تواصل المخابرات التركيّة تجنيد المقاتلين السوريين في «الجيش الوطني» بغية إرسالهم للقتال في أذربيجان ضد القوّات الأرمينيّة تحقيقاً لـ «لمصالحها التوسعيّة»، مستغلةً بذلك حاجة المقاتلين عبر إغرائهم بالمال وتحويلهم إلى «مرتزقة».

وتقول المعلومات الواردة من جبهات القتال في أذربيجان، إن أوضاع المقاتلين تسوء ما إن يصلوا إلى المنطقة، فضلاً عن أن كثيراً منهم لم يحصل على المال الذي وُعد به، حيث يتعرضون للاستغلال من قبل القادة الميدانيّين المشرفين عليهم.

وأجمع تقرير صادر عن مجلّة «نيويورك ريفيو أوف بوكس»، على أن السبب الأبرز الذي دفع هؤلاء المقاتلين للقبول بالمجيء إلى أذربيجان والمخاطرة بحياتهم في حرب لا علاقة لهم فيها هو «الحاجة إلى المال».

وتنقل المجلّة في تقريرها عن “عبد الباسط” وهو أحد المقاتلين الذي وصلوا إلى أذربيجان وينحدر من بلدة الرستن بريف حمص الشمالي، ويقول: «القتال مستمر، هناك الكثير من الرجال الذين لم نعثر عليهم، نحن وقود حرب”، كاشفاً عن سبب ذهابه للقتال بأنّ “والده اضطر الحصول على قرض كبير، ولا يكفي راتبه لسداد الدين، فذهب للقتال مرغماً لمساعدة عائلته مالياً».

وتخبر تركيا المقاتلين السوريين أن الهدف من إرسالهم إلى هناك هو حماية مواقع حدودية مقابل مبلغ مادي يتراوح بين 1500 و 2000 دولار أميركي، إلا أن مجلة ريفيو ذكرت أنه «في الواقع حوالى 50 في المائة من هذا المبلغ يتم اختلاسها من قبل القادة الميدانيين الذين يتحكمون في الرواتب» .

وعلى الرغم من أن مئات المقاتلين وافقوا على الذهاب إلى أذربيجان وليبيا سابقاً للقتال تحقيقاً للمصالح التركيّة مقابل المال، إلا أن العشرات من عناصر «الجيش الوطني» رفضوا الذهاب إلى أذربيجان للقتال، إذ تواجه المخابرات التركيّة صعوبةً في إقناع عدد من هؤلاء بالذهاب إلى أذربيجان، وذلك على عكس ما كان الوضع عليه عندما اختارت تركيا مجموعة من المقاتلين لإرسالهم إلى ليبيا.

وقال مقاتل في «الجيش الوطني» رفض الكشف عن اسمه في حديث سابق لموقع «الحل نت»: إن قادة الفصائل تحاول إغراء المقاتلين بالرواتب العالية والتي تساوي أضعاف ما يتقاضونه هنا في سوريا، ويضيف: «الوضع في اذربيجان اختلف، عشرات المقاتلين رفضوا الذهاب لأسباب كثيرة أبرزها ربما يتعلق بالجانب “الطائفي”، إلا أن آخرين ما يزالون يقدمون للحصول على فرصة للذهاب من أجل المال» حسب قوله.

وتتهم أرمينيا تركيا بإرسال «آلاف المرتزقة السوريين» إلى أذربيجان لدعمها في النزاع على «إقليم ناغورني كاراباخ».

وقدّمت الحكومة التركية طائرات بدون طيار وطائرات حربية لأذربيجان، فضلاً عن إرسال خبراء عسكريين للمشاركة بالقتال في إقليم «ناغورني كاراباخ»، التي يُديرها الأرمن ضمن منطقة جبلية انفصالية في البلاد.

الدفعة الأولى من عناصر «الجيش الوطني» وصلت لأذربيجان في الـ27 من الشهر الفائت تم نقلهم من الأراضي التركية، بعد وصولهم إليها قبل أيام قادمة من منطقة #عفرين شمال غربي #حلب.

وسحبت تركيا خلال الشهر الماضي نحو 2200 مقاتل سوريّ كانت قد جنّدتهم للقتال في ليبيا إلى جانب حكومة السراج، حيث بدأت تلك الجماعات بالعودة إلى #سوريا بشكل منظّم، في حين أكدت مصادر أن تركيا ستعيد توجيههم إلى أذربيجان.

وبلغ مجموع العناصر العائدين خلال أسبوع واحد نحو 2200، بعد تسجيل عودة 800 مقاتل وصلوا إلى #سوريا خلال اليومين الأخيرين، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عودتهم جاءت بسبب  انتهاء عقودهم.

إلا أن أنقرة تحتفظ حتى الآن بنحو 15 ألف مقاتل في “#ليبيا” استعداداً لأي انتكاسة قد تحدث في الحوار الجاري بين قوات “الوفاق” التابعة لـ “السراج” والجيش الليبي بقيادة  “خليفة حفتر”.

المرصد السوري لحقوق الإنسان وثّق مقتل ما لا يقل عن 119 مقاتلاً سوريّاً حتى الآن، وذلك ممن قضوا في المعارك الدائرة ضمن إقليم “ناغورني قره باغ”، بجانب #أذربيجان ضد القوّات الأرمينيّة.

وتسعى تركيا لاستغلال السوريين على مختلف الأصعدة، فبالإضافة إلى إرسالهم لجبهات القتال خدمةً لمشاريعها التوسّعية، فإنها تستغل اللاجئين على أراضيها ويتجاوز عددهم 3 ملايين لاجئ سوري، واستخدامهم كورقة ضغطٍ ضد الاتحاد الأوروبي، ومحاولة إجباره على عدم الاعتراض على أيّة مشاريع توسعية خارج حدود الدولة التركية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.