7 سنوات مرت على قرار حظر الطيران العراقي، المتمثل بـ “الخطوط الجوية العراقية” من التحليق في سماء أوروبا، من قبل وكالة سلامة الطيران الأوربية، فما الأسباب التي تمنع “الناقل الأخضر” من العودة للتحليق فوق القارة العجوز؟

في عام 2015، جرى حظر “الطائر الأخضر” من الطيران في سماء أوروبا؛ بسبب عدم استيفاء معايير المنظمة الدولية للطيران المدني، مما سبب سخطا كبيرا في الشارع العراقي، الذي اتهم الجهات المعنية بالتقصير.

مطلع شهر حزيران/ يونيو الماضي، جددت وكالة سلامة الطيران الأوربية، التأكيد على حظر الخطوط الجوية العراقية في أجوائها، وقالت إنه سيستمر لحين تلبية متطلبات التشغيل الآمن من خلال الاستجابة لمتطلبات شهادة مشغل البلد الثالث “تي سي أو”.

في هذا السياق، قال وزير النقل العراقي الأسبق، عامر عبد الجبار، إن حظر الطيران العراقي فرض منذ تسعينيات القرن الماضي، واستمر لغاية العام 2009، فيما رفع بعد إزالة كافة المخلفات التي كانت متواجدة على “الناقل الأخضر”.

وأردف عبد الجبار، وفق تقرير لموقع “ألترا عراق”، أن “العراق عاود تسجيل الخروقات منذ العام 2012، وتم حظر الطيران العراقي من التحليق في سماء أوروبا عام 2015 بشكل رسمي ونهائي”.

230 مخالفة

عبد الجبار بيّن، أن المنظمة الدولية للطيران “آيكا” والمنظمات العالمية الأخرى الخاصة بالطيران مثل “إياتا” و”إياسا”، أكدت أن سلطة الطيران العراقية والخطوط الجوية العراقية، لم يلتزما بإجراءات السلامة وغيرها من الضوابط.

وسجّلت الجهات الأوروبية أكثر من 230 مخالفة على الطيران العراقي، بحسب عبد الجبار، الذي استطرد بالحديث قائلا، إن “العراق فشل في إعادة رفع الحظر عن الخطوط الجوية العراقية منذ العام 2015 وإلى الآن”.

وزبر النقل الأسبق أضاف، أن “قرار الحكومة في العام 2018، الخاص بفصل سلطة الطيران المدني عن وزارة النقل بسبب اجتهادات شخصية، كان له آثار سلبية وقعت على قرار رفع الحظر عن العراق؛ كون أن الوزارة هي الجهة المعنية بالمخاطبات الرسمية، وأصبحت غير قادرة على توجيه سلطة الطيران المدني بحكم قانونية الموضوع”.

وكان مجلس الوزراء برئاسة حيدر العبادي وقتئذ، قرر في أيار/ مايو 2018، فصل سلطة الطيران المدني عن وزارة النقل، وإلحاقها بمجلس الوزراء بشكل مباشر.

ولفت عبد الجبار، إلى أن “وعود وزارة النقل بشأن رفع الحظر نهاية العام الجاري غير منطقية ومستبعدة؛ كون المدراء والمختصين في الوزارة والخطوط الجوية العراقية غير مؤهلين لمناصبهم، وهذه أبرز الأسباب التي تقف أمام القرار المنتظر”.

إجراء حكومي

وفق عبدالجبار، فإن “قرار رفع الحظر مرتبط بالعديد من المتطلبات، أبرزها ربط العراق مع المنظمة الدولية للطيران (آيكا) ببرنامج التدقيق (اليوسوب)، فضلا عن عودة ارتباط سلطة الطيران المدني مع وزارة النقل”.

وأطلق برنامج “الإيكاو” العالمي لتدقيق مراقبة السلامة ما يعرف باسم “يو إس أو أي بي” في 1 كانون الثاني/ يناير العام 1999، استجابة لمخاوف واسعة النطاق حول مدى كفاية الرقابة على سلامة الطيران في جميع أنحاء العالم.

وتركز مراجعة حسابات البرنامج على قدرة الدولة في توفير الرقابة على السلامة من خلال تقييم العناصر الحرجة لنظام مراقبة السلامة، والتي تمكن الدولة المعنية من ضمان تنفيذ معايير السلامة “الأيكاو”، والممارسات الموصى بها “ساربس”، والإجراءات المرتبطة بها والمواد التوجيهية.

وأظهرت وثائق صادرة عن منظمة سلامة الطيران الأوروبية “إياسا”، مطلع العام الجاري، استمرار حظر طيران أكثر من 10 شركات عالمية في الأجواء الأوروبية، بينها طائرات الخطوط الجوية العراقية، برفقة طائرات لشركات من فنزويلا وإيران ونيجيريا وأنغولا وأفغانستان وزمبابوي.

في المقابل، كشفت وزارة النقل العراقية، في وقت سابق من العام الحالي، عن اتخاذ العراق إجراء لإكمال متطلبات رفع الحظر الأوروبي عن الخطوط الجوية.

قرارات متعددة

وزير النقل الحالي ناصر الشبلي، قال في بيان رسمي، إن “العراق يعمل حاليا على فصل مقدم الخدمة (المطارات) عن السلطة، تطبيقا لمتطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني”.

من جانبها، ناقشت سلطة الطيران المدني العراقي، في 4 أيار/ مايو 2022، مع المفوضية الأوربية ووكالة سلامة الطيران الأوربية “أياسا”، ملف رفع الحظر عن الخطوط الجوية العراقية.

فيما دعت الحكومة العراقية على لسان الأمين العام لمجلس الوزراء، حميد الغزي، الشهر الماضي، الاتحاد الأوروبي لأخذ دور إيجابي بشأن رفع الحظر عن الخطوط الجوية العراقية.

يجدر بالذكر، أنه قبل أسبوع من الآن، أصدرت وزارة النقل العراقية، أمرا وزاريا يقضي بسحب يد مدير عام “شركة الخطوط الجوية العراقية”، عباس عمران موسى، لمدة لا تتجاوز 60 يوما.

القرار جاء وفق وثيقة صادرة عن وزارة النقل، تلقى “الحل نت” نسخة منها، “من أجل ضمان سير التحقيق” في قضية خروج 22 طائرة تابعة لشركة “الخطوط الجوية العراقية” عن الخدمة.

من يسيطر على مطار بغداد؟

مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، أصدرت وزارة النقل أوامر إدارية، قضت بإنهاء تنسيب مدير وموظفي مدير مكتب الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية.

قرار الوزارة جاء حسب وثائق صادرة عنها، بناء على مطالعة مقدمة من فريق العمل المشكل لمتابعة توقف 22 طائرة من أسطول شركة “الخطوط الجوية العراقية”.

في 18 آب/ أغسطس المنصرم، خاطبت وزارة النقل العراقية، شركة “الخطوط الجوية العراقية”، بشأن طائرات متوقفة بسبب خلل فني دون إصلاحها.

جاء في وثيقة صادرة عن الوزارة حينها، أن “هناك 22 طائرة متوقفة بسبب خلل فني دون إصلاحها، وهذا يؤشر أن هناك فسادا كبيرا”، على حد تعبير الوزارة العراقية.

يذكز، أن مطار بغداد الدولي، المطار الرئيسي في العراق والذي تتخذ منه “الخطوط الجوية العراقية” مكانا أساسيا لها، تسيطر عليه، وفق العملية المحاصصاتية في البلاد، “منظمة بدر” التابعة إلى زعيم “تحالف الفتح”، هادي العامري المقرب من إيران.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.