الأسواق، والعديد من المحلات طالها الإغلاق بقرارات من الحكومة ضمن جملة إجراءات التصدي لتفشي فيروس كورونا، ما جعل عملية التسوق صعبة جداَ، بينما زاد حظر التجوّل والوقت المحدد للتنقل مع تقطيع أوصال الأرياف عن المدن، من مشكلة قدرة الأشخاص على التنقل للتبضع أو شراء ما يحتاجونه، ليكون الإنترنت ملاذهم الوحيد تقريباً لبعض المنتجات.

وشهدت #سوريا نقلة بالتسويق عبر الإنترنت خلال السنوات الـ9 الأخيرة بسبب الظروف الأمنية، ما دفع العديد من المطورين لإطلاق تطبيقات كأسواق افتراضية (متاجر إلكترونية)، يمكن التبضع من خلالها دون الحاجة للنزول إلى #الأسواق، لكن طالما كانت مشكلة هذه التطبيقات ضعف الإنترنت، وعدم وجود نظام دفع إلكتروني في سوريا، وترويج يجعل التوجه للمتاجر الإلكترونية ثقافة تسوّق لدى السوريين.

نقلة نوعية

شريحة جيدة من موظفي محلات الألبسة والعصرونيات وعدد من المهن الحرة انتقلت من العمل الفعلي إلى العمل الافتراضي كنقلة نوعية لم تكن متوقعة نهائياً بالنسبة لهؤلاء، وفقاً لخبير التسويق الإلكتروني (جهاد. م)، والذي يدير مجموعة عبر الـ«فيسبوك» مفتوحة لبيع وشراء كل شيء جديد أو مستعمل، والذي قال إن «الأعضاء الجدد الصغار في العمر زادوا جداً خلال شهر، وزادوا من نشاط المجموعة عبر عرض بضائع محلاتهم في الصالحية أو الحريقة أو #باب_توما وغيرها من أسواق».

يرى «جهاد» في هذه النقلة، أنها ساهمت في الحد من بطالة بعض الشبان الذين يعملون بهذه القطاعات، مشيراً إلى نشاط قطاع توصيل الطلبات بالتوازي وعلى نحو كبير، حيث بات كل محال بحاجة مسوق وعامل توصيلات، وهي أيضاً قطاعات ساهمت بالحد من #البطالة وخفض خسائر التجار نوعاً ما، علماً أن التوصيلات محدودة جغرافياً نتيجة الحظر الموجود إما ضمن مراكز المدن، أو بين مدينة وأخرى عبر #شركات_الشحن التي ما تزال تعمل.

نما قطاع التوصيل بشكل ملحوظ في جميع قطاعات #التجارة تقريباً التي أغلقت محلاتها، ولكنه نما أكثر حتى في القطاعات التي لم يطالها الإغلاق كالمطاعم والسلع الأساسية والخضار واللحوم، وحتى الصيدليات، نتيجة الخوف من #التجول والاحتكاك وانتقال العدوى، وفقاً للكثير من أصحاب المحلات الذين التقاهم موقع «الحل نت» في العاصمة #دمشق.

النمو محدود

يؤكد الخبير في التسويق، أن #التسوق_الإلكتروني نما أكثر عبر وسائل التواصل الاجتماعي في سوريا في حين كان نموه أقل في التطبيقات الذكية والمواقع الإلكترونية، وخاصة في قطاع شراء المستلزمات المنزلية، بينما كان #الانتعاش لتطبيقات النقل أكثر مع توقف حركة النقل العامة، واستغلال أصحاب التكاسي العامة للحالة وطلب مبالغ كبيرة من الزبائن.

وأضاف أن #السوريين، يفضلون شراء المستلزمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من سبب، منها قدرتهم على معاينة البضائع عبر طلب صور لها، وإمكانية #التفاوض على السعر مع البائع كما هو الحال في الأسواق الفعلية، إضافة إلى أن إمكانية التفاعل مع المعلقين على البضائع إن كانت لهم تجارب سابقة معها أم لا، بينما التفاعل بين البائع والشاري بقي موجوداً ليزيد من الثقة أكثر نتيجة الإجابة عن التساؤلات، ومن إحدى الميزات أيضاً، أن يستطيع الشاري رفض البضاعة إن وصلته بشكل مختلف عما هو موضح بالصور.

