استهداف الجيش التركي في إدلب: تمرّد داخل هيئة تحرير الشام أم بوادر لمعركة بين الفصائل الجهادية في المنطقة؟

استهداف الجيش التركي في إدلب: تمرّد داخل هيئة تحرير الشام أم بوادر لمعركة بين الفصائل الجهادية في المنطقة؟

أعلن فصيل، يسمي نفسه “سرايا أبو بكر الصديق”، عن تبنيه استهداف القوات التركية، قرب معبر #باب_الهوى شمالي محافظة #إدلب قبل أسابيع، ممّا أدى إلى وقوع ضحايا في صفوف الجنود الاتراك.

وقال الفصيل في بيانه، الذي نشر على وسائل التواصل الاجتماعي: «قامت إحدى مفارز “سرايا أبو بكر الصديق” باستهداف رتلٍ عسكري للجيش التركي بعبوة ناسفة، على طريق “كفرلوسين”، ثأراً لقتل الطفلة “سيما مصطفى البرهان” في قرية “النيرب”، وتم إعطاب مدرّعة، وقتل وإصابة من فيها».

وكانت مدرعة تركية قد دهست الطفلة “سيما”، في العاشر من شهر أيار/مايو الماضي، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”

وتعتبر “سرايا أبو بكر الصديق” فصيلاً مجهولاً، ظهر مؤخراً، وتبنى استهداف القوات التركية، في عدد من المواقع، عبر بيانات على مواقع التواصل، إلا أن المنطقة التي يمارس فيها نشاطه، الواقعة بين “كفرلوسين” ومنطقة “106”، خاضعة لسيطرة #هيئة_تحرير_الشام.

 

هل الهيئة هي المسؤولة؟

“عرابي عرابي”، الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، لا يعتقد أن لهيئة تحرير الشام دوراً في هذه العمليات، «من المستبعد أن تكون الهيئة مشاركة باستهداف الجيش التركي، والسبب واضح، فهي إن تورّطت بهذا سوف يتحرّك الأتراك لتصفيتها تماماً، بالتعاون مع فصائل #الجيش_الوطني المعارض»، بحسب ما يقول لموقع «الحل نت».

وأضاف: «هذه العمليات قد تدّل على انتشار تنظيمات جهادية مناوئة للهيئة في المنطقة، وإن كان هذا احتمالاً ضعيفاً للغاية، لأن المنطقة محكومة بشكل شبه كامل من طرف قوات هيئة تحرير الشام، وبالتالي فقد تكون أفعالاً فردية، يقوم بها بعض عناصر الهيئة غير المنضبطين، بهدف توجيه رسائل لقيادتها».

 

ضرب الخصوم

وبحسب مصادر خاصة لـ«الحل نت» يعمل جهاز الأمن العام، التابع للهيئة، في قطاعات #سرمدا وحارم وأريحا وإدلب، على الاستطلاع وجمع المعلومات، بهدف شن حملة أمنية في المنطقة، بالاستعانة بعشرة ألوية من الجناح العسكري للهيئة.

العقيد المنشق “محمد الفرحات” يؤكد لموقع «الحل نت» أن «هيئة تحرير الشام قامت بنصب حاجز أمني قرب من معبر باب الهوى، على الطريق الواصل إلى “كفرلوسين”، وثلاثة حواجز باتجاه المعبر العسكري التركي، إضافةً لنصب كمائن على مفارق الطرق، وتدقيق التفتيش على الحواجز».

ويمتلك “الفرحات” تقيماً مختلفاً للوضع عن رأي “عرابي”: «المنطقة مليئة بعناصر التنظيمات الجهادية، الذين يكفّرون الجيش التركي، وسبق لتحرير الشام شن هجمات في مناطق سرمدا وأطمة وتلعادة وترمانين، واعتقال عناصر تابعين لتنظيم #داعش، الذين لا يزال عدد كبير منهم ناشطاً في تلك المواقع».

وحول رغبة الهيئة في القضاء على خصومها، من خلال استغلال العمليات ضد الجيش التركي، أكد “الفرحات” أن «الهيئة وجهت ضربات قاصمة لخصومها في تنظيم #حراس_الدين، بحجة وجود عناصر من داعش بين صفوفهم، وكذلك عناصر خطف واحتطاب، وتحشد الهيئة قواتها الآن لتوجيه ضربة أخرى للتنظيمات المناوئة لها، بهدف تفكيكها نهائياً».

واعتقلت هيئة تحرير الشام، خلال العام الماضي، عشرات العناصر المنتمين لتنظيم حراس الدين، المبايع لتنظيم #القاعدة في محافظة إدلب، خلال حملة أمنية، نفّذتها بعد تفجيرات استهدفت الجيش التركي، وهجمات طالت مقراتها.

 

خرق أمني

من جهته قال الناشط الإعلامي “أحمد السليم” إن «الضربة، التي تعرّض لها الجيش التركي في منطقة “كفرلوسين”، تعدّ خرقاً أمنياً كبيراً لتحرير الشام، في منطقة من المفترض أن تكون من أكثر المناطق تحصيناً أمنياً، لذلك بدأت الهيئة بحشد قوات كبيرة، لحماية الخط الحدودي، من خلال نشر الحواجز، وتكثيف الحملات الأمنية».

وأشار “السليم”، في حديثه لموقع «الحل نت»، إلى أن «تحرير الشام ستقوم بتأمين خط سير للجيش التركي، من خلال القضاء على التنظيمات المناهضة له، في منطقة الخط الحدودي، بالقرب من معبر باب الهوى، وعلى أطراف طريق M4 الدولي».

وكانت القوات التركية قد تعرّضت لهجمات بعبوات ناسفة وقذائف “آر بي جيه” على أوتستراد حلب-اللاذقية،  المار بمحافظة إدلب، والمعروف باسم M4.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة