بعد الطعن في القانون الانتخابي: ماذا سيحدث في العراق إذا تأجّلت الانتخابات المبكرة؟

بعد الطعن في القانون الانتخابي: ماذا سيحدث في العراق إذا تأجّلت الانتخابات المبكرة؟

بينما بدأت حكومة #بغداد ومفوضية الانتخابات العراقية استعداداتهما اللوجستية، لإجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة، يوم العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2021، قام مجموعة من النواب العراقيين بتقديم طعن إلى المحكمة الاتحادية العراقية، يتضمّن اعتراضاً على عدد الدوائر الانتخابية، المنصوص عليها في القانون الانتخابي الجديد.

معظم المراقبين رأوا في هذه الخطوة محاولة لعرقلة الاستحقاق الانتخابي المرتقب، لأن المحكمة ملزمة دستورياً في النظر بالطعن، الذي تم تقديمه قبل خمسة أشهر فقط من الانتخابات، ما يجعل موعد إجرائها عرضة لتأجيل جديد، قد يقلب المعادلة السياسية في البلاد.

 

أسباب الطعن

يطالب النواب المعترضون بقانون يعتبر كل محافظة عراقية دائرة انتخابية واحدة، بدلاً من التقسيم الحالي، الذي يعتبرها أكثر من دائرة انتخابية، وفقاً لتعدادها السكاني، إذ ترفض بعض الكتل السياسية تعدد الدوائر الانتخابية على مستوى المحافظة، لأن ذلك من شأنه تقليص إمكانية فوزها في الانتخابات، ويمنح الكتل الصغيرة فرصة للحصول على مقاعد في #البرلمان_العراقي.

ويتهم “جمال كوجر”، النائب عن “التحالف الكردستاني”، بعض القوى السياسية بـ«السعي لإفشال الانتخابات برمتها»، مبدياً مخاوفه من «اضطرابات أمنية، قد تقع قبيل موعد الانتخابات، يستغلها مفتعلوها للمطالبة بتأجيل الاستحقاق الانتخابي».

ولم يستبعد “كوجر”، في حديثه لموقع «الحل نت»، «وقوع خلافات سياسية عاصفة في العراق»، معتبراً أن «أي محاولة لتأجيل الانتخابات، تأتي لمصلحة الأحزاب المتنفّذ، وليس لمصلحة البلاد، كما تروّج بعض القوى السياسية».

وتابع قائلاً: «ليس أمام القوى السياسية، في ظل التوقيتات المتفق بشأنها سياسياً، واستمرار الضغط الشعبي، سوى المضي بإجراء الانتخابات، فتأخيرها سيدخل البلاد في فوضى سياسية عارمة».

وأقرّ البرلمان العراقي اعتماد سبع عشرة دائرة انتخابية في بغداد، وست في #البصرة، وخمس لكل من ذي قار والسليمانية، وأربع لكل من بابل والأنبار وأربيل وديالى، وثلاث لكل من #النجف وصلاح الدين ودهوك والديوانية وكربلاء وواسط وميسان، ودائرتين انتخابيتين في محافظة المثنى.‎

ووفقا لبيانات رسمية، صادرة عن المفوضية العراقية العليا المستقلة للانتخابات، فإن مئتين وواحد وثلاثين حزباً، مرخصاً لها رسمياً، ستشارك في الانتخابات.

 

«لن نسمح بتأجيل الانتخابات»

«صراع القوى السياسية يأتي من أجل تأمين ديمومة بقائها في السلطة، وإيجاد قانون انتخابي على مقاساتها»، هذا ما يعتقده المحلل السياسي “وسام الحاج”، الذي يصف ما يجري من محاولات لتأجيل الانتخابات بـ«الألاعيب المكشوفة ومدفوعة الثمن».

“الحاج” قال لموقع «الحل نت»: «تتخوّف بعض القوى السياسية من تقويض نفوذها وتحجيم تأثيرها في صنع القرار، إذا تم إجراء الانتخابات، ولذلك فهي تلعب على عامل الوقت»، مشيراً إلى أن «القوى التقليدية باتت متخوّفة من نتائج لا يمكن التلاعب بها، في ظل الحديث عن إشراف أممي، وإقرار نظام البطاقة البيومترية».

وتقف قوى سياسية عديدة ضد الطعن الأخير، معتبرة أن ما يجري «يعكس خلافا متأصلاً بين قوى سياسية متصارعة على المكاسب، وتمسك بزمام الحكم في البلاد».

وتقول “آيات المظفر”، المتحدث الرسمي باسم “ائتلاف النصر”، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق “حيدر العبادي”، إنَّ «محاولات التأجيل تُفشل نوايا ردم هوة الخلافات والتقارب بين القوى السياسية».

وتضيف قائلةً لموقع «الحل نت»: «العراق أمام مفترق طرق، واستحقاق انتخابي لابد أن يجرى، وأي محاولة لتأجيله إنما تصبّ في مصلحة الأحزاب المتنفّذة، وليس المواطن، الذي سئم من تعثّر الأداء، وشيوع ظواهر الفساد»، معتبرة أن من يحاولون عرقلة الانتخابات في موعدها «يخشون من ردة فعل الشارع العراقي الناقم، ونتائج الانتخابات التي قد تأتي خلافاً لأهوائهم».

وأضافت: «لا يمكن الجزم بإمكانية التأجيل في الوقت الحاضر، لكن إذا أُجلت الانتخابات فستتصاعد ردة الفعل الشعبية، وسينقلب الأمر على القوى التي تسعى للتأجيل».

وكان مقتدى #الصدر، زعيم #التيار_الصدري، وهو من أشد المطالبين بإجراء انتخابات مبكرة، قد دعا، بحسب بيان صدر عن مكتبه، جميع الفرقاء لـ«التحلي بالروح الوطنية، والكف عن الصدامات والمهاترات».

وأكد الصدر في بيانه: «لن أسمح بتأجيل آخر للانتخابات، وأحذّر من تلاعب الفاسدين ومؤامراتهم، سواء بما يخصّ قانون الانتخابات، أو التدخّل بعمل مفوضيتها، أو غيره مما يضر الشعب».

 

مشاركة شبابية قد تغير النتائج

ومن المتوقع أن تكون للمشاركة الشبابية الواسعة أثرها الواقعي على نتائج الانتخابات، لصالح المرشحين المستقلين عن الأحزاب المتنفّذة والكتل السياسية، أو الأحزاب الجديدة، المحسوبة على #انتفاضة_تشرين.

المهندس “حيدر الياسري”، مرشح حزب “اقتدار” الشبابي،ـ يقول إن نتائج الانتخابات «ستقلب المعادلة في العراق، وسيكون للشباب صوت مسموع داخل قبة البرلمان العراقي»، مشيراً إلى أن «القوى التقليدية أثبتت فشلها خلال المرحلة الماضية، والجماهير تدرك ذلك جيداً».

واضاف “الياسري” لموقع «الحل نت»: «استطلاعات الرأي تشير إلى تراجع ملحوظ في شعبية أحزاب السلطة، خصوصاً بعد دخول دماء جديدة للعمل السياسي، وهو ما تخشاه تلك الأحزاب».

وحول عدد الأحزاب الشبابية، التي ستخوض غمار المنافسة الانتخابية، يقول إن «مفوضية الانتخابات سجّلت لحد الآن أكثر من خمسة وعشرين حزباً وحركة، أغلبها ولدت من رحم الحراك الشعبي ، ونأمل أن تتمكن من إحداث تغير سياسي مرتقب».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.