريق منشورات العرض والطلب والاستفسارات داخل هذه المجموعات.

في المقابل، استغل البعض عشوائية العمل ضمن هذه المجموعات ليعرضوا خدماتهم غير القانونية مثل عروض التهريب والتزوير وبيع الأشياء الممنوعة عن طريق عرضها بالمجموعات.

وسيلة للتواصل

أصبحت المجموعات الخدمية وسيلة التواصل الأولى فيما بين السوريين بتركيا بالتزامن مع انتشار تطبيق “فيس بوك” بهواتف السوريين، وما عزز استخدام المجموعات عدم إتقان غالبية السوريين للغة التركية ما جعلهم يضطرون إلى متابعة المجموعات الخدمية من أجل قضاء مصالحهم.

يقول عبد الحميد وهو أحد السوريين الأعضاء في المجموعات: “عددها لا يحصى ورغم ذلك تجدها في الصفحة الرئيسية بحساب أي سوري لاجئ في تركيا، نعم باتت وسيلة للتواصل فيما بيننا وأنجزت الكثير من الأعمال عبرها”.

وعن سبب ذلك يجيب، في سوريا كنا نعرف أن ذاك السوق سوق الهواتف المحمولة وذاك سوق الجملة وتلك المنطقة الصناعية ولم يكن هناك حاجز اللغة مثلما نعاني منه الآن في تركيا، أما هنا فقد تفرقنا وأمسينا لا نعرف أين نجد مثلاً محل الحواسيب أو محل المفروشات.

ويتابع، قبل أن انتقل للاستقرار في تركيا انضممت لكل المجموعات الخدمية التي كانت تظهر أمامي من بين المقترحات على فيس بوك، ونادراً ما يمر يوم ولا أتصفح هذه المجموعات وأركز دائماً على فرص العمل والتدريبات التي تنشر عليها.

وتستخدم المجموعات الخدمية فيما بين السوريين كوسيلة لبيع وشراء أدوات وأثاث مستعمل أو الإعلان عن مفقودات أو موجودات بالإضافة للإعلان عن فرص عمل ووظائف بشركات ومعامل وورشات خياطة سورية وتركية هذا عدا عروض إيجارات المنازل والخدمات الأخرى التي يتم نشر تفاصيلها كل يوم.

ويضيف عبد الحميد: “لا أتوقع أن هناك لاجئ سوري يعيش في تركيا ولا يطلع على المجموعات، انتبه لأعداد أعضائها ستجد هناك مئات آلاف السوريين قد انضموا إليها، هذه المجموعات نعمة للسوريين من أجل اجتياز الحواجز المتعلقة بالكثير من جوانب الحياة في هذا البلد”.

فوائد كثيرة ولكن…

رغم الإيجابية التي تطرحها محتويات المجموعات الخدمية إلا أن هناك سلبيات كثيرة أوقعت سوريين ضحية للاحتيال والسرقة أو حتى للتشهير، فلا يوجد رقابة تفرض على إدارتها وتنظيم المنشورات الخدمية، فيما وجد سوريون آخرون حلاً بديلاً لها كإنشاء صفحات وحصر أحقية النشر بمشرفي الصفحات.

مرح إحدى الموظفات لدى شركة دليلك للدعاية والإعلان تقول في حديثها لموقع الحل: “دليلك أسست صفحات على موقع فيس بوك تخص السوريين في ست ولايات تركية وهي عنتاب وبورصة وأورفا وهاتاي ومرسين وإسطنبول وحصرنا أحقية النشر بنا نحن المشرفون”.

وتتابع، نحاول عبر هذه الصفحات الخدمية والإعلانية بنفس الوقت أن نكون في يوم ما بديلاً مناسباً عن المجموعات الخدمية العشوائية، فمهما كان لها أهمية بما يخص تواصل السوريين فيما بينهم وقضاء حاجياتهم عن طريقها إلا أن هناك من يستغل وجودها لأغراض غير قانونية.

وحول ذلك توضح، هناك إعلانات شبه يومية عن خدمات تزوير أوراق قانونية أو شراء دولار مجمد أو خدمات السماسرة الغير قانونية بمجال تحصيل الأوراق، تأتينا العديد من الرسائل التي يطلب أصحابها نشر إعلانات شبيهة بتلك ونرفض بدورنا عرضها.

وتضيف، أحسسنا بفائدة عملنا الذي بدء منذ قرابة أربع سنوات، تمكنا من إيجاد وظائف لسوريين باحثين عن عمل إضافة إلى إيجاد مفقودين عبر نشر معلوماتهم وصورهم على الصفحة هذا عدا الإجابة عن آلاف الاستفسارات، كما خلقنا من ذلك فرصة عمل عن طريق تقديم خدمات الدعاية والإعلان للشركات العربية والتركية.

وانتشرت العديد من الصفحات الخدمية على موقع فيس بوك مثل مجموعة دليلك وسوريين في مرسين ودليل السوريين في تركيا والسوريون في تركيا ووظائف وفرص عمل…الخ.

إعداد فراس العلي – تحرير: سارة اسماعيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.