صورة “غير محتشمة” للشباب: هل بالغ مسلسل “فايروس” في استفزاز المحافظين في المجتمع العراقي؟

صورة “غير محتشمة” للشباب: هل بالغ مسلسل “فايروس” في استفزاز المحافظين في المجتمع العراقي؟

رغم نسب المشاهدات العالية، التي حصل عليها المسلسل العراقي “فايروس”، إلا أنه لاقى انتقادات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي العراقية، فقد اتهمه كثيرون بالمبالغة في طرح القضايا الاجتماعية، وخاصة موضوع الابتزاز الإلكتروني، وعلاقات الحب بين طلبة الجامعات.

عُرض مسلسل “فايروس” على قناة “Utv” العراقية، وهو من تأليف “أحمد هاتف” وإخراج “جمال عبد جاسم”، وشارك في بطولته مجموعة من الممثلين الشباب، ويتكوّن المسلسل من أربع وعشرين حلقة.

 

 المبالغة في الطرح

“علي كريم السيد”، الباحث في علم الاجتماع، تحدث لموقع «الحل نت» عن المسلسل قائلاً: «تناول “فايروس” قضايا اجتماعية مهمة وخطيرة، وأهمها مشكلة الابتزاز الإلكتروني. لكنّ الفن، كما أعتقد، سلاح ذو حدين، فقد يساهم في توعية الشباب والفتيات، حول ضرورة الحذر من هذا الموضوع، ولكنّه، بنفس الوقت، قد يلفت نظر البعض إلى تلك الممارسة، ويساهم بنشرها، خصوصاً وأن كثير من الشباب يعانون اليوم من البطالة، ولديهم وقت فراغ كبير، وسهولة في إقامة العلاقات العاطفية، وفّرتها مواقع التواصل الاجتماعي».

إلا أن “السيد” يستدرك بالقول: «الفن بطبيعته يبالغ في طرح القضايا والمواضيع الاجتماعية، ويعالجها من خلال عدسة مكبّرة، ويستعرض كل تفاصيلها، لكي يُشعر المشاهد بأهمية الحدث، ويجعله يتفاعل مع العمل، لذلك لا أجد مشكلةً في هذه التفصيلة، فطبيعة الفن تقتضي ذلك».

إلا أن “محمد هادي”، الناشط في مجال محاربة الابتزاز الإلكتروني، لا يرى أن المسلسل قد بالغ في طرح القضايا، مؤكداً لـ«الحل نت» أن «موضوع الابتزاز الإلكتروني، الذي طرحه المسلسل، حقيقي وموجود في العراق بكثرة، وتمت معالجته بشكل جيد من القائمين على المسلسل».

ويضيف “هادي” أن «الجهات المختصة بمعالجة هذا الأمر، وخاصة الشرطة، عملها بطيء للغاية، وأغلب حالات الابتزاز تنتهي بخضوع الضحية، ودفعها للمبلغ المالي المطلوب منها». لافتاً إلى أن «كثيراً من حالات الابتزاز يتم إخفاؤها من قبل الضحية، بسبب الخوف من الأهل والمجتمع، فلا يتم إبلاغ السلطات المختصّة أصلاً».

 

أسباب الرفض

“علي كريم السيد” يحاول توضيح أسباب رفض المسلسل، من قبل عدد من النقّاد والإعلاميين والمثقفين، فـ«رغم إقبال كثيرين على مشاهدته، ونجاحه بالمقاييس التجارية، إلا أنه أقلّ نجاحاً على المستوى الفني والدرامي، وتنقصه العناية بالتفاصيل، فضلاً عن تقديمه صورة مغلوطة عن مجتمع الجامعة، فعَكَسَ صورة سلبية قاتمة عن الطلبة، ولم يخلق توازناً فنياً، أو يحاول عرض النماذج الإيجابية، مثل الطلبة المتفوقين، والنشاطات العلمية والفنية، التي تُقام عادةً في الجامعات».

واتهم بعض المنتقدين المسلسل بـ«التعارض مع العادات المحافظة للمجتمع العراقي، وتقديمه صورة إباحية عن العلاقة بين الجنسين، في الجامعات العراقية».
وتدور أحداث “فايروس” في إطار اجتماعي رومانسي، متابعاً قصص عدد من الأبطال الشباب، وعلاقاتهم الاجتماعية والعاطفية، والتحولات التي أصابت هذه العلاقات، نتيجة انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

 

رأي كادر المسلسل

الفنان “محمد هاشم”، الذي أدى دور “دكتور وارث” في المسلسل، بيّن لموقع «الحل نت» أن «التجربة كانت جديدة وجريئة، وحققت نجاحاً كبيراً، وخلقت حالة من النقاش في الشارع العراقي»، معبّراً عن «احترامه لكل الآراء، وأخذها بعين الاعتبار».

“هاشم” أشار إلى أن «المسلسل حقق نسبة مشاهدة، لم يحققها مسلسل عراقي من قبل، وكانت هناك، رغم كل الانتقادات، ردود فعل ممتازة جداً من قبل العوائل العراقية»، حسب تعبيره.

أما مخرج العمل “جمال عبد جاسم” فقد أكد لـ«الحل نت» أن «تجربة “فايروس” نقلة مهمة للدراما العراقية نحو أفق جديد، ويساهم بانتشارها عربياً». مضيفاً: «لمست هذا من خلال الرسائل، التي وصلتني من عدة دول عربية، والنقد الايجابي للمسلسل، من بعض القامات الأدبية العربية».

ويوضح “جاسم” أن «”فايروس” عالج مواضيع لم يتعوّد عليه المشاهد العراقي في الدراما التقليدية، فهو قد ألف مشاهدة وجوه استًهلكت في الدراما، وأسلوب خطاب ثابت. ولذلك أثار المسلسل، مع بداية عرضه، ردود فعل معارضة، ولكن مع توالي الحلقات اتضح ما يريد فريق العمل تقديمه، وأصبح تلقي كثيرين أكثر إيجابية».

واتهم “جاسم” ما سماها «جيوشاً الكترونية» بمحاربة العمل، وسعيها لـ«اسقاط تجارب تريد الارتقاء بالمنجز العراقي عموماً، وليس الدراما فقط».

وعن إمكانية تصوير جزء ثانٍ للمسلسل قال المخرج: «هناك طلبات كثيرة من المتابعين لعمل جزء ثانٍ، وأسعى لذلك بجديّة، بالتعاون مع الكاتب “أحمد هاتف”».

«أطمح وأتمنى أن يكون هناك جزء ثانٍ من “فايروس”، كما أن كل الممثلين في المسلسل يتمنون ذلك»، بقول الفنان “محمد هاشم”، ويكمل: «عن نفسي سعيدٌ جداً بالتجربة، وفرحٌ بردود الأفعال الإيجابية، والنجاح الكبير، الذي حققه المسلسل».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.