الباحث والمؤرخ الإيراني “عيسى بازيار” لـ«الحل نت»: «الانتخابات الإيرانية شكلية، ولن تغيّر شيئاً في سياسات طهران بسوريا والعراق»

الباحث والمؤرخ الإيراني “عيسى بازيار” لـ«الحل نت»: «الانتخابات الإيرانية شكلية، ولن تغيّر شيئاً في سياسات طهران بسوريا والعراق»

تثير الانتخابات الرئاسية الإيرانية، المُزمع إجراؤها في الثامن عشر من حزيران/يونيو الحالي، كثيراً من الاهتمام الإقليمي والدولي، إلا أن معظم المراقبين يرون أنها لن تغيّر كثيراً في السياسات الإيرانية، خاصة أن المرشح الأوفر حظاً في الفوز هو “إبراهيم رئيسي”، المقرّب فكرياً من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي #خامنئي.

فضلاً عن هذا فإن لـ”رئيسي” سجلاً حافلاً في قمع المعارضة الإيرانية، فقد ارتبط اسمه باللجنة المعنية بإعدام آلاف السجناء الإيرانيين عام 1988، التي تُسمى بـ”لجنة الموت”.

وللاطلاع أكثر على الوضع الإيراني الداخلي قبيل الانتخابات التقى موقع «الحل نت» مع الباحث والمؤرخ الإيراني “عيسى بازيار”، المقيم حالياً في #تركيا.

 

رفض شعبي

“بازيار” أكد أن «جانباً كبيراً من الشعب الايراني رافض أو غير مقتنع بالانتخابات، والنتائج التي ستؤدي إليها، لأنها لن تغيّر شيئاً في السياسات الإيرانية الداخلية والخارجية، التي يرسم المرشد الأعلى علي خامنئي معالمها الأساسية».

مشيراً الى أن «المعارضة الإيرانية بمختلف أطيافها وقومياتها، في الداخل والخارج، لا تشارك في الانتخابات، وتصدر بيانات تؤكد فيها أن ما يجري في #إيران لا علاقة له بالديمقراطية، وإنما مجرد مسرحية انتخابية لترسيخ الوضع القائم».

 

فقدان الأمل في الإصلاحيين

«المشاركون في الانتخابات ينقسمون لنوعين: الأول المحافظون، الذين يشكّلون الأغلبية، ويتّبعون دائماً أوامر وتعليمات المرشد الأعلى، ومنها التصويت لمن يختاره المرشد؛ والثاني من يسمون بـ”الإصلاحيين”، وهم يتّبعون أيضاً أوامر المرشد، ولكن بشكل أكثر اعتدالاً، ومع بعض الإصلاحات الشكلية، ورغم هذا فهم يعانون من التضييق، ويُتعبرون أقلية، منذ انتهاء عهد حكومة الرئيس الأسبق “محمد خاتمي” عام 2005»، يقول “بازيار”.

مضيفاً أن «أغلبية الإصلاحيين غير مقتنعين بالنظام الحالي، لكنهم مستمرون بدعمه والترويج له، للحفاظ على مصالحهم داخل البلاد»، معتبراً أن «الإصلاحيين فقدوا مصداقيتهم أمام الناخب الإيراني، ولم تعد وعودهم مقنعة، مثل تحسين الوضع المعيشي والانفتاح على الخارج».

 

لا منافسين جديين لـ”رئيسي”

وعن أكثر المرشحين حظاً للفوز بالانتخابات يوضح “عيسى بازيار” أن «رئيس السلطة القضائية “ابراهيم رئيسي” هو رئيس الجمهورية المقبل على الأغلب، فلا يوجد مرشح آخر ينافسه بشكل جدي»، عازياً ذلك الى «استبعاد السلطات لمنافسيه الفعليين، مثل رئيس البرلمان الإيراني السابق “علي لاريجاني”، والرئيس الإيراني السابق “أحمدي نجاد”».

