يُراد لـ #مهرجان_المربد الثقافي أن ينتهي فعلياً. هذه الإرادة طفَت للسطح من وزير الوزارة المعنيّة بالثقافة، إذ صرّحَ الوزير والمثقّف قبل توزيره للثقافة #حسن_ناظم بضرورة إيجاد بديل عن “المربد”.

«لا يمكن لأحَدٍ نكران أهمية “المربد” في #العراق منذ تنظيمه أول مرة قبل نصف قرن في #البصرة من قبل #وزارة_الثقافة نفسها آنذاك»، يرد مثقّفون على “ناظم” عبر منصّات التواصل.

قال “ناظم” إن: «مهرجان “المربد” فقد أهميته بعد 2003، ويجب أن يكون هناك بديل عنه»، فجوبه حديثه هذا بسخط ونقد كبيرين في الوسط الثقافي العراقي.

السخط كان لمرّتين: «مرّة لتصريحه حول “المربد”، ومرّة لكونه أكاديمي ومثقّف من نفس وسطهم، وجيء به لوزارة الثقافة لانتمائه للوسط الذي من المفترض أن ينهض به لا ينهيه»، بحسب بعض الفاعلين الثقافيين.

حطّ على أرض “المربد” أشهر الشعراء العرب بدءاً من #الجواهري و #أدونيس وليس انتهاءً بـ #نزار_قباني الذي ألقى فيه قصيدة حبّه لـ #بلقيس_الراوي فَزُوّجَت له بعد تلك القصيدة.

لم يكن الرفض لتصريح “ناظم” مقتصراً عبر منصّات #التواصل_الاجتماعي فقط، إنّما نظّم “اتحاد أُدَباء البصرة” وقفة احتجاجية رافضة له هناك في البصرة.

نُظّمت أوّل دورة لمهرجان “المربد” عام 1971 برعاية وزارة الثقافة، وأمسى عُرفاً ثقافياً يحضره أدباء وشُعراء العرب وحتى غير العرب حتى 2003، عندما أهملته الوزارة.

لكن مهرجاناً مثل “المربد” لم يتوقّف في أحلك الظروف الأمنية بعد 2003 لإهمال الوزارة له، بل نهض به مُثقّفو البلاد، بخاصّة “اتحاد الأدباء والكُثّاب” فنظّموه مُجدّداً منذ 2004، كيف له أن ينتهي؟

لذا ولأجل منع محاولات إطفاء نور “المربد” وتعتيمه نهائياً، التقى وفد من الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق واتحاد أدباء البصرة رئيسَ الجمهورية #برهم_صالح، وأكّد مساندته لهم.

اسم “المربد” لم يأتِ اعتباطاً، إنما من جذوره التاريخية التي تمتد لـ #سوق_المربد الواقع بقضاء #الزبير، إذ كان يُضاهي #سوق_عكاظ قبل الإسلام، في وقتٍ يراه مؤرّخون بأنه فاق “عُكاظ”.

في العصرين الأموي والعباسي كان “سوق المربد” محطة مهمة لمختلف الأعراق والأجناس والقوميات، فقد أقبل عليه فرس وهنود وأقباط وعرب وغيرهم من مختلف هذه البَسيطَة.

كما كان من رواد هذا السوق العتيق، شُعَراءٌ وعُلَماءٌ كبار من مثيلة #جرير و #الفرزدق و #بشار_بن_برد و #الجاحظ و #أبو_نواس و #الفراهيدي وغيرهم الكثير والكثير.

نُظّمت آخر دورة لـ “مهرجان المربد” في 2019 بحضور محلّي وعرَبي وأجنبي، وكانت نسخة 2018 الأكثر إقبالاً منذ عراق ما بعد 2003، ويُفترض أن تُنظُم الدورة الجديدة منتصف فبراير المُقبل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.