خاص – الحل نت

في الحقيقة، ليس بالأمر الخفي مسألة تداول اسم “مصطفى الكاظمي” من أجل إناطته برئاسة #الحكومة_العراقية الجديدة، بعد استقالة “عادل عبد المهدي” مطلع ديسمبر الماضي.

جرى تداول اسمه حتى قبلاً من مجيء #محمد_توفيق_علاوي وتكليفه برئاسة حكومة البلاد في فبراير الماضي، بل كان “الكاظمي” حتى يومين قبل تكليف “علاوي” هو الأقرب إلى رئاسة الحكومة.

“الكاظمي”، هو رئيس #جهاز_المخابرات العراقي، من تولّد بغداد عام (1967)، ولديه شهادة في القانون، كانَ مُعارضاً لنظام #صدام_حسين،  عاشَ في المنفى، وكان رئيس مؤسّسة “الذاكرة العراقية”.

لم يتم قبول “الكاظمي”، وتم ترشيح “علاوي”؛ لأن الأطراف/ القوى الشيعيّة المُقرّبة من #إيران تقف بالضد منه، لكن ذاك لم يكُن بتلك الحدّة (الكبيرة) التي برزَت علانيّة اليوم بالضد منه.

تلك المعارضة له جاءت بعد إعادة تداول اسمه كأبرز المرشّحين خلفاً للمنسحب من تكليفه “علاوي”، والنبرة الأكثر تهجّماً عليه كانت أمس الأول من قبل ميليشيا #كتائب_حزب_الله في #العراق.

قالَت الميليشيا، إن «تكليفه إعلان حرب على الشعب العراق»، واتهمته بمقتل قائد #فيلق_القدس الجنرال #قاسم_سليماني، ونائب رئيس هيئة #الحشد_الشعبي، القيادي #أبو_مهدي_المهندس.

لماذا تتوجّس منه وتحذّر من ترشيحه الكُتَل الخاضعة لـ #طهران؟، لأنه وبكُل بساطة، لديه علاقات جيّدة مع #واشنطن، وهو يميل للفكر (العلماني)، وتسنّمه لجهاز المخابرات في (حزيران 2016) جاء من قبل #حيدر_العبادي.

لنُفصّل المشهد أكثر، “العبادي” رئيس الوزراء الأسبق، تعتبره طهران يتواجد في محور #أميركا، وليس في محورها، بالتالي تعيينه لـ “الكاظمي”، معنى ذلك، أنهُ بوساطة أميركية، وهو ما قالته صراحةً بعض الأحزاب الشيعيّة الموالية لإيران.

ما يزيد من قلق القوى الشيعية والميليشيات المسلّحة منه، كتابته على مدى سنوات لموقع “المونيتور” الأميركي، ناهيكَ عن عمله في التسعينيات مع #برهم_صالح في مجلّة واحدة إبان نظام صدّام، وهي التي تضع “صالح” أيضاً في محور واشنطن.

«كُنتُ قد بحثتُ عنه منذ ظُهر الأمس، فلم أجد عنه في “جوجل” معلومات ترتقي إلى حتى تقرير أو ورقة بحثيّة من صفحات ثلاث في مجال عمله ضمن الحكومة العراقية، وفي إطار تخصّصه بجهاز المُخابرات».

قال “علاء مصطفى”، ويُضيف «في العُرف السياسي، هكذا رجلٌ كتوم، ولا معلومات مكشوفة عنه، هو المطلوب، وهو الناجح، ناهيك عن خبرته في حل قضايا النزاع على امتداد سنوات، هي مؤهلات تعزّز شخصيته في الإدارة».

«تلك المؤهلات، بالإضافة إلى شحّة المعلومات المتوفّرة عنه، ناهيك عن عدّة مؤلفات له تميل للصبغة (العلمانيّة) لا (الإسلام السياسي)، تُثير الريبة والقلق الكثير منه عند الفصائل المسلّحة والقوى الشيعيّة».

ويُكمل أُستاذ “الإعلام السياسي” حديثه لـ “الحل نت” قائلاً: «الأهم من كُل ذلك، هوُ سعي “الكاظمي” إلى حصر السلاح الخارج عن إطار الدولة، لكنه بمفرده لا يستطيع».

«لذلك تتخوّف تلك الفصائل من قيادته الحكومة إن تم تكليفه؛ لأنه حينها ستتوفّر له كل الأدوات لتطبيق مسعاه بسحب السلاح منها، وربما ملاحقتها؛ لذلك هي ترفضه، وتحاول قطع الطريق عليه مُسبقاً»، يُوضّح “مُصطفى”.

ما يُرجّح كلام “مصطفى” الأخير، هو بيان “جهاز المخابرات العراقي”، الذي جاءً رداً على تصريحات ميليشيا الكتائب بحقه، حيث وصفَها البيان بـ «الخارجة عن القانون»، وتهدف إلى «تهديد السلم الأهلي وإيذاء سمعة الأجهزة الأمنية».

مُهدّداً بـ «الملاحقة القانونية لكل من يستخدم حرية الرأي لترويج اتهامات باطلة تضر بسمعة الجهاز وواجباته»، ويقصد “الكتائب”، مُؤكداً أن «الواجبات تحدّدها مصالح العراق لا انفعالات واتهامات الخارجين على القانون».

و “كتائب حزب الله” هي ميليشيا مُسلّحة خاضعة لـ إيران، تُتّهم بمسؤوليتها عن قنص المتظاهرين العراقيين في #بغداد في (أكتوبر  من العام المنصرم)، ما أدى إلى مقتل نحو /100/ شخص وإصابة /6/ آلاف آخرين، جراء قمع هذه الميليشيا للمحتجّين.

وكانت #وزارة_الخزانة الأميركية، قد وضعَت الميليشيا على لائحة “الجماعات الإرهابية” في (يوليو 2019)، نظراً للأنشطة الإرهابية التي قامت بها في العراق و #سوريا، بحسب واشنطن، كما أدرجت في (26 فبراير الماضي)، الأمين العالم للميليشيا، #أحمد_الحميداوي، على لائحة الإرهاب أيضاً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.