يترقّب #العراق شعباً وحكومةً الزيارة التاريخية لـ #بابا_الفاتيكان إلى البلاد غداً الجمعة، وسط ترحيب كبير بمنصّات #التواصل_الاجتماعي، حتى بات #البابا ترند العراق منذ عدّة أيام.

عشيّة زيارة #البابا_فرنسيس، الحبر الأعظم ورأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم إلى العراق، كتب الكثير عن إصراره لزيارة البلاد رغم المخاطر الأمنية، خصوصاً مع الهجمات الصاروخية الأخيرة.

لعلّ أهم من كتب عن الزيارة، الأكاديمي والباحث بشؤون الأقليات الدينية #سعد_سلوم، مؤسّس معهد دراسات التنوّع، ومستشار #الأمم_المتحدة لشؤون الأقليات الدينية في العراق.

إذ قال “سلّوم” في تدوينة مطوّلة حملَت عنوان “فرنسيس والإصرار على زيارة العراق” عبر جداريته في #فيسبوك إن: «جزءاً من إصراره يعود إلى أنه عاش ظروفاً شبيهة بما يحدث في العراق».

ليعرّج “سلُّوم” مُسترسلاً بالشرح عن ذاك الإصرار بحكاية لمحة عن حياة “البابا” فقال: «لقد قضى (بيرغوليو: هذا كان اسمه) معظم حياته المهنية في #الأرجنتين، وواجه وقتاً عصيباً في تاريخ بلاده».

«في أواخر السبعينيات، استولى جزء من الجيش على الحكومة. حكموا الشعب بالحديد والنار حتى عام 1983. تلك الفترة تعرف الآن باسم الحرب القذرة. تم خطف أو قتل الآلاف من الأرجنتينيين. وشمل ذلك بعض القساوسة المتهمين بالعمل ضد الحكومة»، قال “سَلّوم”.

ليُردف: «حتى عندما اكتسب “فرنسيس” السلطة تالياً وأصبح الزعيم المحلي الأعلى للكنيسة الكاثوليكية (كَرئيس أساقفة  بيونس آيرس) عاش حياة بسيطة تتوافق مع فلسفته اليسوعية».

أضاف: «كان يمكن أن يعيش في منازل كبيرة. بدلاً من ذلك، مكث في شقة صغيرة. سافر عبر #بيونس_آيرس في الحافلات ومترو الأنفاق. كان يخرج ليلاً ليجلس مع المشرّدين في الشارع. أحضر الطعام ليشاركه معهم».

«في خطبه، علّم عن أهمية مساعدة الفقراء. كما تحدث عن العمل مع الناس من جميع الأديان. في عام 2001 أصبح كاردينالاً خلال أزمة اقتصادية في الأرجنتين»، تابع “سَلُّوم” وهو يغوص بعمق حياة “البابا”.

https://www.facebook.com/715931271/posts/10157882453981272/

«قال لأعضاء الكنيسة ألاّ يحضروا القداس الخاص في #الفاتيكان حيث سيكون كاردينالًاً. بدلاً من ذلك، طلب من الناس إعطاء المال الذي كانوا سينفقونه في السفر للفقراء»، أشار “سلّوم” الذي ألّف عشرات الكتب عن الأقليات والتنوّع وحوار الأديان.

«بصفته كاردينالاً، طُلب منه اتخاذ قرارات مهمة. في عام 2005 سافر إلى الفاتيكان للمساعدة في اختيار بابا جديد. اعتقد بعض الناس أن (بيرغوليو) قد ينتخب بابا في ذلك الوقت».

«بدلاً من ذلك ، تم اختيار الكاردينال الألماني (جوزيف راتزينغر) الذي أصبح “البابا بنديكتوس” السادس عشر. عاد (بيرغوليو) إلى الأرجنتين. لقد خطط لإنهاء عمله هناك. أراد التقاعد في البلد الذي ولد فيه».

«في أوائل عام 2013 حدث شيء غير متوقع. قرر “البابا بنديكتوس” السادس عشر أنه لم يعد بإمكانه قيادة الكنيسة. كان يعتقد أن آثار الشيخوخة منعته من أداء دوره. كان هذا مفاجئًاًعادة ما يقود الباباوات الكنيسة حتى وفاتهم»، بيّن “سَلّوم”.

«قبل “بنديكتوس” السادس عشر، لم يتقاعد بابا على نحو مبكر تقريبًاً. مرة أخرى سافر (بيرغوليو) إلى الفاتيكان. هذه المرة لن يغادر الاجتماع ليتقاعد في الأرجنتين. هذه المرة سيصبح “البابا فرنسيس”. أطلق على نفسه اسم القديس فرنسيس الأسيزي».

«يُذكَر القدّيس “فرنسيس” كشخص سلام وبساطة وخدمة للفقراء. فهو كان نجل تاجر ثري، لكنه بأحد الأيام  سمع ما يعتقد أنه صوت الله يأمره بخدمة الفقراء، فتخلى عن ماله وممتلكاته، ثم غادر منزله ليعيش مع الفقراء».

«في سن 76 أصبح البابا رقم 266 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. وهو أول بابا يعتزم زيارة العراق على الرغم من إلغاء زيارته العام الماضي، لقد اجتذب العديد من الأتباع. لقد بشّر وكتب عن رعاية الحيوانات والبشر والأرض».

«أعتقد أن “البابا فرنسيس” يمثّل منعطفاً في تاريخ البابوية الحديث، على الرغم من أن #البابوية هي مؤسسة تُظهر استمرارية ملحوظة بين أصحاب المناصب المتعاقبين»، أوضح “سَلّوم” الأستاذ بالجامعة المستنصريّة مُختَتماً.

يُذكر أن الفاتيكان أعلن في (7 ديسمبر) المنصرم أن: «البابا فرنسيس سيزور /6/ مناطق عراقية من (5 – 8 مارس) الجاري، في إطار زيارة مرتقبة للعراق»، حسب بيان للمتحدّث باسم الفاتيكان “ماتيو بروني”.

البيان أوضح حينها أن: «البابا فرنسيس سيزور #بغداد ومدينة #أور الأثرية وبيت “النبي إبراهيم” في #ذي_قار، ومدينة #أربيل و #الموصل و #قرقوش في #سهل_نينوى».

كما سيزور “البابا” مدينة #النجف، قبلة الشيعة في العالم، وسيلتقي بآية الله #علي_السيستاني، المرجع الديني الأعلى لدى الشيعة في العراق والعالم.

علماً أنه لم يسبق لـ “البابا” أن زار العراق في الماضي، وتعد هذه الزيارة هي الأولى، بعد أن أعلن “البابا” في يونيو من عام 2019 عن رغبته في زيارة العراق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.