ضجت مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، بمقطع فيديو روّجته مواقع تابعة لجماعة “الإخوان المسلمين” حول انقلاب شاحنة مساعدات إنسانية، مما أدى إلى اكتشاف المواطنين الفلسطينيين لوجود بسكويتٍ فاسد ومنتهي الصلاحية داخلها، قائلين أن البسكويت سينتهي صلاحيته الشهر الحالي وبعضه غير صالح للاستخدام.

إلا أن “برنامج الأغذية العالمي” (WFP) التابع للأمم المتحدة كشف حقيقة ما روّجته تلك المواقع والمنصات الإخوانية من قيام مصر بإرسال بسكويت فاسد ضمن المساعدات المقدّمة لسكان غزة.

مساعدات غذائية “فاسدة لغزة”!

ضمن بيان رسمي أكد “برنامج الأغذية العالمي”، أن البسكويت المقدّم لسكان غزة تابع له، وهو آمن للاستهلاك خلال الأسابيع المدوّنة على العبوات وذلك حتى أوائل الشهر المقبل حيث سيتم تناوله بمجرد توزيعه قبل هذا التاريخ.

“برنامج الأغذية العالمي” شدّد على أن هذا البسكويت هو الأنسب لحالات الطوارئ، حيث تحتاج الأُسر الفلسطينية إلى تغذية مكثّفة وسريعة بسبب عدم قدرتها على الطهي لنقص الوقود.

من جانبه، علّق مدير جمعية “الهلال الأحمر الفلسطيني” مروان الجيلاني: “ثمة أناسٌ تحاول ‏الاصطياد في الماء العكر وطابور خامس، وهناك فيديو آخر يظهر شاحنة مساعدات فارغة ‏وبعد فحصه وجدناه قديما، وبالفعل كانت هناك شاحنة من منظمة الغذاء الدولي العالمية ‏للأمم المتحدة وفيها بسكويت، وانقلبت بالفعل، وصلاحية البسكويت ما تزال صالحة لشهر، ‏وليس منتهي الصلاحية، والكميات ستصل إلى المدارس.”‎

الجيلاني، أردف خلال مداخلة عبر برنامج “الحكاية” المذاع على قناة “إم. بي. سي. مصر”، بناء على تنسيق مع “الهلال الأحمر المصري” يتم تحديد الأولوية ‏في نوعيات المواد الإنسانية والإغاثية التي تدخل قطاع غزة‎.‎

هذا وكان معبر “رفح” قد شهد السبت الفائت عبور قوافل جديدة من شاحنات المساعدات إلى القطاع بلغت نحو 50 قافلة. وتضمّنت الشاحنات حسب ما أكده موقع “العربية.نت ” مواد غذائية ومستلزمات طبية ومقاعد متحركة لذوي الإعاقة و10 آلاف علبة تعقيم للمياه فضلا عن مستلزمات خاصة بالمستشفيات والعمليات الجراحية.

وطبقا للإحصائيات فقد وصل حجم المساعدات الإنسانية والطبية التي وصلت قطاع غزة إلى 7000 طن، منهم نحو 5000 طن مساعدات مقدمة من مؤسسات ومنظمات أهلية مصرية، بينما وصلت مطار العريش حتى الآن 72 طائرة من 17 دولة عربية وأجنبية، تحمل مساعدات تبلغ 200 طن.

انتقادات لـ”الإخوان”

في المقابل، انتقد نسبة كبيرة من المصريين والفلسطينيين ما تروّجه منصات ومواقع الجماعة الإخوانية، مستغربين من استغلالها لهذه الظروف المأساوية لتصفية حساباتها مع الحكومة المصرية، مؤكدينَ أنه ليس بغريب عليهم وأن جماعة “الإخوان المسلمين” لديها تاريخ طويل مع الكذب ومحاولة استغلال أي وضع صعب أو ظروف إنسانية لتحقيق مكاسب، وفق تقارير صحفية.

منذ اليوم الأول من اندلاع الحرب في غزة، تعمل مصر بشكل حثيث على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، عبر معبر “رفح”، فضلا عن استقبالها مؤخرا لعشرات الجرحى الفلسطينيين للعلاج في مستشفياتها، وبعيدا عن كل ذلك، فإن القاهرة ما تزال تسعى لإيجاد حلّ للأزمة في غزة وتُجري اتصالاتها مع العديد من الدول الإقليمية والدولية بغية التوصل لتسوية ما بخصوص غزة.

كما وكان “بنك الطعام المصري”، أعلن عن قافلة مساعدات إنسانية مصرية جديدة، تضم نحو 120 شاحنة محمّلة بألفي طن من المواد الغذائية، سيسلّمها لاحقا إلى “الهلال الأحمر الفلسطيني”، عبر معبر “رفح”.

• لقاءات بلينكن في الصين: شراكة أم تنافس؟ 
• حركة “النهضة” قد تبدل اسمها.. ألاعيب الإسلام السياسي في التخفي والكمون
• الأسد يأخذ الضوء الأخضر للتخلص من الوجود الإيراني في سوريا؟
• الحسابات وميزان الردع.. الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” قريبة؟
• الإرهاب والهجرة والتسلل الحدودي معضلات تواجه الاتحاد المغاربي