احتمالات النصب والاحتيال

على الرغم من أن العديد من السوريين يجدون بما سبق ضمانات لجودة ما اختاروه، إلا أن «جهاد» يؤكد أن #البيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أوقع البعض من السوريين ضحايا للنصب و #الاحتيال، وخاصة أن أغلب المسوّقين يقومون بالترويج عبر حسابات وهمية، وأغلب من يقعون #ضحايا هم من تصلهم البضائع عبر شركات الشحن ضد الدفع، أيّ أنهم لا يستطيعون تسلم البضائع إلا عند دفع ثمنها للشركة، وهنا تكون المشكلة.

وتابع حديثه «غالباً تصل بضائع غير التي عرضت لهم، أو ذاتها لكن بجودة منخفضة، أو تالفة، وهنا لا يمكن تبديلها أو إلغاء طلب الشراء»، مشيراً إلى أن «الشراء عبر التطبيقات الذكية أفضل وأضمن كون التطبيق يكون أكثر حرصاً على سمعته وزبائنه، وحاصل على تراخيص رسمية تجعل الشكوى أسهل، لكن في #سوريا لم تنمو هذه #التجارة كما يجب رغم الحاجة إليها لأسباب عدّة.

ومن الأسباب التي تحدث عنها، هي غلاء #أسعار المعروضات، ومحدوديتها بشكل كبير، وعدم وجود تطبيقات كسبت شهرة أو موثوقية عالية رغم وجود العشرات منها، إضافة لغياب العروض على هذه المنصات، وطلب بعض التطبيقات أجرة التوصيل من الزبائن.

وتعاني سوريا من بنية تحتية قادرة على دعم التسوّق الإلكتروني إلى الأمام، وخاصة عدم وجود دفع إلكتروني بعد رغم وجود بوادر بهذا الاتجاه تتعلق بدفع #الفواتير، وحديث عن شراء السلع الأساسية دون دفع مبالغ نقدية، بآلية لم يكشف عنها بعد، إلا أن التحدي الأكبر هو القدرة على حماية بيانات الزبائن ومبالغهم عبر #البطاقات من المخترقين.

نصائح عامة

وقدم هنا (جهاد. م) نصائح عامة، لتسوق آمن، تتطلب بداية أن يكون الاتصال بالإنترنت من مكان موثوق وليس مكان عام، أو من الـ4G الخاصة بالهاتف الجوال ذاته تحسباً من أيّة عملية اختراق، إضافة إلى التسوق من الأجهزة الخاصة بالشخص نفسه.

وأشار إلى ضرورة التأكد من أن الموقع الذي يتسوق منه الشخص آمن وموثوق، فإن كان موقعاً معروفاً التأكد من الرابط واللوغو الخاص، وإغلاق الموقع في حال طلب معلومات غريبة أو بدأت نوافذ الإعلانات تنبثق منه على شكل تابات جديدة في المتصفح. مؤكداً على ضرورة التأكد من ظهور رمز القفل في شريط العنوان بالمتصفح، كما يجب الانتباه إلى أي تحذيرات أخرى بشأن الأمان قد تنبثق عن المتصفح، والتحقق من كشف حساب البطاقة على الأقل مرة واحدة في الشهر، وتفعيل خاصية استلام الإشعارات عند إجراء أيّة عملية دفع.

ولمنع تعرّض المتسوق للغش، خاصة بمثل هذه الأوقات، أكد الخبير على:

1 – ضرورة التجول بين أكثر من متجر إلكتروني لمشاهدة القطعة ذاتها، وتقييماتها قبل الشراء، ومقارنة الأسعار والمواصفات.

2 – التسوق من متاجر لها سمعتها ومعروفة ولدى أغلب الناس تجارب سابقة معها، وقراءة شروط البيع والاسترجاع، وآلية التوصيل.

3 – ضرورة الاحتفاظ بأمر الشراء عبر طباعته ونسخه على الحاسوب.

4 – الشراء من شركات معروفة، لها تاريخ واسم عريق بالمنتجات التي تشتري، وإن كان الشراء من بلد آخر، يمكن البحث عن الشركة والمنتج عبر الانترنت، والتعرف على سمعة الشركة ميزات المنتج وعيوبه مسبقاً، فأنت لا تجني نقودك بسهولة، والوقت الحالي لا يسمح بهدر الأموال.

ويعتبر عدم وجود قدرة على معاينة #البضائع بشكل جدي وواضح قبل الشراء، إحدى ثغرات التسوق عبر الإنترنت، ما يهدد بوقوع الزبائن فريسة للغبن والغش، وهو أمر يمكن التأكد منها بخطوات بسيطة ذكرها الخبير أعلاه، أو عبر السؤال عن المنتج عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.