لا طيران بمطار بغداد: الناقل الأخضر يحتضر بسبب “بدر”؟

لا طيران بمطار بغداد: الناقل الأخضر يحتضر بسبب “بدر”؟

فساد ينخر في شركة “الخطوط الجوية العراقية”، دفع بموظفيها للإضراب من أجل إعادة السمعة لـ الناقل الأخضر الذي يحتضر حاليا بحسبهم، ولكن من وراء الفساد؟

حالة من الفوضى شهدها مطار بغداد الدولي، صباح هذا اليوم، بعد اعتصام وإضراب نفذته طواقم شركة “الخطوط الجوية العراقية”، أدى لوقف الرحلات الجوية.

انعكس الأمر على المسافرين، وامتلأت صالات الانتظار بهم جراء تعليق الرحلات، وهم لا يعرفون مصيرهم، خاصة وأنهم قد حجزوا للسفر مسبقا.

بيان لطواقم “الخطوط الجوية العراقية” في مؤتمر صحفي أمام مطار بغداد، قال صباح اليوم، إن الاعتصام مفتوح لتحقيق المطالب، فما هي المطالب؟

10 مطالب تم رفعها في بيان مكتوب اطلع عليه “الحل نت”، والهدف منها الحرص على “سمعة الناقل الوطني حامل راية العراق في كل أنحاء العالم” وإبعاده عن الفساد المستشري فيه.

ما المطالب؟

فقد تسبب الفساد في “شركة الخطوط الجوية العراقية” بهدر ملايين الدولارات، وبلغت الديون على الشركة زهاء 63 مليون دولار في السنة، بحسب البيان.

ومن بين المطالب التي رفعت، فصل شركة “الخطوط الجوية العراقية” عن وزارة النقل وجعلها هيئة مستقلة ومرتبطة برئاسة الوزراء، كما كان معمول به سابقا.

كما تضمنت المطالب، “إعطاء صلاحيات كاملة لمدير عام الخطوط الجوية العراقية ومجلس إدارتها”، وفقا لما ورد في البيان.

مطلب آخر تمثل بـ “مراجعة كافة العقود المبرمة مع شركة “الخطوط الجوية العراقية” وإلغاء أو تعديلها بما يخدم مصلحة الشركة”.

كذلك تضمنت المطالب، “إعفاء كل من المدير القانوني والتجاري والمالي والعقود والتدقيق والإعاشة؛ لما تسببوه من هدر للمال العام”.

ميليشيا “بدر” وراء كل شيء

ومن المطالب العشرة، “إرجاع الحقوق الحصرية لشركة “الخطوط الجوية العراقية” من مناولات أرضية وإعاشة ووقود (…) والصرف الفوري لجميع المستحقات المالية لطواقم الشركة من ساعات طيران ومخصصات مبيت منذ 2018 ولغاية نهاية 2021″.

وتضمنت المطالب، “ضمانات قانونية بعدم المساس مستقبلا بالمخصصات المالية، وعدم المساس أو معاقبة أي فرد من أفراد طواقم الخطوط الجوية العراقية”.

للقراءة أو الاستماع: إصابة طائرة رئاسية باستهداف مطار بغداد الدولي

وبشأن ما يحصل، قال مسؤول “رفيع” في مطار بغداد لموقع “الحل نت”، إن كل ما يجري هو نتيجة ربط “شركة الخطوط الجوية العراقية” بوزارة النقل بعد أن كانت مرتبطة برئاسة الوزراء.

وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، أن وزارة النقل تستحوذ عليها ميليشيا “منظمة بدر” بزعامة هادي العامري، الذي يتزعم “تحالف الفتح” المقرب من إيران.

وبين أنه منذ ربط الناقل الأخضر بوزارة النقل، بسطت “بدر” سيطرتها على شركة “الخطوط الجوية العراقية” وعلى مطار بغداد بشكل شبه كلي.

نفوذ “بدر” أساء لسمعة الناقل الأخضر

ولفت إلى آن ميليشيا “بدر” تتحكم بقرارات الشركة وبأموالها، وتوقع عشرات العقود مع شركات متعددة وتأخذ منها حصصها من الأموال في فساد علني، لكن لا أحد يمكنه الوقوف بوجهها.

للقراءة أو الاستماع: الطيران العالمي يعاود التحليق فوق الأجواء العراقية

وأشار المسؤول، إلى أن مجلس إدارة “الخطوط الجوية العراقية” مسلوب الإرادة، ولا يمكنه حتى إقالة أصغر موظف في الشركة، ووجوده شكلي لا غير.

وآوضح أن “بدر” تأخذ كل مستحقات طواقم الشركة من مبيت عند السفر ومن وقود مخصصة لهم وحتى البيوت المخصصة لهم داخل مطار بغداد، ولا تترك لهم سوى رواتبهم الشهرية.

بالتالي، كل تلك الأمور دفعت بموظفي وطواقم الشركة، إلى الاعتصام والإضراب، تعبيرا عن رفضهم لإدارة “الخطوط الجوية العراقية” من قبل “بدر” بطريقة سلبت كل حقوقهم، ورسمت سمعة سيئة عن الناقل الأخضر، بحسب المسؤول.

واختتم أن الحل هو ما ورد في بيان طواقم الشركة بإبعادها عن وزارة النقل وإعادة ربطها بمجلس الوزراء، مع وجوب تحرك الحكومة لإنهاء سيطرة “بدر” على الشركة خصوصا، والمطار بشكل عام.

للقراءة أو الاستماع: قصف مطار بغداد: “چنص” قبل حجبه عن حركة الطيران؟

وكانت شركة “الخطوط الجوية العراقية”، توفر سنويا ما مقداره 450 مليون دولار كأرباح لخزينة الدولة العراقية، لكن ذلك انتهى وأمست الشركة تدان بملايين الدولارات سنويا منذ أن حكمت “بدر” سيطرتها على الناقل الأخضر قبل نحو 5 سنوات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.