على الرغم من انتشار حملة (ليرتنا عزتنا) بشكل غريب، ومفاجئ بعد صدور مرسومي الرئيس (بشار الأسد) لزيادة عقوبة المتعاملين بغير الليرة، وناشري سعر الدولار في السوق السوداء. ورغم تحول #الحملة إلى دليل على وطنية #التجار بعد ربطها إعلامياً بالوطنية ومواجهة «المؤامرة» على #الليرة_السورية، إلا أنها لم تستمر، خاصة بعد ترتب خسائر كبيرة على التجار الصغار، بينما لم يشارك تجار الجملة والمستوردين الكبار بالحملة نهائياً.

«العرس الوطني» لليرة رفع الأسعار أضعافاً مضاعفة

وبعد فشل الحملة، عادت #الأسعار لترتفع أكثر من السابق، وكأن البعض يريد أن يعيد ما خسره من تلك الحملة، التي بدأت على الـ«فيسبوك» عبر دعوة التجار لبيع منتجاتهم بليرة سورية واحدة. إذ سعت السلطات السورية، إلى ربط هذه المبادرة بالوطنية وحب الوطن، ما أجبر العديد من صغار الكسبة والمحلات الصغيرة، للمشاركة بهذا «العرس الوطني»، الذي يتم الترويج له عبر كل وسائل الإعلام.

لكن لم يستطع هؤلاء الاستمرار، إذ انخفضت وتيرة المساهمات في اليوم التالي؛ وباتت العروض محصورة بساعات فقط، وبشرط إحضار ليرة معدنية، وفي اليوم الثالث تحولت إلى خصومات وحسومات لكل من يحمل الليرة المعدنية، ثم اندثرت فجأة.

حملة للتسلية فقط دون أيّة نتائج على الأرض

اقتصاديون كثر منهم موالون ومعارضون، عارضوا الحملة، ووصفوها بأنها تزيد العبء على التجار الصغار، وترتب عليهم خسائرة تضر في النهاية بالاقتصاد بشكل عام، ومنهم رئيس #هيئة_الأوراق_والأسواق_المالية (عابد فضلية)، الذي قال للمشاركين عبر إذاعة شام إف إم «خليهن يتسلوا»، مؤكداً أن «المبادرة لن تساهم ولا بهزة مؤثرة واحدة على الاقتصاد».

حتى غرفة تجارة ريف دمشق، وهي التي تمثل التجار في الريف تقريباً، طالبت بأن تكون الحملات عبر أوراق نقدية متداولة مثل 100 – 200 – 500، وليس الليرة المعدنية غير الموجودة في الأسواق، التي بات يتاجر بها البعض خلال الحملة ووصل سعرها لنحو 1000 ليرة.

من جانبه، أستاذ الاقتصاد في جامعة تشرين (حيان سلمان) قال إنه لا جدوى اقتصادية من الحملة نهائياً، وفي الواقع لا يمكن الاستمرار بها، ووصف المبادرة وكل ما سبقها من مبادرات بأنها (عفوية ورمزية).

أيضاً، وصف خبراء ونشطاء معارضون الحملة، بأنها «مسرحية هزلية» أو أنها «صناعة الاستخبارات» في محاولة لخلق تأثير مباشر لمراسيم #الأسد دون أيّة دراسة أو عمق اقتصادي، بخاصة أن الليرة مسحوبة من التداول منذ 2013.

ولم تشارك الحكومة السورية، بأي عرض واحد ضمن الحملة، وكانت #الخسائر تتوالى على رؤوس التجار الصغار، حتى شعروا أخيراً أنهم الخاسرون الوحيدون، وتوقفت الحملة كما توقفت الحملات السابقة بفشل ذريع.

وشهد عام 2019 العديد من حملات دعم الليرة بشعارات مختلفة، وكلها فشلت ولم تؤثر في الاسواق نهائياً، بل على العكس، منها من كان له تأثير سلبي على #الأسعار بدلاً من الأثر الإيجابي.

«ليرتنا عزتنا» ليست الأولى من نوعها في ماراثون الفشل

وسبق المبادرة الأخيرة، التي تحمل شعار (ليرتنا عزتنا) مبادرات مماثلة العام الماضي تسارعت وتيرتها مع نهاية العام بالتزامن مع انهيار سريع لقيمة #الليرة_السورية، وأيضاً، لم تسلم تلك الحملات التي باءت بالفشل، من الانتقادات التي طالتها من الاقتصاديين الموالين قبل المعارضين كونها غير علمية أو مبنية على أسس اقتصادية.

وأكدوا أن دعم العملة المحلية، ومواجهة انخفاض سعر صرفها أمام العملات الأجنبية لا يتم بهذه البساطة دون سياسات نقدية واضحة واستثمارات وإنعاش الصادرات وإطلاق عجلة الإنتاج بتكاليف منخفضة.

وفي تشرين الأول 2019، جمع #مصرف_سوريا_المركزي كبار رجال الأعمال في فندق #الشيراتون بدمشق، وأجبرهم على وضع مبالغ بالدولار لدى المصرف التجاري السوري بمبادرة سماها (عملتي قوتي)، وكان الهدف بداية طرح هذه الدولارات في السوق بسعر أقل من السوداء في محاولة للتأثير في السعر عبر شركات الصرافة.

ولم تستمر عملية البيع للمواطنين ليوم واحد فقط، ثم توقفت وبات التدخل بأموال التجار عبر تمويلهم أنفسهم للاستيراد بأموالهم المودعة، كي لا يخسر المركزي ولا #دولار واحد في تمويل #المستوردات، ثم اشتكى تجار من عدم قدرتهم الحصول على أي تمويل، لتذهب أموالهم هباءً دون أن يستطيع أحد السؤال عنها حتى.

وبدأ عدد من خبراء الاقتصاد والمتطوعين بداية كانون الأول 2019، حملة لدعم الليرة تحت اسم (كلنا يعني كلنا)، وبيَّن المشرف على الحملة (عامر ديب) حينها، أن الحملة تتوجه إلى المواطنين لدعم ليرتهم، وعدم الانجرار وراء أسعار الصرف المبالغ فيها، التي تروجها التطبيقات، التي لا تستند إلى أرض الواقع.

وكانت تقوم حملة (كلنا يعني كلنا) على مبدأ نشر #سعر_صرف منخفض للدولار عبر عدة صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات جديدة تتبع لمجموعة من المؤيدين، إلا أنها فشلت ولم تستطع التأثير ولو بشكل طفيف على قدرة الليرة الشرائية، لأن الحملة تقوم أساساً على افتراض أن سعر صرف الدولار في السوق وهمي وليس حقيقي، ليتبين عكس ذلك لاحقاً.

وأطلقت وزارة #الأوقاف في الـ 20 من كانون الثاني 2019 مبادرة (زكاتك خفض أسعارك)، بهدف تشجيع التجار من ناحية دينية لتخفيض أسعار سلعة أو عدة سلع أو بيع سلعهم بسعر الكلفة، إلا أن بضعة محلات وتجار فقط استجابوا للحملة ثم انفضوا عنها نتيجة #الخسائر.

وأكثر الدعوات لدعم الليرة، التي أثارت سخرية بين المؤيدين والمعارضين، هي دعوة المركزي نيسان 2019 المواطنين لدعم الليرة بكلمة طيبة وأطلق هشتاغ #ادعم_الليرة_ولو_بكلمة_طيبة، لتضج وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات الغزل لليرة وبذات الوقت السخرية من المصرف المركزي.

وفي 18 كانون الثاني 2020، صدر المرسومان 3 و4، وتضمنا تشديد العقوبة للمتعاملين بغير الليرة السورية كوسيلة للمدفوعات التجارية، أو نشر وقائع ملفقة تؤثر على سعر صرف الليرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.