بدأ السوريّون في مناطق سيطرة «الحكومة السوريّة» بالتوجه لمراكز الاقتراع الأحّد، لانتخاب مجلس شعب جديد، بعد مرور أربع سنوات على آخر انتخابات برلمانيّة شهدتها البلاد، ذلك في وقت تعصف الأزمات من كل جانب المواطن السوري، الذي يتسائل عن جدوى صوته في اختيار ممثليه الذين لا يجيدون سوى التصفيق منذ عقود.

أزمات عدّة تعصف في البلاد خلال الفترة الأخيرة ليس أبرزها انتشار فيروس #كورونا التي بدأ يفتك بالمحافظات السوريّة شيئاً فشيئاً، فالتدهور الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، هو أكثر ما يؤرّق المواطن السوري، الذي بات لا يجد ما يشتري به الطعام ويؤمّن به الخدمات الأساسيّة للعيش، فعن أي انتخابات تتحدثون يا سادة.

منفصلاً بذلك عن واقع بلاده، ومتجاهلاً أزمات أبناءها خرج “بشار الأسد” صباح اليوم بالزي الرسمي ليدلي صوته رفقة زوجته “أسماء الأسد”، للدور التشريعي الثالث، وذلك في المركز الانتخابي بوزارة شؤون رئاسة الجمهورية، حيث حرصت وسائل الإعلام الموالية على نشر صور السيّد الرئيس الذي يدعم الانتخابات الديمقراطيّة، في مشهد اعتبره «ناشطون» ضرباً من الانفصال عن واقع البلاد وطريقة حكم الأسد لها منذ ما يزيد عن عقدين.

وتعتبر هذه ثالث انتخابات يتم تنظيمها منذ اندلاع «الثورة السوريّة» عام 2011، لتتحوّل بعدها إلى نزاع تسببت فيه السلطة الحاكمة بقتل وتهجير ملايين السوريين عن بلادهم، وهم خارج حسابات الحكومة في تلك الانتخابات، إذ لا يمكن للسوريين وبينهم ملايين اللاجئين المشاركة فيها.

السلطة الحاكمة في البلاد ماضية في سياستها التي بدأتها قبل تسعة أعوام، دون الاكتراث للتفاوض مع «المعارضة» للتوصل إلى حلٍ سياسي، ما يضمن في أدنى الطموحات، عودةً آمنة لملايين المهجّرين قسراً عن بلادهم، هي سياسة البقاء للأبد مع إحالة الحكم الفعلي للبلاد إلى روسيا وإيران، والتي يؤكد مراقبون بأن قرار إجراء أي نوع من الانتخابات في سوريا ليس قراراً سوريّاً بالضرورة، مع توسع النفوذين الروسي والإيراني في البلاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.