دمشق (الحل) – «قرّب ع الناعم.. الطبق بـ 500.. الحلو ما بيتغيّر والله محيي الثابت.. رماك الهوا يا ناعم» يصيحُ أحد الباعة الجوالين في شوارع دمشق على أكلة الناعم الشامية والمخصصة لشهر رمضان فقط.

وهي أكلة تقليدية مؤلفة من عجين مكون من ماء وطحين، توضع في زيت القلي لتخرج على شكل رقاقة دائرية الشكل، تُزين بنكهة دبس الرمان، وتخرج على شكل رغيف مقرمش.

وتمتازُ هذه الأكلة برخص ثمنها مقارنة مع باقي الحلويات، وطيب مذاقها، وعشقها من قبل كل الصائمين.

ولا يوجد توثيق دقيق للزمان الذي بدأت منه هذه الأكلة، لكنها تعود إلى عشرات السنوات في دمشق.

وتنتشر البسطات والباعة الجوالين خلال شهر رمضان لتنادي على «الناعم»، وتقدم أيضاً في المطاعم والمقاهي ضمن قائمة الحلويات، ويرغبها الأطفال بشدة.

ونقل السوريون أكلة الناعم من جملة ما نقلوه من أطعمة إلى البلدان التي نزحوا إليها، ويسمى في مصر مثلا بـ «خبز رمضان السوري».

ورغم سهولة تحضيرها، إلا أن هذه الأكلة بقيت مربوطة بالمطبخ السوري، ويُبدع فيها أهل ساروجة والميدان والشاغور والعمارة في دمشق القديمة.

ونجا «الناعم» من تبعات الحرب في البلاد، وصمد على عكس «المعمول بالفستق» الذي ارتفع سعره عد أضعاف، وفقد مذاقه الأصيل جراء انقطاع الفستق الحلبي الذي كان يصل من أرياف حماه.

ويؤكد سكان دمشق أن «رمضان لا يكتمل بدون أكلة الناعم»، كما يعبّر أبو فهد شلاح، وهو بائع بسطة شهير في منطقة الباب الصغير، ويقول «أملكُ بسطة صغيرة، وأغيّر محتواها بتغيّر المواسم، وفي رمضان أملؤها بالناعم، فهو الأكلة التي يشتريها الجميع ع الماشي».

يبيع أبو فهد أكثر من 50 قرص من الناعم يومياً، ومع ذلك يترّحم على الأيام الخوالي ويقول «كنا نبيع 200 و300 قرص بشكل يومي قبل الحرب.. سقا الله تلك الأيام».

 

إعداد: سعاد العطار – تحرير: سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.