مع بَدْء العام الدراسي في سوريا، خاطب العديد من مدراء المدارس في مدينة طرطوس الساحلية، أولياء الأمور بعد انتشار ظاهرة هروب الطلبة من فصولهم بعد الساعة الأولى أو الثانية.

الضرر العام الذي رصده (الحل نت) خلال اطلاعه على شكاوى الأهالي، هو بقاء نحو (2-5) طلاب في القاعة الصفية، الأمر الذي أجبر المعلمون على الاعتذار  عن إعطاء الدروس.

إحدى أهالي المدينة خاطبت مدرسة الإعدادية في المدينة، عبر صفحتها الرسيمة على موقع فيسبوك، قائلة «كل يوم بعد الحصة الثالثة لا يوجد مدرس يدخل للحصة؛ بحجة أنه لا يوجد طلاب في الشعبة غير ابنتي واثنين آخرين».

وتساءلت “لميس”، «كيف يخرج الطلاب من المدرسة من دون حسيب أو رقيب».

وأضافت: «المدير غير مهتم ولديه معهد خاص يجذب الطلاب بطريقة ما ليذهبوا لمعهده».

الشعب الصفية والقاعات الإدارية في مدارس طرطوس خاوية

صحيفة “الوطن” المحلية نقلت عن مدير التربية بطرطوس، “علي شحود”، قوله إنّه: «لاحظ غياب عدد من الإداريين في المدارس، إضافة إلى عدد من التلاميذ والطلاب ولا سيما في الصف الثالث الإعدادي (التاسع)».

وكشف “شحود”، من خلال جولته وجود حالات تقصير بتوزيع الكتب التي تم توفيرها في المكتبة والتي خصصت لمصلحة المدرسة.

وأكّد مدير التربية في المدينة، أنّه يعمل للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية عبر التشديد على قيام المدارس وكادرها بدورهم الكامل في التعليم ومنع الطلاب من الغياب، وفق تعبيره.

ولكن جميع جولات مدراء التربية تأتي بعد الكارثة، ففي سبتمبر/أيلول الفائت، علّقت وزارة التربية في «الحكومة السوريّة»، على فيديو من إحدى المدارس، بعد تداوله بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، ويُظهر ترديد التلاميذ أغنية «لفلي حشيش» من المدرسة.

وقالت الوزارة في «تنويه» نشرته عبر صفحتها الرسميّة في «فيسبوك»، إن وزير التربيّة أجرى زيارة إلى المدرسة التي ظهرت في التسجيل المتداول، مشيرة إلى إنها تيقنت من محتوى الفيديو، وأنّها وجهت بمعاقبة الهيئة الإدارية في المدرسة.

وزارة التربيّة السوريّة تعلّق على ترديد طلاب إحدى المدارس «أغنية هابطة» أثناء الدوام الرسمي

أكثر من 2.4 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس

كشف الخبير التربوي السوري الدكتور، “فواز العواد”، أن ثلث أطفال سوريا خارج العملية التعليمية بعد عقد شهدت فيه البلاد حراكاً شعبياً تحول إلى صراع بين النظام وقوى المعارضة.

ووفقاً لتقرير منظمة “اليونيسف”، عن أثر الحرب على الواقع التربوي في سوريا، فإن عدد المدارس التي تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي، تجاوز 4 آلاف مدرسة منذ منتصف 2011، أي ما يشكّل نحو 40 بالمئة من إجمالي عدد المدارس في سوريا.

وأشار التقرير، إلى أنّه يوجد في سوريا أكثر من 2.4 مليون طفل غير ملتحقين بالمدرسة، منهم 40 بالمئة تقريبًا من الفتيات، ومن المرجح أن يكون العدد ارتفع جراء تأثير جائحة كورونا التي أدت إلى تفاقم تعطّل التعليم في سوريا.

وتؤكد الأمم المتحدة، وقوع حوالي 700 هجوم على منشآت التعليم وطواقم التعليم في سوريا منذ بَدْء التحقق من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، تم تأكيد 52 هجومًا في العام الماضي فقط.

«طرطوس ليست على ما يرام».. المحافظ يخرج عن صمته وعضوٌ في مجلس المحافظة يكشف مجريات الاجتماع الأخير

أركان السلْم المجتمعيّ في النظام التعليميّ متناثرة

يقول أستاذ اللغة الفرنسية، “محمد الحمصي”، لـ(الحل نت)، إنّ: «دور النظام التعليميّ في بناء السلْم المجتمعيّ ينبغي أن يبنى على عدّة أركان، هي: المعلّمون، التلاميذ، المناهج».

ويشير “الحمصي”، إلى أنّ جميع العناصر تتأثّر بتسلسل العلاقات في هيكليّة النظام التعليميّ، ولذلك أي خلل ضمن هذه الركائز سينعكس سلباً على المجتمع عموماً.

ويعتقد أستاذ اللغة الفرنسية، أنّما خلّفته الحرب في سوريا من أثار سلبيّةً على الأصعدة جميعها، جعل النظام التعليميّ في سوريّا مكبّلًا غير قادر على النهوض بواقع التعليم ولا سيما في مناطق الحكومة السورية التي تشهد أزمة اقتصادية لا حل لها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.