وعن توجهات “رئيسي” الأيديولوجية يبيّن الباحث الإيراني أن «”رئيسي” يتبنى منظورات المرشد خامنئي في إدارة الدولة، والتعامل مع الدول المجاورة. وهو حريص على استمرار النفوذ الايراني في دول منطقة الشرق الأوسط، مثل سوريا والعراق»، موضحاً أنه أيضاً «صهر رجل الدين المتشدد “أحمد علم الهدى”، ممثل المرشد خامنئي في محافظة “خراسان” الإيرانية».

 

مرشح الحرس الثوري

«الرئيس السابق لـ”لجنة الموت” لديه تاريخ أسود في ذاكرة الإيرانيين، فقد أعدم آلاف المعارضين للثورة الإيرانية، بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية عام 1988، ومعروف بمواقفه المناهضة للاحتجاجات الداخلية في البلاد، وتأكيده على ضرورة توسيع النفوذ الإيراني في دول الجوار، لتصدير الثورة أياً كانت التكاليف».

بهذه الكلمات يحاول الباحث الإيراني رسم صورة للمرشح الأوفر حظاً، ليخلص إلى أن «فوز “رئيسي” لن يغيّر شيئاً في واقع سوريا أو العراق أو #اليمن، وغيرها من الدول، التي تعاني من الهيمنة الإيرانية، وذلك لقربه من قيادة #الحرس_الثوري الإيراني، وخاصة فيلق القدس، الذي يلعب الدور الأساسي في دعم الميلشيات الموالية لإيران في المنطقة».

 

عراقيون وسوريون بين الناخبين

وأكد الباحث والمؤرخ الإيراني أن «كثيراً من العراقيين، الذين لجأوا لإيران في عهد نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، يملكون اليوم الجنسية الإيرانية، وينتخبون بحسب ما يراه المرشد خامنئي»، مرجحاً أيضاً «مشاركة سوريين ولبنانيين في الانتخابات، ممن يقيمون في إيران منذ سنوات، بسبب ارتباطاتهم بالنظام الإيراني».

ورغم أن “بازيار” يرى أن الانتخابات المقبلة شكلية، إلا أنه لا ينكر أهميتها الشديدة، فهي «قد تؤدي لاضطرابات داخلية، وحركة احتجاج كبيرة ضد النظام الإيراني، ما قد يدفع الحرس الثوري لاختيار مرشد أعلى جديد خلفاً لخامنئي، الذي بات طاعناً في السن، ويعاني كثيراً من الأمراض، ولن يكون قادراً على التعامل مع الضغوطات الكثيرة للمرحلة المقبلة».

وأعلنت وزارة الداخلية الإيرانية رسمياّ عن أسماء المرشحين للرئاسة الإيرانية، بعد تأييد “مجلس صيانة الدستور” في البلاد لأهلية سبعة أشخاص، وهم: “إبراهيم رئيسي”، رئيس السلطة القضائية؛ “محسن رضائي”، أمين “مجمع تشخيص مصلحة النظام”؛ “سعيد جليلي”، الأمين السابق لمجلس الأمن القومي؛ “علي رضا زاكاني”، رئيس مركز الأبحاث في البرلمان اللإيراني؛ “أمير حسين قاضي زادة هاشمي”، نائب رئيس البرلمان الإيراني؛ “عبد الناصر همتي”، محافظ البنك المركزي الإيراني؛ “محسن مهر علي زادة”، عضو مجلس إدارة منطقة “كيش” الاقتصادية الحرة.

وشهدت ايران، نهاية شهر شباط/فبراير 2020، انتخابات برلمانية، بلغت نسبة المشاركة فيها نحو 40%، وهي تعدّ نسبة متدنية، بالمقارنة مع الانتخابات التشريعية السابقة، التي لم تقل نسبة المشاركة فيها عن ـ50%، طيلة الأربعين عاماً الماضية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة