رصد – الحل العراق

تستمر في #العراق، الاحتجاجات الشعبية، ومع استمرارها، يستمر أيضاً العنف بحقها وبحق المتظاهرين، في قُبالة ذلك، تخرج الكثير من التصريحات بالضد من القمع المُمارس بحق التظاهرات، لكنّها قلّما تخرج من السياسيين، “كفاح محمود”، كان من بين القلّة التي خرجَت وانتقدت ذلك العنف، وبلهجة عالية، لم تبتعد عن المُقاربات والمقارنات.

حيث قال “المستشار الإعلامي لرئيس #الحزب_الديمقراطي الكردستاني”، #مسعود_بارزاني، إن «الجهات التي تقف وراء ملاحقة الناشطين والمتظاهرين وتعتدي عليهم، تنتهج سلوكاً يمثل استمرارا للنهج الذي أُسّس في زمن النظام السابق، وما فعله #صدام_حسين رئيس ذلك النظام طيلة سنين حكمه من إنشاء مجاميع مسلحة بذرائع مختلفة».

“كفاح”، قال في مقالَةٍ نُشرَت له في موقع ’”إيلاف’”، «نتذكر أيام حكم البعثيين ومقولات “صدام حسين” الشمولية، وخاصة تلك التي استخدمها الكثير شمّاعة للتخلص من التوظيف في حزبهم، وأصبحت مقولة طالما ردّدها كل محاصر من المستقلين والمنتمين لأحزاب ممنوعة في حينها».

وأردفَ، «تلك المقولة التي غدت سلم النجاة وهي واحدة من أقوال صدام حسين، حيث خاطب مجموعة من الموظفين قائلا: “إن الموظفين المخلصين (بعثيِين) وإن لم ينتمون”، وفي واحدة أخرى قال: “العراقي بعثي وإن لم ينتمِ”، وكأنما المنتسب لحزبهم معصوم من أي شائبة بل هو مثال الإخلاص والوطنية».

وأضاف، «أردت بهذا المدخل أن أذهب إلى مجموعة ثوابت اشتركت فيها معظم النظم الشمولية وخاصة تلك التي تؤدلج القومية والعرق والدين والمذهب، وتبني عليهم نظريات امتلاك كل الحقيقة وسيادة وتميز العرق أو الدين أو المذهب، ناهيك عن تلك الأفكار الطبقية التي سادت ثم آلت إلى الانهيار».

وتابع “محمود”، «ورغم التضحيات الجسام والخسائر الفادحة التي خلفتها تلك النظريات والافكار، والتي شهدنا قسم كبير منها في بلداننا الشرقية عموما والشرق أوسطية خاصة، ابتداء من #مصر ومرورا بالعراق و #سوريا و #اليمن و #ليبيا و #الجزائر وانتهاء بـ #إيران التي كمنافستها #تركيا ما رأت غير المذهب وسيلة لإعادة إمبراطوريتها إلى الظهور بعدما حكم الزمن عليها بالزوال».

وأكمل، «تدخلت قوى عظمى لتغيير نمط تلك الأنظمة على افتراض أنها ستأتي ببديل يختلف في نهجه ويقترب من التجارب الأوربية في نظم المؤسسات والتبادل السلمي للسلطة، وابتدأت في العراق حيث أسقطت عسكرياً الهيكل الإداري لنظام صدام حسين وحزبه، وألغت بجرة قلم مؤسسات مضى على تكوينها عشرات السنين منذ تأسيس مملكة العراق مطلع عشرينيات القرن الماضي».

واستدركَ في مقالته، «لكنها لم تدرك أي تلك القوى إن مجرد إسقاط هيكل الحكم لا يعني انتهاء ثقافته وسلوكياته التي تكرست في عقلية معظم الأهالي بمن فيهم الكثير من الحاكمين الجدد، وخاصة فيما يتعلق بالثوابت الأساسية، وهي النظام الديمقراطي الجديد وقبول الآخر واحترام مؤسسات الدولة والقانون المشرع».

وبين، أن «نشوء تنظيمات مسلحة خارج المؤسسة العسكرية مدعومة من السلطة يعكس هذه العقلية مهما كانت الأسباب الموجبة، بما فيها تلك التي أسسها النظام السياسي لغرض خدمته في تحقيق مآربه، خاصة تلك التي ادعى فيها احتواء العشائر وتسليحهم بوحدات تحت مسميات مختلفة».

واسترسلَ “محمود”، «وهو ما فعله نظام البعث الأول في الحرس القومي والثاني في الجيش الشعبي، وفلول الأفواج الخفيفة (الجته) في كردستان، ولاحقاً الميليشيات المسلحة التي نشأت على أسس مذهبية تحت شعارات وطنية».

ورأى أن، «ما يحدث اليوم وخاصة بعد اندلاع التظاهرات في #بغداد والوسط والجنوب العراقي، وعمليات التصفية المنظمة للناشطين في تلك الاحتجاجات فراداً وجمعاً، يؤكد أن هذا النهج ما يزال أسير ثقافة الغزو التي رافقت المجتمعات عبر آلاف السنين، وتسببت في انتاج الانقلابات والميليشيات والقتل باسم الرب تارة، وباسم القومية تارة أخرى».

واختتمَ المقالة بالقول، «وهي اليوم وبدون استثناء، استنساخ لعمليات وفعاليات القاعدة و #داعش، وما يحصل الآن من اختراق للقانون تحت مختلف التسميات خارج المؤسسة العسكرية، إنما هو امتداد لفكرة الغزو البربري والإرهاب الداعشي، وإن اختلفت التسميات»

تحرير – ريان جلنار


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة