وكالات/ متابعات

لا تزال التجاذبات السياسية اللبنانية تحول دون حل عقدة التشكيل الحكومي التي ينتظرها اللبنانيون، إذ رُغمَ مرور أشهر على تسمية سعد الحريري كرئيس مكلف بتشكيل الحكومة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حالت الخلافات السياسية، والشروط التي فرضها المتخاصمون دون قدرة الحريري على إنجاز مقترحه بتأليف حكومة اختصاص من 18 وزيراً.

في سياق الجهود المبذولة لتذليل العقبات أمام خروج الحكومة اللبنانية الجديدة إلى الضوء، زار وفد من تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وأكّدَ أعضاء الوفد الذي ترأسته بهية الحريري على حرص رئيس الوزراء المكلف على “حقوق جميع اللبنانيين الذين نبذوا الطائفية المدمرة”.

مع العلم أن وفد المستقبل، يقوم بجولة على المرجعيات الدينية في #لبنان، إذ بعد زيارته لمفتي الجمهورية، من المتوقع أن يزور البطريرك الماروني بشارة الراعي، يوم الاثنين المقبل، كما سيزور راعي أبرشية #بيروت للروم الأرثوذوكس المطران إلياس عودة، يوم الثلاثاء المقبل.

بدوره بحث رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مسألة تشكيل الحكومة مع البطريرك بشارة الراعي خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، أمس الخميس.
بينما استقبل الراعي مدير عام الأمن اللبناني اللواء عباس إبراهيم، الذي دخل مؤخراً على خط الوساطات والمشاورات القائمة في سبيل حل عقدة تشكيل الحكومة اللبنانية، وذلك بحكم علاقاته مع غالبية الأطراف السياسية الفاعلة على الساحة.

إلى ذلك وصف اللواء إبراهيم اللقاء الذي جمعه بالراعي أنه كان مفيداً، وأضاف أن :” أي شخص يريد العمل لمصلحة لبنان يأخذ الدفع من غبطته.” كما أشار إلى اللقاء تطرق إلى مسألة تشكيل الحكومة والعقبات التي تواجهها، شارحاً الدور الذي يقوم به :” أنا أتولى جزءاً من المساعي وغبطته يتولى الجزء الآخر لذلك لا بد من التلاقي من حين لآخر لاستكمال الجهور على أمل أن تتحسن الأمور.”

إلى ذلك شهدت “بكركي” مقر البطريرك الماروني خلال اليومين الماضيين، توافد عدد من الوفود السياسية والشعبية، لدعم مواقف البطريرك الماروني، ومساندة النداء الذي أطلقه، إذ استقبل الراعي، أول أمس الأربعاء، وفداً من “حزب القوات اللبنانية”، كما استقبل، أمس الخميس، وفوداً تمثل كل من ” لقاء سيدة الجبل” و” التجمع الوطني” و” حركة المبادرة الوطنية” وضمت الوفود شخصيات مسيحية ومسلمة، أكّدت على دعم الراعي، والوقوف إلى جانبه في مواقفه الأخيرة، كما أشار وفد “حركة المبادرة الوطنية” إلى التحضير لتجمع شعبي حاشد يوم السبت القادم في بكركي من أجل دعم مواقف البطريرك ومساندته.

من جهته شدّدَ البطريرك الراعي في تصريحات له على أهمية الحياد وضرورته بالنسبة للبنان، واعتبر أنه:” في زمن الحياد كان لبنان يعيش الازدهار والتقدم، وخسرنا كل شيء عندما فُرض علينا ألّا نكون حياديين.” وأضاف مُجدداً الدعوة لمؤتمر دولي:” وصلنا إلى مكان لا نستطيع التفاهم مع بعضنا البعض، لذلك كان طرحنا لمؤتمر دولي.”

من الجدير بالذكر أن لبنان يشهد أزمة تشكيل حكومي، منذ استقالة حكومة حسان دياب عقب انفجار #مرفأ_بيروت، إذ قادت المشاورات النيابية إلى تكليف الدبلوماسي مصطفى أديب بمهمة تشكيل الحكومة، غير أن فشل المهمة أدَّت لاعتذاره، وتكليف سعد الحريري بعملية التشكيل في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلا أن جهود الحريري الذي طرح تأليف حكومة اختصاص من 18 وزيراً لم تكلل بالنجاح حتى الآن، إذ لا يزال رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل يصرّان ومن خلفهما حليفهما #حزب_الله على تشكيل حكومة من 20 أو 22 وزيراً، مع احتفاظ عون بالثلث المعطل في أي تشكيلة مطروحة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.