وسط تحذيرات من تكرار السيناريو العراقي: ماذا يفعل الحرس الثوري الإيراني في مقرات طالبان في أفغانستان؟

وسط تحذيرات من تكرار السيناريو العراقي: ماذا يفعل الحرس الثوري الإيراني في مقرات طالبان في أفغانستان؟

بثت قناة “TV1” التلفزيونية المحلية في #أفغانستان أنباءً عن «اكتشاف الشرطة الأفغانية مركزاً لحركة #طالبان، بمحافظة “هيرات” غربي البلاد، يحوي سترات عسكرية للحرس الثوري الإيراني، وأسلحة وذخائر إيرانية التصنيع».

ونقلت القناة، عن مصدر وصفته بـ”الموثوق” في محافظة “هيرات”، أن «هذه ليست المرة الأولى، التي تعثر فيها الشرطة على عتاد إيراني في مقرات طالبان، فضلاً عن الكاميرات الليلية والخرائط العسكرية، التي يُرجّح ورودها من إيران».

الباحث الاستراتيجي الايراني “برويز رضائي” يعلّق على هذه الأنباء بالقول: «إيران تحشد #الحرس_الثوري بمقرّات طالبان لتهديد الوجود الأميركي في أفغانستان».

 

علاقة متأصّلة

«تدرك إيران أن أي استهداف للجنود الأميركيين، لاسيما في بداية فترة رئاسة #جو_بايدن، سيؤثر سلباً على شعبيته، وهو ما تسعى إليه القيادة الإيرانية، لاسيما بعد الضربة الأميركية الأخيرة، ضد مواقعها في سوريا»، يقول “رضائي”، في حديثه لموقع «الحل نت».

و طوال السنوات الماضية كانت #طهران تنفي، بشكل قاطع، اتهامات أفغانية وغربية بعلاقتها مع حركة طالبان، لذلك اعتبر مراقبون إعلان وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف”، قبل ثمانية أشهر، عن وجود «تعاون وتنسيق أمني مع الحركة»، بمثابة كشفٍ للمستور عن هذه العلاقة، التي استمرت لسنوات.

“رضائي” يؤكد أن «العلاقات بين إيران وطالبان ليست جديدة، فقبل حوالي عام، اعترف “الملا شير محمد”، وهو رقيب سابق في طالبان، في مقاطعة “فرياب” شمالي افغانستان، بأن ′”طالبان ليست مستقلة ويحرّكها الإيرانيون والباكستانيون”؛ كما أن “الملا عبد الغفار طوفان”، القيادي البارز بالحركة، في مقاطعة “بادغيس”  غربي البلاد، كشف عن دعم إيران، المالي والعسكري، لطالبان».

 

دعم الإرهاب للفوز بدور سياسي

واعتبر “رضائي” أن «إيران مُتهمة بإمداد الجماعات الإرهابية بأفغانستان، مثل #داعش وطالبان، بالمال والسلاح، والمقاتلين من الحرس الثوري الإيراني، في محاولة منها لاستهداف القوات الأميركية، وزيادة القلاقل الأمنية في أماكن تواجدها في البلاد».

مؤكداً أن «تقارير عديدة تحدثت عن وجود أعداد كبيرة من قوات الحرس الثوري الإيراني في مراكز طالبان، وإسهامها في إدارة العمليات الإرهابية، التي تشنّها الحركة ضد حكومة بلادها، فضلاً عن دعمها لعمليات أخرى، تنفّذها داعش في أفغانستان».

يُذكر أن مجهولين شنّوا هجوماً على منزل صحفي أفغاني، يدعى “بسم الله عادل”، في إقليم “جور” غربي أفغانستان، قُتل فيه ثلاثة أشخاص، وجرح خمسة آخرون، واتهمت عائلة الصحفي، الذي عمل سابقاً مديراً لإذاعة محلية، حركة طالبان بتنفيذ الهجوم، ما يؤشر على استهداف الحركة للإعلاميين في البلاد.

ويورد “برويز رضائي” أسباباً أخرى للنشاط الإيراني في أفغانستان، مهنا «رغبة ايران في الاستحواذ على دور ومكانة هامة، في محادثات السلام بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية؛ و العمل على التمدد الطائفي، من خلال دعمها لحركة التشيّع في البلاد؛ وتوظيف التنافس بين الهند و باكستان على الأراضي الأفغانية، لتحقيق مكاسب سياسية، قبيل اتمام الانسحاب الأميركي من أفغانستان، منتصف العام الحالي».

 

سلطة موازية قبيل الانسحاب الأميركي

من جانبه أشار الصحفي الإيراني “إقبال روح الله” إلى أن «إيران تدرك أن أسلوب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لملف طالبان تختلف عن أسلوب سلفيه ترامب وأوباما، فبعدما ألمحت إدارة بادين إلى عزمها على مراجعة اتفاقية السلام المُبرمة مع حركة طالبان، تحرّكت إيران بشكل متوازٍ على الساحتين الباكستانية والأفغانية، وتغلغلت داخل العمق الباكستاني، بعد إعادتها لمقاتلين شيعة باكستانيين موالين لها، يتبعون لقوات “زينبيون” و”فاطميون”، من سوريا إلى باكستان وأفغانستان، وهناك احتمال كبير لأن تسعى لتأجيج الوضع لصالحها في البلدين، لكي تدفع الإدارة الأميركية للتنازل، في الملفات العالقة بين طهران وواشنطن».

ويؤكد “روح الله”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «طهران تكرّس نفوذها في أفغانستان وباكستان لقلب الموازين العسكرية فيهما، بعد الانسحاب الأميركي، وتأسيس سلطة موازية في أفغانستان، الى جانب حليفتها طالبان، مقابل حكومة أفغانية هشة، خسرت دعمها الأميركي» .

ويتابع: «الأيام القادمة ستكون حُبلى بالمفاجئات، ولن تتواني طهران، باعتقادي، عن تكليف حلفائها في أفغانستان، وعلى رأسهم طالبان وداعش، بضرب أهداف أميركية، كما فعلت في العراق، لإظهار مدى ضعف الحكومة الأفغانية».

مختتماً حديثه بالقول: «الانسحاب الأميركي من أفغانستان سيترك فراغاً، تجهد إيران لملئه، عن طريق دعم قوى تستولي على إدارة البلاد، كما فعلت في العراق، بعيد الانسحاب الأميركي منه عام 2011».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة