بغداد ـ رئم عادل

يؤمن #العراقيون على مدار العقود الماضية بمبدأ العيش بسلامٍ، ولكن الفيصل الذي أثرَّ على العلاقات الاجتماعية، كانت أحداث ما بين عام 2005 إلى نهاية 2009، حيث بدأت بوادر #شعلة الطائفية وحديث بالمذاهب والقوميات، وتطور الأمر إلى #التخوف من التنقل إلى المحافظات الأخرى.

إذ لم يكن، في تلك الحقبة، أن يزور #الشيعي العراقي مناطق غرب البلاد، ذات الغالبية #السنية، والأمر نفسه مع السني وامكانية وصوله إلى #الجنوب، مع وجود جماعات متطرفة وإرهابية، تمثلت بتنظيم “#القاعدة”، وغيره، حتى #أكراد العراق، فضلاً عن #المسيحيين والصابئة المندائيين والأقليات الأخرى، تعذبوا من هذا الأمر، تحسباً من التصفية الجسدية.

وخسرت البلاد جرّاء الخطاب الطائفي، الآلاف من المواطنين من #الأطفال والنساء والشباب وكبار السن على حدٍ سواء، وبالرغم من مرور سنوات على ما حدث إلا أن بعض #ساسة لا يزالون يتغنون  بالخطاب الطائفي، ويتمسكون به.

بعد كارثة اقتحام #تنظيم “#داعش”، للحدود العراقية، واحتلاله لمناطق واسعة من البلاد، وما أسفر عن مجازر كبيرة، استهدفت كل #العراقيين، بطوائفهم وقومياتهم، ومن ثم تجاوز المحنة، تحوَّلت “#الطائفية” إلى نكتة سوداوية يخشاها الناس، ويبتعدون عنها قدر #الإمكان، واستغلالها لاستذكار الآلام التي مرَّت على #البلاد.

علي عرفان ـ فيسبوك

في السياق، يُبيَّن #علي_عرفان، لـ”الحل العراق“، وهو شاب من بغداد، أن «والده قُتل عام 2007 كونهُ من مذهب يختلف عن مذهب المنطقة التي يعيش فيها، وهذه ذكرى سوداوية تراودهُ حتى الآن».

ويكمل أنه «يتذكر حين كان بعمر 13 عاماً، وشاهد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، يذبحون شاب عشريني بالسكين أمام أعين جميع وسط #شارع، بتهمة العمل كمترجم مع #الجيش_الأميركي، إضافةً إلى #الميليشيات الأخرى التي كانت تقتل على الهوية، في وضح النهار».

وسيم سيزيف، عراقي اضطر إلى الهجرة بسبب مجازر #الطائفية والمشاكل في العراق، يشير في اتصالٍ مع “الحل العراق“، إلى أن «#الطائفية في العراق لم تُصنع حديثاً هي موجودة وحاضرة قديماً، وبغداد كعاصمة للعراق الحديث، كانت مكاناً لاحتلالات وصراعات ومجازر #بشعة قام بها #السنة والشيعة عبر التاريخ بمساندة #العثمانيين والصفويين واستمر هذا الصراع لينحسر قليلاً في فترة #الملكية، وعادت فيما فيما بعد بقوة العسكر والبعثيين وصولاً إلى #الميليشيات والقاعدة وداعش».

عمار بن حاتم ـ أرشيفية

أما الكاتب العراقي #عمار_بن_حاتم، يؤكد لـ”الحل العراق“، أن «السياسيين لا يزالون يستخدمون لهجة الطائفية في خطاباتهم أمام الناس لأنها أرض خصبة لترويج #أكاذيبهم وبضاعتهم الفاسدة، وللأسف أن هناك من يتبعهم من الجهلة، الذين يحاولون تمزيق #المجتمع العراقي وإضاعة الهوية #العراقية من خلال استبدالها بهويات فرعية وثانوية».

ويضيف أن «كثيراً من العراقيين أثرت فيهم الخطابات #الطائفية سلباً، لفقدانهم رفيقاً أو صديقاً أو فرداً من #العائلة، أو منزلاً، وقد هاجر على إثر ذلك التأثر، #عراقيون كان من المفترض أن يظلوا في بلدهم».

الباحث الاجتماعي #غفار_الأقرع، يقول لـ”الحل العراق“، إن «الجيل الجديد وهو جيل التسيعينيات وما بعده، تمكن من تحويل اللهجات الطائفية إلى نكات، لدرجة أن نكاتاً كثيرة، صارت تستهدف الطائفيين، ويضحك العراقيين عليها، ولكن يبقى الجانب الحكومي هو الراعي الأول للطائفية، كما أنه يمكنه سحقها عبر #قوانين تُجرم #الطائفيين، كما في بلدان عديدة، ولكن يبدو أنها مصدر رزقهم».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.