سكرتير الحزب الشيوعي العراقي “رائد فهمي” لـ«الحل نت»: «جهات سياسية متنفّذة تدعم الانتهاكات المنظّمة للميلشيات، ولن نعود للتحالف مع هذه الجهات»

سكرتير الحزب الشيوعي العراقي “رائد فهمي” لـ«الحل نت»: «جهات سياسية متنفّذة تدعم الانتهاكات المنظّمة للميلشيات، ولن نعود للتحالف مع هذه الجهات»

تعرّض كثير من الناشطين العراقيين لعمليات اغتيال وتصفية على يد جماعات مسلّحة، وسط عجز #الحكومة_العراقية عن وضع حد لهذه الانتهاكات، التي ازدادت وتيرتها بشكل لافت منذ انطلاق #انتفاضة_تشرين، في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

وتصف الحكومة العراقية والإعلام المحلي والعربي، وأحياناً الغربي، تلك الجماعات بـ«الميلشيات المسلّحة الخارجة عن القانون»، وتقول إن «السلاح الذي لديها منفلت، ويجب القضاء عليه».

لكنّ “رائد فهمي”، سكرتير #الحزب_الشيوعي_العراقي، خرج بتصريح لافت منذ أيام، خالف فيه هذا الوصف السائد، إذ قال إن «السلاح، الذي تمتلكه الفصائل المسلّحة، هو سلاح مُنظّم، وليس منفلتاً، فهو يقوم بعملياته واغتيالاته بشكل ممنهج». في إشارة إلى أن العراق يواجه منظومة متكاملة خارجة عن شرعية الدولة، وليس مجرد فوضى أمنية يسهل ضبطها.

موقع «الحل نت» التقى مع “فهمي”، وزير العلوم والتكنولوجيا العراقي الأسبق، والسياسي اليساري المعروف، لسؤاله عن سلاح الفصائل، وعن انتفاضة تشرين والمعارضة السياسية، والانتخابات المبكرة، وتحالفات الحزب الشيوعي المستقبلية.

 

سلاح منظّم بدقة

“فهمي” عاد للتأكيد أن «سلاح الفصائل منظّم، ولا يمتّ للسلاح المنفلت بصلة، فهو يصطاد دائماً رؤوس الاحتجاج الكبيرة، وآخرها كان اغتيال #إيهاب_الوزني، الناشط البارز بساحات الاحتجاج، وقبله عديد من الناشطين المعروفين، لذا فإن هذه العمليات، تحدث بتوجيهات دقيقة من رعاة الفصائل المسلّحة».

“فهمي” أشار إلى أن «السلاح المنظّم، يتحرك بدعم وتوجيه من دولة جارة»، دون أن يسمّيها بالاسم، قائلاً: «لو كان السلاح منفلتاً لتم القبض على مُرتكبي الجرائم، لكن لم يُقبض على أحد مُطلقاً، بل تم إطلاق سراح أهم المتهمين، الذين تم توقيفهم، وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على وقوف جهات سياسية متنفذة وراء تلك الفصائل، تمنع جرّ قادتها للسجون والقضاء لإحقاق العدالة».

ولفت إلى نقطة أخرى بالقول: «أكد وزير الداخلية العراقي، في وقت سابق، فرار معظم من ارتكبوا عمليات الاغتيال السياسي إلى دول مجاورة، كما في عملية قتل الخبير الأمني #هشام_الهاشمي، في السابع من تموز/يوليو 2020، وهذا يؤكّد تنظيم ما يسمى “السلاح المنفلت”، بما لا يدع أي مجال للشك».

 

الشيوعي وقوى انتفاضة تشرين

وفيما يخصّ تشكيل قوى “تشرين” لجبهة معارضة سياسية، وانضمام الحزب الشيوعي لها، أوضح “فهمي” أن «انضمام الحزب كان مشروطاً بأن يكون الهدف من المعارضة هو مجابهة المحاصصة السياسية، لأنها هي أساس الخراب في البلاد، وليس أن تكون المعارضة ضد النظام السياسي، لإسقاطه وتغييره».

وأردف: «عديد من قوى “تشرين” تناغمت مع فكرتنا، وما زالت الحوارات والنقاشات جارية، لبلورة المعارضة بصيغة نهائية، والخروج بمؤتمر المعارضة من محافظة جنوبية بأقرب وقت».

وعن انتفاضة تشرين، وإمكانية انحسار التظاهرات وانتهائها، بعد أن قلّ زخم الحركة الاحتجاجية بشكل كبير، منذ منتصف آذار/مارس 2020، أشار “فهمي” إلى «استحالة انتهاء الحركة الاحتجاجية، فالعكس هو ما قد يحدث».

مستطرداً بالقول: «المطالب التي خرج لأجلها الشارع لم تتحقّق بعد، ولا يوجد أي تقدّم نحو تحقيقها، كما أن ملف الكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم، لم يُنفّذ منه أي شيء بعد، ناهيك عن استمرار ارتفاع معدّلات البطالة لدى الشباب، وبالتالي فكل هذه العوامل ستدفع لتجدّد الانتفاضة بشكل أقوى من السابق، خاصة مع عجز الحكومة العراقية عن تحقيق مطالب “تشرين”».

 

 مصير الانتخابات المبكرة

أما بخصوص الانتخابات المبكّرة، المقرّر إجراؤها في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وموقف الحزب الشيوعي منها، بيّن “فهمي” أن «الحزب ما زال حتى الآن على موقفه بتعليق المشاركة بالانتخابات المقبلة».

وكان “الشيوعي العراقي” قد أعلن، في أيار/مايو المنصرم، تعليق مشاركته بالانتخابات المبكرة، احتجاجاً على مقتل الناشط إيهاب الوزني في #كربلاء. وقال الحزب في بيان له إن «التعليق سيستمر، لحين رؤية مدى جدية الحكومة العراقية بحصر السلاح، الذي يغتال الناشطين، وتأمين البيئة الانتخابية من أي تهديد».

وكشف “فهمي” أن «الحزب سيجتمع في غضون شهر، لعرض استفتاء على أعضائه، بالمشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها، والخيار الذي سينال التصويت الأكثر سنمضي به، ونعلنه موقفاً نهائياً للحزب من الانتخابات».

وعن تحالفات الحزب الشيوعي، وإمكانية العودة للتحالف مع #التيار_الصدري، الذي يتزعّمه رجل الدين الشيعي مقتدى #الصدر، أكّد سكرتير الحزب الشيوعي أنه «لا مجال للتحالف مع الصدريين ثانيةً، ولا رجعة عن هذا القرار».

مُشيراً إلى أن «الحزب الشيوعي الآن هو جزء من “التحالف الديمقراطي المدني”، ولن يتحالف مع أي حزب من الأحزاب النافذة والمتحكّمة بالمشهد السياسي، التي أوصلت البلاد إلى الفوضى وحافة الانهيار»، حسب تعبيره.

وكان الحزب الشيوعي العراقي قد أقام تحالفاً سياسياً مع التيار الصدري في انتخابات عام 2018، تحت اسم “تحالف سائرون”. وانتقد كثيرون هذا التحالف، معتبرين أنه «مكّن التيار الصدري من ابتلاع الحزب الشيوعي، أحد أعرق الأحزاب العراقية، والهيمنة عليه».

لكن “فهمي” اختتم حديثه مع  «الحل نت» بالتنويه إلى أن «الحزب الشيوعي قد يدخل في تفاهمات سياسيّة مع التيار الصدري مستقبلاً، خارج إطار التحالف، وهذا سيتحدّد وفق المعطيات السياسية في الفترة المقبلة».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.