ينتشر في مناطق شمالي وشرقي #سوريا، تربية أنواع مختلفة من #الخيول العربية الأصلية، نظراً لتوفر المراعي الخصبة والمياه، والمناخ المعتدل، إضافة لرحابة السهول التي توفر للخيول ساحات للعب، وميادين الجري والسباق.

وتوارث عدد كبير من أهالي مدينة #الرقة، مهنة تربية الخيول الأصيلة من آبائهم وأجدادهم، وتعد مدينة #دير_الزور، ثاني منطقة تشتهر بتربية الخيول الأصيلة بعد منطقة حائل في #نجد السعودية، إذ توفر المهنة دخلاً ممتازاً للمربين، ما جعلها مهنة أساسية، وهواية للبعض في ريف الرقة.

وتضررت المهنة خلال سنوات #الحرب التي شهدتها المدينة، وواجهت عقبات أبرزها تهريب الخيول لخارج المدينة، وعدم توفر مستلزمات التربية وارتفاع أسعارها، بالإضافة لغياب جهة تقوم على دعم المهنة وتنظيم شؤونها.

مقومات تربية الخيول… أسعارها وأبرز أنواعها في سوريا

“أمين الحسون”، مربي خيول من مدينة #الطبقة، قال لموقع (الحل نت) إن «الخيول تحتاج إلى مراعي خصبة وسهول رحبة ملائمة للتجول واللعب، كتلك التي تنتشر في اغلب المناطق الريفية بالرقة، كما تحتاج الخيول إلى مضمار خاص للجري والسباق».

كما تحتاج التربية إلى أدوات ركوب كالسرج واللجام، وبيطار (صاحب مهنة تركيب حوافر) لتحذية الخيل والعناية بحوافره، تجنباً لأضرار قد تصيب ساقه، بالإضافة لأطباء بيطريين وأدوية ولقاحات ضرورية، بحسب الحسون.

وعن أنواع الخيول في الرقة، أشار الحسون إلى أن «هناك خمس سلالات من الخيل الأصيل، كانت تنتشر بكثرة في عام 2012 بالرقة وهي، العبية والكحيلة والحمدانية والصقلاوية والهدباء، وتختلف أسعارها بحسب العمر واللون والنسب والجنس».

إذ يبلغ سعر رأس الخيل الواحدة حالياً، بين خمسة إلى عشرة آلاف #دولار أمريكي، ونظراً للصعوبات، التي تواجه المهنة اتجه بعض المربين والتجار لبيع خيولهم لخارج المدينة، ما تسبب في تقليص عددها في المنطقة.

التحديات قلصت عدد الخيول في الرقة إلى ربع ما كانت عليه في 2012

وقال “عبد الرزاق الجميلي” وهو تاجر خيول من الرقة،  لـ (الحل نت) إن «تحديات عدة تواجه المهنة في الرقة وأبرزها، نقص مستلزمات التربية الأساسية وارتفاع أسعار العلف، حيث نعاني من نقص في الأدوية واللقاحات الضرورية».

كما يعاني مربو الخيول، من نقص الأطباء البيطريين المختصين في علاج الأحصنة، إذ نضطر لنقل الخيل المريضة إلى مدينة #الحسكة أو مناطق سيطرة #الحكومة_السورية، لتلقي العلاج، بحسب الجميلي.

وأردف أن «المشاكل والتحديات التي واجهت المهنة كانت كفيلة بتقليص عدد الخيول في الرقة للربع تقريباً، إذ بلغت اعداد الخيول في عام 2012، 2600 رأس خيل، أما الأن فلا تتجاوز أعدادها 110 راس».

وأوضح «كنت أملك خمسين خيلاً اضطررت لبيعها ولم يبقى لدي سوى خمسة وأواجه صعوبة في تأمين مستلزماتها، فتكلفة تحذية الخيل الواحد تجاوزت ثلاثين ألف ليرة سورية، وكانت سبعة آلاف، كما تضاعفت تكلفة تفصيل السرج وللجام».

«في السابق كانت في المدينة 7 مضامير للسباق والتدريب، والآن لا يوجد ولا مضمار جاهز، ما يدفعنا إلى تنظيم سباقات ودية بين المربين وبمضمار غير مناسب، ما قد يؤدي لإصابة الخيل أو ضرر في حوافرها، إذ تحتاج الخيل إلى مضمار خاص بتربة ناعمة لإظهار سرعتها دون التعرض للأذى».

تهريب الخيول إلى العراق.. وإغراء المربين بالمال

تكررت في الآونة الأخيرة، ظاهرة بيع الخيول وتهريبها إلى خارج المدينة عبر تجار من #العراق، بحسب “حميد الهيبي”، مربي خيول من المنصورة.

وقال الهيبي لموقع (الحل نت) إن «تُجاراً من #العراق يأتون للمدينة بهدف شراء خيوليها بعد اطلاعهم على واقع معيشتها الصعب، إذ يغرون المربين بأسعار خيالية، ونظراً للتكلفة الكبيرة وكون أن المهنة باتت تسبب خسارة للمربي، يقوم ببيع خيله مقابل مبلغ يصل إلى عشرة آلاف دولار».

«وينقل التاجر الخيول إلى العراق بدون أية مشاكل، إذ أن #الإدارة_الذاتية، تمنع خروج الأغنام من المدينة فقط، ولا تهتم بالخيول، التي بلغت أعدادها بالمدينة 110 رأس موزعين على مناطق الجرنية والسحلبية في الريف الغربي وعدة مزارع شرقي الرقة»، بحسب الهيبي.

لا داعمين وتربية الخيل تأثرت بالحرب وسيطرة داعش

ولفت مربي الخيول “حميد الهيبي” إلى أنه «لا توجد جهة داعمة لمهنة أو هواية تربية الخيل، وإن استمر الحال هكذا ستنقرض الخيل من المنطقة».

وتابع أنه «منذ سيطرة #قوات_سوريا_الديمقراطية، على الرقة وتعاني المهنة من التهميش ولا سيما من لجنة الرياضة والشباب التي تدعم الرياضات الأخرى دون التطرق لمسابقات الخيل، و تقتصر السباقات على جهود ومبادرات شخصية ودية بهدف الحفاظ على نفسية الخيل وقدرته على السباق».

وبلغت عدد الخيول الأصيلة المسجلة في سوريا قبل عام 2011، 5033 خيل، منها 2932 إناث و 2101 ذكور، وفقاً لكتاب الأنساب العاشر للخيول العربية الأصيلة الصادر عن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بعام 2011.

وتعرضت ثروة الخيول الأصلية لخسائر فادحة من بداية الحرب في سوريا، لا سيما حين سيطرة تنظيم “داعش” على مدينة الرقة، الذي نقل أنذاك عدداً كبيراً منها إلى #العراق، بالإضافة لحوادث النهب على يد الأطراف المتنازعة، ونفوق أعداد كبيرة منها نتيجة للقصف الذي تعرضت له المدينة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.