يعيش #اللاجئون السوريون في #تركيا، ممن يعملون في المهن والحرف، وبخاصة في قطاع الإنشاءات، معاناة مريرة مع وجود عدة عقبات تقف أمامهم، لعل أبرزها التمييز العنصري في #العمل مقارنة بزملائهم الأتراك.

ويتمثل التمييز، في قلة أجور #العمال السوريين، وتلقي البعض منهم كلاماً قاسياً قد يصل إلى حد الإهانة.

وتمتد معاناة عمال #البناء السوريين بتركيا، إلى حد الاحتيال عليهم، من دون أن يكون لديهم أي وثائق ثبوتية تحمي حقوقهم في العمل، أو تضمن لهم الحد الأدنى للأجور.

وخلال تواصل مراسل موقع (الحل نت) في تركيا مع عدد من السوريين العاملين بمجال الإنشاءات، تبين أن معظمهم مرّ بمواقف مريرة أثناء #العمل بسبب بعض أرباب العمل الأتراك، الذين يستغلون حاجتهم للعمل، بعضهم تم الاحتيال عليهم، ولم يحصلوا على مستحقاتهم، وبعضهم الآخر تعرض لمواقف عنصرية.

ويعتمد قسم كبير من اللاجئين السوريين، على العمل ضمن قطاع الإنشاءات، في ظل ازدياد نشاط العمل في هذا القطاع، بخاصة في فصل الصيف، وتتنوع وظائفهم بين تمديدات #الكهرباء، والصحية، والنجارة، والدهان، وكعمال عاديين.

ولا يحمل أغلبية العمال السوريين النشطين في هذا القطاع، أذونات عمل تضمن لهم حقوقهم بأدنى متطلباتها، في الوقت الذي يعملون تحت رحمة أرباب العمل معتمدين على مبدأ “الثقة بوعودهم”.

تمييز عنصري ضد العمال السوريين

يعد مجال الإنشاءات في تركيا من بين أبرز المجالات التي توفر فرص عمل سريعة للعمال ممن يملكون حرفاً وخبرات في مجالات متعلقة به، كما أنه من المجالات الأسرع من حيث تقاضي الأجور.

وحسب حديثنا مع عدد من العمال السوريين، فإن بعضهم يتلقون أجورهم بشكل يومي، بينما آخرون يتلقونها بشكل أسبوعي مقابل عمل يبدو أنه لا يقل عن ثماني ساعات، يتخللها استراحات متقطعة كاستراحة الشاي، واستراحة الغداء.

ويقول “أبو صالح” 33 عاماً، أحد العمال السوريين في مجال الدهان لموقع (الحل نت) إن عمله بمجال الدهان مطلوب حالياً بالصيف، ويتقاضى أجراً يومياً يصل إلى 100 #ليرة تركية، على حد قول أبو صالح.

ويضيف، أن المعاملة تختلف من رب عمل تركي لآخر، ولكن لا يخلو أن يتعرض الشخص لتمييز عنصري أثناء العمل، فمنذ حوالي أسبوعين انزعج المتعهد المتعامل مع رب العمل، لأنني كنت أجلس معه وأشرب الشاي خلال الاستراحة، وسأله: «كيف يجلس العامل السوري معك ويشرب الشاي والعامل التركي يجلس لوحده؟».

وليس الموقف السابق هو الوحيد، الذي حصل مع الشاب “أبو صالح”، بل سبقه عدة مواقف، ويتابع «هناك تمييز في الأجور بين العمال السوريين والأتراك أيضاً، فمثلاً الأتراك لا يعملون إن كان الأجر اليومي يقل عن 110 ليرات، بينما يقبل العمال السوريين بأجور قليلة تصل إلى 50 ليرة تركية، رغم أن السوريين أشطر وأنشط بالعمل في مجال الإنشاءات»، على حد قوله.

لا ضمانات لعمال الإنشاءات السوريين في تركيا

يتقاضى العمال في مجال الإنشاءات أجورهم بشكل يومي أو أسبوعي، ويعملون بشكل متقطع، حسب الوقت الذي تستغرقه المشاريع التي يتسلمها رب العمل.

أما البحث عن العمل، فيكون عبر إخبار العمال لبعضهم، بالإضافة لإعلانات العمل المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل دوري.

ولا يوجد أي ضمان للعمال السوريين، سواء من ناحية استلام أجورهم، أو بحثهم عن مجالات عمل آمنة، ودائمة تناسب خبراتهم العملية، فيما يعتمد مجال العمل بالإنشاءات بشكل رئيسي، على تأمين العمالة بشكل سريع، ولفترات مؤقتة.

مئات حالات الاحتيال على يد أصحاب عمل أتراك

ومن بين الشبان السوريين العاملين بمجال الإنشاءات في غازي عينتاب، “عبد الكريم أبو محمد” 27 عاماً، حيث يقول لموقع (الحل نت) «الجيد بالعمل في الإنشاءات أن الأجور مرتفعة وأفضل من الأجور في المطاعم والمعامل».

«ولكن السيء، أن العمل متقطع ففي الشتاء يقل العمل كثيراً، كما أنه لا يوجد ضمان لاستلام الأجور دائماً، فأنا أحد الأشخاص الذين تعرضوا للاحتيال مرتين خلال عملي كعامل عادي بهذا المجال»، بحسب أبو محمد.

ويكمل، «هناك محتالين بين أرباب العمل الأتراك، يماطلون في تسليم الأجور، بحجة أن المتعهد أو المهندس المسؤول عن البناء لم يدفع لهم».

وعن الاحتيالات، التي تعرض لها الشاب يجيب أبو محمد «تعرضت للاحتيال مرتين، الأولى: كان أجري اليومي 90 ليرة تركية مع وجبة غداء وعملت لـ 15 يوماً ولم أتقاضى المبلغ».

«والحالة الثانية: كان أجري 110 ليرات تركية، وعملت لمدة خمسة أيام، ولم أتقاضى الأجر، إذ أغلق رب العمل هاتفه واختفى».

وهناك المئات من العمال السوريين مثل “عبد الكريم”، تعرضوا للاحتيال على يد بعض أرباب العمل الأتراك، مستغلين حاجتهم للعمل، وعدم امتلاكهم لأدنى حقوق العمل بسبب عملهم بطريقة غير قانونية.

الجدير ذكره، أنه لا توجد إحصائية توضح أعداد العمال السوريين النشطين في مجال الإنشاءات في تركيا، بحكم عدم تسجيل معظمهم بشكل قانوني، بالإضافة لعملهم بشكل متقطع حسب فرص العمل المتوفرة أمامهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.