طريق M5 عصب اقتصاد دولي يعبر سوريا… تعرّف على مميزاته وأهميته

طريق M5 عصب اقتصاد دولي يعبر سوريا… تعرّف على مميزاته وأهميته

تنتظر الحكومة السورية مكاسبَ ميدانيةً، بعد سيطرة قواتها بدعم من روسيا، على الطريق الدولي الواصل بين جنوب وشمال سوريا والمعروف باسم (M4).

تحمل هذه السيطرة، التي جاءت بعد معارك عنيفة مع مقاتلي المعارضة، بُعداً اقتصادياً لما يملكه هذا #الطريق من أهمية #اقتصادية تجعل الجهة المسيطرة عليه تمسك بعصب البلاد وحركتها #التجارية.

ماذا تعرف عن طريقيّ M4 و M5؟

يوجد في #سوريا طرق #دولية عدّة، أبرزها طريق “M4” والذي يعني المدن الأربع التي يمر بها «الحسكة، الرقة، حلب واللاذقية»، في حين يعني الطريق M5 المدن الخمس التي يمر بها «درعا، دمشق، حمص، حماة، إدلب، وحلب».

ويدخل طريق #M4 الأراضي السورية من الحدود العراقية من #معبر_اليعربية، ويمر من مدن #الحسكة، والرقة، وحلب، واللاذقية ليصل البحر المتوسط غرب سوريا.

بينما الطريق #M5 يدخل سوريا من الحدود السورية الأردنية، محافظة درعا، ويمر بالعاصمة #دمشق من جهة مدينة حرستا، ثم يمر من حمص وحماة ومحافظة إدلب من جهة معرّة النعمان، ليستمر نحو دوار «الموت» في مدينة حلب، وبعدها نحو الحدود #التركية.

ويُعرف هناك باسم «طريق حلب – غازي عنتاب» الدولي، وهو من أهم الطرق السورية على الإطلاق، كونه يربط العاصمة #دمشق بالأردن وتركيا، كما أنّه يصل إلى #العراق والساحل عندما يتقاطع مع الطريق M4 في مدينة #سراقب بريف إدلب.

الطريق M5 على خطوط التجارة الدولية

في عام 2010 مرَّت 140 ألف #شاحنة من الطريق الدولي M5 تحمل بضائع مختلفة، وكانت الخطة الاقتصادية تقوم على رفع عدد الشاحنات، التي تمر من هذا الطريق إلى ربع مليون شاحنة سنوياً ليكون الطريق الأهم في #سوريا.

ويربط الباحث الاقتصادي «يونس الكريم» في تصريح لموقع «الحل نت»، أهمية طريق M5 عن طريق M4 بأسباب عدّة، يأتي على رأسها طول الطريق الذي يجعله واصلاً بين أقصى شمال وجنوب سوريا.

إضافةً إلى أنّه يرتبط بالشمال بدولة ذات اقتصاد ناشئ ومتسارع النمو مثل تركيا، مع دول أخرى ذات استهلاك عالٍ مثل الخليج العربي، لذلك يُعتبر هذا الطريق بوابة لنقل البضائع التركية والأوروبية براً نحو الخليج العربي والدول العربية من خلال #تركيا، ولا سيما أنّه أقصر وأسرع من الطرق الموازية الأخرى، بحسب «كريم».

ويردف الباحث، أن طريق M4 لا يُعتبر جاهزاً حالياً من الناحية الاقتصادية، لأن نهايته من الغرب تكون في ميناء #اللاذقية الصغير، وغير القادر على تحمّل ضغوط النقل والتوريد، في حين أن نهايته من الشرق تتصل بالعراق الذي يعاني من حروب أهلية واضطرابات، وإيران التي تُعاني من عقوبات دولية، والأهم من ذلك أن ملف طريق M4 لم يُحسم بعد بسبب صراع القوى الدولية عليه ما يجعله غير آمن لحركة التجارة، وكل ذلك يزيد من أهمية طريق (M5).

كما أن طريق M5 يمر من مدن كُبرى رئيسة في سوريا، وهي بحاجة إلى #إعادة_إعمار مثل حلب وحمص وريف دمشق، على عكس M4 الذي يمر من مدن لا تحظى بأهمية كبيرة دولياً.

على المستوى السوري المحلي، فإن نقل البضائع والمسافرين تم اختصاره حتّى النصف، وبالتالي تقليل تكاليف النقل وتنشيط حركة نقل البضائع، إذ تحتاج الحافلة بالسرعة المتوسّطة إلى أربع ساعات ونصف للانتقال بين مدينتيّ دمشق وحلب عبر الطريق M5 في حين أنّها كانت تحتاج إلى نحو 10 ساعات عن طريق خناصر الفرعي البديل، بحسب الباحث الاقتصادي.

أهمية اقتصادية بالغة وخطط دولية للاستفادة من طريق (M5)

أمّا عن أهمية الطريق M4 فيشرح الباحث «يونس الكريم» أنّه في العراق، يتركّز النفط في الشمال والجنوب، لذلك تُعتبر منطقة وسط العراق أو «المثلث السني» هي منطقة خط لنقل الطاقة، وهي بدورها ملاصقة لطريق M4، موضحاً أن هذا الطريق يربط إيران والعراق بالبحر المتوسّط ولبنان.

ويتابع أن إيران تسعى للوصول الآمن إلى المياه الدافئة في حين تسعى كل من تركيا وروسيا إلى تمرير خطٍ بري للغاز المسال على ذات الطرقات، كما أن هذا الطريق يُعتبر مختصراً وسريعاً فيما لو تمت مقارنته بطرقات الأردن والعراق الدولية.

ويشير الباحث الكريم، إلى أن هذا الاهتمام الدولي بهذين الطريقين، يأتي لأهميتهما في نقل الطاقة وربط البحر المتوسط بدول عربية عدّة، إضافةً إلى إعادة التموضع الاقتصادي والفوائد المالية من رسوم العبور في الطريقين.

كما أن امتلاك سوريا للواجهة البحرية على المتوسط، يزيد من أهمية الطرقات الرئيسة بالنسبة للاقتصادات الناشئة في الدول المحيطة بسوريا مثل إيران، وتركيا، ودول أوروبية بحسب «الكريم».

ويؤكد الباحث أنه منذ عام 1950 كان مخطّطاً لسوريا، لأن تكون مركز لنقل الطاقة، ولكن حينها تم استبدال الطريق البرية بالطرق البحرية، غير أنّ الكلفة المرتفعة والزمن الطويل في النقل، أدّى لإعادة التفكير في الطرق البرية، التي تختصر الوقت من 21 يوماً إلى تسع ساعات بالنسبة لنقل الغاز المسال.

ماذا عن اتفاق سوتشي؟

كان الطريقان M4 – M5 حاضران في اتفاقية #سوتشي، التي وقّعها الرئيسان التركي، رجب طيب #إردوغان، والروسي، فلاديمير #بوتين، في أيلول 2018، وتهدف إلى «إنشاء منطقة منزوعة السلاح»، ووقف القتال في الشمال #السوري.

ولم يتم الالتزام بهذا الاتفاق لا من ناحية #وقف_إطلاق_النار، ولا من ناحية التعامل مع الطرقات الدولية، فالاتفاق ذاته نصَّ على استعادة حركة الترانزيت عبر الطريقين M4 – M5 في موعدٍ أقصاه نهاية عام 2018، ما يعني تحييد الطريقين عن العمليات العسكرية، لكن ذلك أيضاً لم يتم تطبيقه، كما هو الحال في بند وقف إطلاق النار ضمن اتفاقية سوتشي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.